ما زال الصراع محتدما حول (مين اللى ابتدى بالضرب؟)، هناك من يرى أن
الأقباط زودوها وكله إلا الجيش، وهناك من رأى الجثث على الطبيعة فالتزم
الصمت والخجل، هناك من يستعد للذهاب إلى ماتش النهائى ويزايد على من يرى
أن لعب المباراة فى هذا الوقت (مايصحش)، هناك فيديوهات متبادلة يرد كل
واحد على الآخر.. فيديو لمتظاهر يهشم بالحجارة رأس جندى مختبئ فى صندوق
سيارة نصف نقل تابعة للجيش، يرد عليه فيديو لمدرعة تدهس المتظاهرين وتمر
فوق أجسادهم بالتصوير البطىء، هناك من ينادى بعزل محافظ أسوان (يا سيادة
المحافظ لو افترضنا جدلا أن الكنيسة تم بناؤها بالمخالفة للقواعد
والتصريحات اللازمة.. أين كنت حضرتك وهى بتتبنى؟.. وإذا كنت متمسكا بتنفيذ
القانون بهذه الصرامة ألا يوجد لدى حضرتك قدر من الذكاء السياسى لجعل
المخالفين يزيلون المخالفة بأيديهم ورضاهم بدلا من هذا الاستفزاز؟.. ألم
يكن بمقدورك أن ترجع إلى كل لجان الوحدة الوطنية أو الأزهر أو بيت العائلة
أو المفتى أو حتى وزير الدفاع لاستشارته فى هذا الوضع المحرج قبل أن
تتحرك بمعداتك وتفاخر بالهدم؟.. أقول كل هذا على افتراض أن البناء كان
مخالفا بالفعل.. ليست لدى معلومة مؤكدة)، هناك من ينادى بإقالة حكومة شرف،
بينما كثيرون وأنا منهم يود لو تمت معاقبته على خطابه الهزيل الملىء
باللعثمة والافتعال وكلمات انتهت صلاحيتها، هناك من يرى أن سقوط جنود
مصريين قتلى على أيدى مواطنين مصريين أمر يهدر هيبة البلد.. وهناك من يرى
أن الفرم الذى تعرض له مواطنون مصريون تحت عجلات سيارات حربية أمر يهدر
البلد نفسه، هناك من يسأل أين وزير الداخلية؟ ولماذا لم تقم الشرطة بتأمين
مظاهرة أعلن عنها قبل انظلاقها بأيام؟ وأن الوزير يستحق أن يحاسب مهنيا
على أمر مثل هذا، وهناك من يرى أن الداخلية لم تظهر فى هذا اليوم عن عمد،
وهناك من يرى أن (هيه الداخلية كانت هتعمل إيه؟)، هناك من يتساءل عن ضبط
النفس الذى اشتهرت به تصريحات القادة عن أداء الجنود فى الشارع، وهناك من
يتساءل عن مساحة الخلل التى قد تخرق ضبط النفس هذا لأسباب استفزازية..
ويفكرون فى الاستفزاز الذى خرق ضبط النفس لدرجة فرم الناس بالمدرعات، هناك
من يقولون إن المتظاهرين قتلوا الجنود داخل المدرعة التى كانت تطاردهم
وأشعلوا النار فيها، بينما هم بداخلها، وهناك من يقول إن المدرعات تمت
سرقتها وقيادتها من قبل أشخاص مجهولين! هناك من يقول إن الجيش لم يضرب طلقة
نار على مواطن مصرى من أجل رئيس يطالبون برحيله.. وهناك من يسألون إذا
كان هناك مبرر قوى لعدم قتل المتظاهرين من قبل.. فما المبرر الأقوى الذى
دعاهم إلى قتلهم؟ هناك من يطالب بقانون دور العبادة الموحد، وهناك من يرى
أنه قبل إقرار قانون يتعلق بالمبانى لا بد من إقرار قانون يحكم سلوك من
يقف داخل هذه المبانى ليعلم الناس شؤون دنياهم ودينهم.. فما فائدة التحكم
فى حجارة تستخدم للبناء بينما هناك غفلة كبيرة عن معاول تستخدم للهدم؟
هناك من يسعى إلى البحث عن حلول سياسية جذرية، وأخرى طويلة المدى،
لكننا وقبل هذا مطالبون جميعا فى هذه اللحظة بوقفة عاصفة مع النفس أكبر من
السياسية.. وقفة من يخاف على هذا البلد أن يضيع بين إدارة لا تجيد
الإدارة ومواطنين لا يعرفون أصول المواطنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات