كتب عنتر فرحات ووكالات الأنباء ٥/ ٥/ ٢٠١١
تعيش الإدارة الأمريكية حالة من الجدل والتخبط بشأن الأنباء المتضاربة التى سربتها عن طريقة مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، فى غارة على مجمع كان يختبئ فيه فى بلدة أبوآباد الباكستانية، من حيث عملية المداهمة وقتله وهو أعزل دون اعتقاله وطريقة دفنه وإلقاء جثته فى البحر، فى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة الخلافات بين الإدارتين الأمريكية والباكستانية حول دور إسلام آباد فى الغارة التى جرت على أرضها. ويدور النقاش والجدل فى الأوساط السياسية الأمريكية بشأن إثبات مقتل بن لادن، وحول «تأثير نشر صوره»، وتقول مصادر أمريكية إن الآراء تميل نحو نشر تلك الصور، غير أن البيت الأبيض ما لبث أن أكد أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن الصور، فيما قال وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كولن باول إنه ينبغى عدم نشر تلك الصور بسبب التأثير المحتمل لنشرها. وقال مستشار بارز للرئيس الأمريكى باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، إنّ البيت الأبيض إنْ قرر نشر صور بن لادن سينشرها بطريقة مدروسة، وقال رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب الأمريكى، الجمهورى مايك روجرز، إن لديه مشاعر متضاربة حول نشر الصور، وقال مسؤول رفيع المستوى فى الحكومة الأمريكية إن نشر الصور قد يتم من خلال الاستخبارات المركزية. أجج دفن بن لادن فى البحر نظرية المؤامرة، فالولايات المتحدة تواجه مأزق إثبات مقتله دون إشارة إلى تأجيج مشاعر أنصاره، وقد تنشر صوراً لجثته، فبعد ساعات من الغارة على المجمع الذى كان يختبئ فيه فى باكستان، تمكنت التقنية الحديثة من التأكد ١٠٠% من مطابقة الحامض النووى، إلا أن دفنه فى البحر يمثل شبحا يطارد واشنطن بما واجهه الإجراء من انتقادات إسلامية حادة. وانطلقت شائعات تجزم بأن بن لادن إما أنه لم يُقتل أو قُتل منذ سنوات، وهو وراء قرار الحكومة بإلقاء جثة أكثر رجال العالم خطراً فى بحر العرب، فيما تثير تصريحات المسؤولين فى البيت الأبيض والاستخبارات الأمريكية بأن بن لادن لم يكن مسلحا عند مقتله جدلا آخر، ولماذا لم يتم اعتقاله. وفى هذا الإطار، نقل مصدر مسؤول فى الأمن الباكستانى عن ابنة أسامة بن لادن أنه لم يُقتل داخل منزله، بل اعتقل ثم قُتل فى وقت لاحق، وقال مسؤولون إن من بين المعتقلين ابنة بن لادن التى قالت للمحققين الباكستانيين إن القوة الأمريكية ألقت القبض على والدها حياً ثم أطلقت النار عليه على مرأى من أفراد أسرته وسحبت جثته على الأرض ومنها إلى المروحية. وقال وزير العدل الأمريكى إريك هولدر: «إن العملية التى أسفرت عن مقتل بن لادن وأخْذ جثمانه قانونية وشرعية ومناسبة من كل النواحى». كان ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى.آى.إيه» قال إن أوامر الرئيس الأمريكى باراك أوباما هى «قتل بن لادن»، إلا أنه قال إن قتله فرضته ظروف العملية لأنه وفقا لقواعد الاشتباك «لو رفع يديه وعرض تسليم نفسه، لكان لدى الجنود الأمريكيين فرصة للقبض عليه، ولكن هذا لم يحدث»، وأضاف أن بن لادن قاوم دون أن يحدد كيفية مقاومته، رغم أنه أقر بأنه لم يكن مسلحا واعترف بأنه تم الاعتماد على «أساليب تعذيب مثل محاكاة الغرق للمعتقلين» حتى تم التوصل إلى معرفة مخبأ بن لادن. وفى إسلام آباد، تراجعت باكستان عن تصريحات سابقة بشأن اغتيال بن لادن، وأدانت عدم التنسيق معها وتنفيذ العملية دون علمها، فبعد تأكيد وزارة الخارجية تقديم باكستان معلومات استخباراتية مكنت القوات الأمريكية من تنفيذ الهجوم على منزل بن لادن، عادت لتشجب طريقة تنفيذ العملية، بينما قال مدير الاستخبارات الأمريكية إن المسؤولين الأمريكيين آثروا عدم إبلاغ إسلام آباد بخطة الهجوم على بن لادن خشية أن يعمد نظراؤهم الباكستانيون إلى تسريب الخطة. إلا أن رئيس الوزراء الباكستانى يوسف رضا جيلانى أوضح أن اختباء بن لادن قرب الأكاديمية العسكرية فى بلاده يشير إلى فشل عمل أجهزة المخابرات العالمية بما فيها الأمريكية وليس الباكستانية فقط. وقال إن باكستان بحاجة إلى مساعدة العالم لمحاربة الإرهاب الذى تعتبره عدوها رقم واحد. وفيما توعد قيادى بتنظيم القاعدة فى اليمن بالانتقام لمقتل بن لادن، مؤكدا أن الجهاد لن ينتهى، فإن حركة طالبان الأفغانية قالت إنها غير متأكدة من مقتل زعيم القاعدة حليفها الرئيسى. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات