واشنطن تعد بمواصلة الضغط على نظام الأسد ودمشق تنفي تهديدها بقصف مدن أردنية
مصادر مختلفة
GMT 1:00:00 2011 الخميس 6 أكتوبر
انتقدت
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كلا من روسيا والصين لاستخدامهما
حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين "قمع
الاحتجاجات" في سورية. واعتبرت كلينتون أن المجلس "أخل بمسؤوليته" عندما
فشل في تبني مشروع القرار الأوروبي.
صورة ماخوذة من شريط فيديو تظهر جنود يعذبون متظاهرين سوريين |
عواصم: انتقدت
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء كلا من روسيا والصين
لاستخدامهما حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين النظام
السوري لقمعها المحتجين، معتبرة ان الشعب السوري "لن ينسى ذلك".
واكدت
كلينتون خلال زيارة الى جمهورية الدومينيكان ان المجلس "أخل بمسؤولياته"
عندما فشل، بسبب استخدام روسيا والصين حقض النقض (الفيتو)، في تبني مشروع
القرار الاوروبي الذي كان يتضمن تهديدا بعمل محتمل ضد الرئيس السوري بشار
الاسد بسبب قمعه للاحتجاجات.
وقالت
الوزيرة الاميركية خلال مؤتمر صحافي "نحن نعتبر ان مجلس الامن اخل امس
بمسؤولياته. ان الدول التي اختارت استخدام الفيتو ضد مشروع القرار سيتحتم
عليها ان تقدم الى الشعب السوري تبريرها الخاص" لخطوتها هذه.
واضافت كلينتون التي تزور جمهورية الدومينيكان للمشاركة في منتدى وزاري حول اميركا اللاتينية ان "الشعب السوري لن ينسى ذلك".
واستخدمت
روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي، الثلاثاء الفيتو ما
حال دون تبني مشروع القرار الذي قدمته الدول الغربية وينص على "اجراءات
محددة الاهداف" ضد القمع الدامي للتظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار
الاسد.
وصوتت تسع دول لصالح القرار فيما صوتت ضده روسيا والصين. اما جنوب افريقيا والهند والبرازيل ولبنان، فقد امتنعت عن التصويت.
واسفرت اعمال القمع في سوريا منذ منتصف اذار/مارس عن اكثر من 2700 قتيل بحسب آخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة قبل اسبوعين.
واشنطن ستواصل العمل
وفي وقت
سابق، اعلنت الخارجية الاميركية ان ادارة باراك اوباما ستبقي الضغط على
النظام السوري، وذلك غداة اخفاق مجلس الامن في اصدار قرار يدين القمع في
سوريا.
وقالت
المتحدثة فيكتوريا نولاند ان "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع اكبر عدد
من الدول لزيادة الضغط على النظام السوري (...) ان عدد الدول المستعدة
لتضييق الخناق على النظام يزداد وسيزداد. سنعمل معها".
واضافت
ردا على الفيتو الروسي والصيني ضد مشروع قرار يدين قمع النظام السوري
للتظاهرات المناهضة له "نعتقد بحزم ان التاريخ سيؤكد من كان على حق، ومن
اتخذ الموقف غير الملائم خلال هذا التصويت".
وتوقفت
نولاند، على غرار السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس، عند
"خيبة الامل والغضب الكبيرين" حيال الموقفين الروسي والصيني واللذين تجليا
على المدونات والمواقع الالكترونية التابعة للمعارضة السورية.
وتابعت
"بعدما وقفت يوما تلو اخر ضد الاهانات والرصاص والتعذيب والاعتقالات، تم
التخلي في هذا التصويت عن المعارضة السورية الشجاعة والسلمية في شكل واسع".
"التزام اخلاقي"
من جانبه
اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الاسف لعدم توصل مجلس الامن
الى قرار حول العنف "غير المقبول" في سورية، وقال: "علينا التزام اخلاقي
لمنع المزيد من ارقامة الدماء".
الا ان دمشق اعتبرت اسقاط القرار "يوما تاريخيا بوقوف روسيا والصين ضد الظلم"، حسب تعبير بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري.
وكان
مشروع القرار قد اسقط على الرغم من تأييد تسعة دول من مجموع 15 دولة عضو في
المجلس، وامتناع جنوب افريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت.
ويقول
مراقبون ان التصويت على سوريا كرس الانقسامات العميقة القائمة بين الدول
الاعضاء في مجلس الامن، وخصوصا دائمة العضوية، على خلفية عمليات حلف شمال
الاطلسي ضد اهداف ليبية حكومية تحت تبرير قرارات من مجلس الامن.
"تشجيع العنف"
اما
المعارضة السورية، التي تشكل لها مجلس قيادة في اسطنبول الاحد، فقد قالت ان
الروس والصينيين "يشجعون العنف" بافشالهم قرار الادانة من المجلس.
وقال
برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، المظلة السياسية الجديدة للمعارضة
السورية، من باريس الاربعاء ان "دعم بشار الاسد ومشروعه العسكري الفاشي لن
يشجع الشعب السوري على الالتزام بثورة سلمية". واضاف انه "من اجل تفادي
الانزلاق نحو العنف يحتاج المجتمع الدولي الى التحرك بشكل مختلف لادراك
المخاطر التي نواجهها في هذه اللحظة التاريخية".
سوريا تنفي تهديدها بقصف المدن الأردنية
في سياق
اخر، نفى السفير السوري لدى الأردن بهجت سليمان تقارير صحافية تحدثت عن
تهديدات أطلقتها مسؤولون سوريون لقصف مدن أردنية في حال قدمت عمان تسهيلات
عسكرية لضربة محتملة ضد سوريا.
وأصدرت
السفارة السورية في عمان بيانا تناقلته وسائل إعلام أردنية وسورية، قالت
فيه إن "بعض المواقع الإلكترونية العربية.. نقلت عن زيارة لمسؤول عسكري
سوري إلى العاصمة الأردنية عمّان، يوم الجمعة الماضية.. والحديث عمّا قيل
أنه جرى أثناء اللقاءين المذكورين."
وأضاف
البيان "إنّ ما ورد في المواقع المذكورة، لا أساس له من الصّحة، جملةً
وتفصيلاً، وأنّ سورية أوضحت، أكثر من مرّة، أنّ عدوّها الوحيد هو (إسرائيل)
ومَنْ يدعمها."
وكان موقع
الكتروني كويتي، وعدة مواقع أخرىا قالت إن "لقاءً سريا ومغلقا جمع الملك
عبد الله الثاني بمدير المخابرات السوري آصف شوكت في وقت مبكر من فجر
الجمعة الماضي تم عقده في القصر الملكي في العاصمة عمان وحضره مدير
المخابرات العامة محمد الرقاد."
ونسبت تلك
المواقع إلى "مصادر أردنية شديدة الخصوصية" قولها إن "شوكت أكد للملك عبد
الله خلال اللقاء السريع والعاصف أن دمشق لا تخطط لأي شر تجاه عمان، لكنها
مضطرة لاعتبار الأردن دولة معادية، إذا ما استجاب الأردن لضغوط قطرية يقدم
بموجبها تسهيلات عسكرية واسعة النطاق، إذا ما تقرر توجيه ضربات عسكرية
أميركية بقيادة حلف شمال الأطلسي."
وأضاف
شوكت، وفقا للموقع الكويتي أن "القيادة العسكرية السورية ستتعامل مع أي
تآمر من هذا القبيل بقصف مدن أردنية بصواريخ (سكود) التي تملك دمشق منها
الكثير."
وبحسب
اتقارير التي تناقلتها مواقع إخبارية، فإن العاهل الأردني أبلغ شوكت أن
"عمان لا تخاف تهديدات عسكرية من أي نوع، وأنها ستنصاع لأي قرار دولي بشأن
سوريا، وستشارك في أي عمليات عسكرية دولية، نصرة للشعب السوري."
غير أن
بيان السفارة السورية في عمان قال إن لا صحة لتلك التقارير، وإن "كل ما
واجهته سورية وتواجهه من ضغوطات وتهديدات ومخططات دولية وإقليمية، يعود إلى
إصرار القيادة السورية ورفضها المتواصل، تزوير وُجْهَة الصراع المصيري بين
العرب والصهاينة، ورفضها الشديد تحويل العدوّ إلى صديق، والصديق إلى
عدوّ.. فكيف بالشقيق، الذي يبقى شقيقاً، مهما كانت الظروف والملابسات؟"
ولم يصدر
اي تعليق رسمي من الحكومة الأردنية على بيان السفارة السورية، كما لم تصدر
الحكومة بيانا حول زيارة مدير المخابرات السوري آصف شوكت، أو تفاصيل أي
رسائل حملها مسؤولون سورين إلى العاهل الأردني في ذلك الشأن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات