بقلم د.حسن نافعة ٢٨/ ٤/ ٢٠١١
«السيد الدكتور.. تحية طيبة إننى أكن كل احترام وتقدير لآرائكم الجريئة والمتميزة وأداوم على قراءة كتاباتكم، إلا أنه لدى بعض التساؤلات فيما كتبتموه فى جريدة «المصرى اليوم» بعمودكم «وجهة نظر» يوم الثلاثاء ١٩/٤/٢٠١١ تحت عنوان «مصر وانتفاضة الشعب الليبى» وطلبتم من الدبلوماسية المصرية إعادة النظر فى موقفها من الأزمة الليببية واقتراحكم بعض الأفكار على أساس العمق الاستراتيجى لمصر، وحماية المصريين فى ليبيا، وحق الشعب الليبى فى التغيير السلمى من أجل الحرية. وهذه التساؤلات هى: ما مدى قانونية من يتطوع من المصريين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين قدامى للقتال بجانب الثوار ضد أبناء بلدهم من الموالين للقذافى، وهل يعتبر هؤلاء مرتزقة أم لا؟! ألا يؤدى هذا التصرف إلى إثارة روح الثأر فى نفوس الليبيين الموالين للقذافى الذين من الممكن أن يقتل بعض أبنائهم على يد هؤلاء المتطوعين، ويسفر ذلك عن تأجيج روح العداوة والانتقام العاجل من المصريين المقيمين فى ليبيا أو خارجها، وما موقف هؤلاء المتطوعين فى حالة وقوعهم أسرى فى أيدى قوات القذافى؟!. هل تأكدتم من هوية وتركيبة واتجاهات المجلس الانتقالى، وعلى أى أساس يعتبر هو الممثل الوحيد للشعب الليبى وله الحق فى التصرف بأموال الليبيين ويستحق المساندة ومازالت تجربة العراق ماثلة أمامنا؟! هل تأكدتم على أرض الواقع، وليس من خلال وسائل الإعلام أو شبكة المعلومات، من طبيعة الذين يقومون بالعمليات العسكرية من الطرفين وهل هناك مرتزقة؟! إن ثورة ٢٥ يناير علمتنا أن كفاح اللاعنف يؤدى إلى هزيمة أى ديكتاتور، ومن هذا المنطلق ومن باب الإصلاح بين أبناء الوطن الواحد وتمكين الليبيين من الحصول على حريتهم فإننى أقترح الآتى: قيام الدبلوماسية الشعبية المصرية، متمثلة فى بعض رجال الفكر، بمشاركة سيادتكم وبعض رجال الدين وشباب ثورة ٢٥ يناير وممثلى القوى السياسية والمجتمع الأهلى بزيارة ليبيا ومحاورة الطرفين للوقوف على الطريق الصحيح لحل المشكلة ثم طرح مبادرة عملية للخروج من هذا المأزق والمحافظة على وحدة هذه البلاد وحصول شعبها على حريته وعدم نهب ثرواته». م. رمضان حسين مواطن مصرى وللقارئ كاتب هذه الرسالة أقول: ١- رسالتك تعكس وجهة نظر لها احترامها وتطرح أسئلة مشروعة، ومن هنا جاء حرصى على نشرها. ٢- الثورة التى اندلعت فى ليبيا سلمية والقذافى هو الذى بادر باستخدام العنف ضد المتظاهرين. ٣- للثوار قضية عادلة تستحق التضحية من أجلها كما تستحق الدعم والمساندة من كل الأحرار. ٤- المتطوعون للقتال دفاعا عن قضية عادلة ليسوا مرتزقة وإنما مقاتلون من أجل الحرية، أما المرتزقة فيقاتلون من أجل المال ولا شىء غيره، وينطبق هذا الوصف تماما على المقاتلين فى كتائب القذافى وليس على المقاتلين فى صفوف الثوار. ٥- تجمع أغلب القوى السياسية الليبية المعارضة على اعتبار المجلس الانتقالى ممثلهم الشرعى الوحيد والمخول بالتحدث باسم الشعب الليبى فى أى تسوية مقبلة للأزمة. ٦- لم أطالب الحكومة المصرية أبدا بالتدخل عسكريا فى الأزمة وإنما طالبتها، ومازلت أطالبها، بموقف دبلوماسى أكثر وضوحا وانحيازا لمصالح الشعب الليبى، وأن يكون لها دور نشط وإيجابى فى هذه الأزمة حتى لا تترك الساحة خالية لحلف الناتو، والذى تعكس سياساته أطماع الغرب فى النفط الليبى ولا شىء آخر. ٧- أتمنى أن تنشط الدبلوماسية الشعبية المصرية فى هذه الأزمة وأن تفعل شيئا يسهم فى حقن دماء الليبيين وفى تمكينهم من الحصول على حريتهم فى الوقت نفسه. أما من ناحيتى فقد شاركت بالفعل فى محاولة استهدفت تشكيل وفد شعبى مصرى للقيام بدور وساطة، لكنها أجهضت قبل أن تنطلق. ومع ذلك، ولأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ليس لدى شخصيا أى مانع من المشاركة فى أى محاولة أخرى يتوافر لها حظ أوفر من مقومات النجاح، إن كان لهذه المشاركة فائدة ترجى. أعان الله شعب ليبيا وخفف عنه. فقد ابتلاه الله بمعمر القذافى وبنظام حكمه البشع غريب الأطوار، وهو بلاء- لو تعلمون- عظيم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات