الأقسام الرئيسية

اسم الباشا إيه؟

. . ليست هناك تعليقات:


بقلم يسرى فودة ٥/ ٦/ ٢٠١١

«قولى اسم الباشا إيه؟» .. هكذا نطق مواطن مصرى بلهجة واثقة حاسمة مهذبة فى الوقت نفسه. لا نرى وجهه، فقد كان أيضاً من الشجاعة والتحدى بحيث إنه سدد بيده كاميرا هاتفه فى المحمول أثناء هذه المواجهة المثيرة نحو وجه مواطن آخر يجلس وراء عجلة قيادة إحدى سيارات الترحيل التابعة للشرطة.

«اللوا ... إمممم .. إممممم»، كاد السائق ينطق الاسم قبل أن يتراجع فى اللحظة الأخيرة، بينما كانت الكاميرا التى دخلت عبر النافذة اليمنى قد تراجعت قليلاً عن عمد كى تظهر فى المقدمة طفلاً يبدو فى حوالى العاشرة مرتدياً زيه المدرسى الأنيق، يجلس فى مقعد المسافر، مستغرباً المشهد ولا يدرى تماماً ماذا يفعل.

«تعال معايا ع القسم»، هكذا أسعفه الخيال قبل أن ينطق الاسم. رد المواطن الأول: «آجى معاك ع القسم أعمل إيه؟ أنا بس عايز أعرف هو الموضوع ده مش هينتهى؟»، رد السائق على السؤال بسؤال آخر جيد: «أنا يعنى عسكرى، أعمل إيه؟» وهنا زاد المواطن الشجاع شجاعة: «إنت دلوقتى بتوصل واحد فى غير أوقات العمل وبتستخدم عربية الحكومة اللى أنا بدفع فلوسها من الضرايب وضرايب الناس».

توقفت طويلاً أمام هذا المشهد وأنا لا أكاد أصدق ما أرى وما أسمع حتى قررت إذاعته على ملايين المشاهدين وقد استقر هذا الخاطر فى نفسى: والله لو لم تكن للثورة المصرية نتيجة سوى هذا المشهد لأدخلها الله فسيح جناته بعد عمر طويل. أما وأن هذه هى الحال، فلن يمر عمر طويل قبل أن تكتمل الثورة المصرية مادام بيننا مواطنون بهذا الوعى وبهذه الشجاعة.

كتب الذى نشر الفيديو على موقع «يوتيوب» هذه التفاصيل: «أمام مدرسة بورسعيد التجريبية فى طرح البحر أثناء خروج التلاميذ من امتحانات الصفين الرابع والخامس ما بين الساعة الثانية عشرة والثانية عشرة والنصف يوم الإثنين ١٦ مايو.. هذا الموقف يتكرر مع زوجات وأبناء الضباط ببورسعيد ولن نقبل بتكراره». (لمشاهدة الفيديو اضغط على هذا الرابط http://bit.ly/j٩TrXg).

ومن الواضح فعلاً أنه يتكرر كثيراً، فمنذ إذاعة الفيديو وصلتنا نماذج أخرى من مواطنين شرفاء شجعان أخذوا على عاتقهم مواجهة هذا الفساد. أحدها هذه المرة من الإسماعيلية، تظهر فيه طفلة (حوالى ١٢ سنة) وطفل (حوالى ١٠ سنوات) تبدو النعمة عليهما وهما يجلسان إلى جوار السائق فى سيارة من النوع نفسه. (لمشاهدة الفيديو اضغط على هذا الرابط http://bit.ly/kTI٥Oo). لا عذر لوزير الداخلية إن لم يفعل شيئاً، فالمعلومات التى يحتاجها كلها متاحة.

وأخيراً، يعيب البعض علينا أننا سمحنا لوجوه الأطفال بالظهور على الشاشة، ونحن نتفهم ذلك من الناحية المهنية الأخلاقية، لكن الأولى بالعيب هم الآباء الذين سمحوا لوجوه أبنائهم بالظهور فى صورة مخزية كهذه. لا تتوقعوا منا معايير لندن عندما تطلقون علينا البلطجية وأرباب السجون، وتنتزعون منا أمننا، بينما تحمون أنفسكم وأطفالكم بأموالنا. عندما تمنحوننا نصف معايير لندن سنمنحكم نحن ضعف معاييرها. شفاكم الله وألهمنا الصبر.

استقيموا يرحمكم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer