الأقسام الرئيسية

الحريري يرفض أي وصاية على لبنان تُفرض عبر السلاح

. . ليست هناك تعليقات:
تجمع شعبي لقوى 14 آذار في الذكرى السادسة لـ «إنتفاضة الإستقلال»

إيلاف

GMT 15:00:00 2011 الأحد 13 مارس


إنطلقت الخطابات في ساحة الشهداء في بيروت، في الذكرى السادسة لـ "إنتفاضة الإستقلال"، وللمطالبة بإسقاط سلاح حزب الله. وقال رئيس تصريف حكومة الأعمال سعد الحريري أن مطالب 14 آذار ليست مستحيلة داعياً إلى دولة لا يوجد فيها "مواطن درجة أولى" يحمل السلاح.


بيروت، وكالات: احتشد عشرات الالاف من اللبنانيين من انصار قوى 14 آذار الاحد في وسط بيروت مطالبين بنزع سلاح حزب الله، وذلك في الذكرى السادسة لـ "انتفاضة الاستقلال" التي تلت اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وهتف المتجمعون الذين غصت بهم ساحة الشهداء في وسط بيروت "الشعب يريد اسقاط السلاح"، مستعيدين شعار الثورات العربية، فيما ارتفعت لافتات حملوها او علقوها في كل انحاء الساحة كتب عليها "لا لدكتاتورية السلاح"، "لا لوصاية السلاح"، "لا للاغتيال".
في الوقت نفسه، رفض الخطباء من قيادات قوى 14 آذار التي ابرز اركانها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، "الدويلة من ضمن الدولة"، كما رفضوا ان يملي السلاح ارادته على الحياة السياسية.
وقال الحريري "من يقول إن رفيق الحريري فقيد عائلةته نقول له انتم عائلة رفيق الحريري". واكد رئيس حكومة تصريف الاعمال امام عشرات الآلاف من مناصريه انه بات "من المستحيل" القبول بـ "وصاية خارجية" جديدة على لبنان او بـ "وصاية سلاح" حزب الله "لحساب الخارج".
واضاف "مستحيل ان يبقى السلاح (...) مرفوعا في وجه ارادة الشعب الديمقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة".
ووجه الحريري وسط التصفيق الحار والهتافات سلسلة اسئلة الى الحشود، وقال "اريد ان يسمع العالم كله جوابكم: هل تقبلون بوصاية السلاح؟ هل تقبلون بوصاية السلاح وان يكون بايدي احد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بها وصاية السلاح (...)؟".
وكانت الجموع تصرخ عند كل سؤال: "لا" باعلى صوتها وسط تلويح بالاعلام اللبنانية والحزبية.
وتابع الحريري "هل تقبلون ان تتشكل حكومة مهمتها الغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية؟ هل تقبلون ان تشكل حكومة تكون مهمتها محاولة شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ هل تقبلون حكومة توقف التمويل عن المحكمة الدولية؟".
وردا على تشكيك حزب الله بالمحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال والده، قال سعد الحريري "مستحيل ان يستطيعوا الاستمرار، كلما قال احد كلمة يقولون عنه انه خائن اسرائيلي ويقولون (...) ان شهداءنا اسرائيليون قتلتهم اسرائيل، وان المحكمة اسرائيلية".
وقال "مستحيل ان ننسى ان اسرائيل عدوتنا (...) وان الذي يريد ان يحررها يجب ان يوجه سلاحه الى اسرائيل وليس الى بلده، ويعطل دولة اسرائيل وليس دولته، ويضعف اقتصاد اسرائيل وليس اقتصاد لبنان".
وبدأ الحريري كلامه متوجها إلى انصاره في ساحدة الشهداء "منذ 6 سنوات، وفي هذه الساحة ومنذ 6 سنوات اغتالوا رفيق الحريري واعتقدوا أنهم تخلّصوا منه ومن لبنان ومنكم. منذ 6 سنوات أنتم فاجأتومهم وسبقتمونا إلى الساحة ونحن لحقنا بكم".
وأضاف "أتيتم لتقولوا نريد الحقيقة ونريد العدالة ونريد الحريّة والسيادة والاستقلال، وقالوا لكم مستحيل، فأجبتم من هذه الساحة أنَّ لبنان لا يموت وأحلامنا لا تموت ومطالبنا ستتحقّق، وأنجزتم الاستقلال والمحكمة الدوليّة وبقي علينا إنجاز الحريّة، لأنّ لا حريّة لشعب خاضعة دولته ودستوره وأمنه واقتصاده ومستقبله لغلبة السلاح ورهينة قرار من يتحكّم بالسلاح".
وجاء هذا التجمع وسط تصعيد سياسي ارتفعت وتيرته خلال الاسابيع الماضية بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير بضغط من حزب الله وحلفائه، على خلفية انقسام حاد حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري التي يتوقع ان توجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله.
وتتهم قوى 14 آذار حزب الله ب"تنفيذ انقلاب" عن طريق ترهيب عدد من النواب لدفعهم الى تغيير مواقعهم، ما نقل الاكثرية النيابية الى حزب الله وحلفائه بعد سقوط الحكومة.
واعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، احد اركان قوى 14 آذار، في خطاب القاه من على منصة اقيمت قرب تمثال الشهداء في وسط الساحة واحيطت باعلام لبنانية عريضة، "لا دولة بوجود الدويلة، ونحن معا نعلنها اليوم ثورة ارز ثانية حتى زوال الدويلة وقيام الدولة".
واضاف "لن نرضى بان يكون مصيرنا بايدي غيرنا. (...) . لا لتسخير لبنان في خدمة مشاريع ايران"، في اشارة الى ارتباط حزب الله بالجمهورية الاسلامية. وتابع جعجع "لم نعط احدا وكالة للدفاع عنا ولا نريد من احد الدفاع عنا ولا نرضى عن الجيش اللبناني بديلا"، في رد على تحجج حزب الله بالاحتفاظ بسلاحه من اجل مقاومة اسرائيل. وقال جعجع "نعم للدولة وحدها تقاوم عن جميع اللبنانيين"، مؤكدا مجددا "لن نفرط بالمحكمة الدولية (...) مهما كان الثمن".
أنصار الحريري يحملون صوره في ساحة الشهداء
وكان المشاركون في اللقاء بدأوا منذ الصباح الباكر التجمع في ساحة الشهداء التي شهدت في 14 آذار/مارس انطلاقة "انتفاضة الاستقلال" او "ثورة الارز" التي ساهمت في خروج الجيش السوري من لبنان بعد ثلاثين سنة من التواجد والنفوذ السياسي. ومنذ ذلك الحين، تبقى البلاد منقسمة بين قوى 14 آذار وفريق حزب الله المدعوم .
وحمل المتظاهرون الاعلام اللبنانية واعلام تيار المستقبل التابع للحريري والقوات اللبنانية وحزب الكتائب المسيحيين. كما شوهدت اعلام للحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي اعلن اخيرا وقوفه الى جانب حزب الله.
ورفع وفد قادم من منطقة الشوف، معقل جنبلاط، لافتة كتب عليها "من اجل الشهيد القائد كمال جنبلاط جئنا نقول مع سعد الحريري نعم لنتابع المسار"، واخرى كتب عليها "منحبك يا وليد وعن 14 آذار ما منحيد". واتهم وليد جنبلاط خلال وجوده في صفوف قوى 14 آذار سوريا باغتيال والده كمال جنبلاط في 1977.
وشهدت طرق عديدة مؤدية الى بيروت خلال فترة قبل الظهر زحمة مواكب وسيارات ترفع الاعلام وصور رفيق الحريري وسعد الحريري وسمير جعجع وغيرهم من القيادات تسببت بعرقلة السير لا سيما على الطريق بين الشمال وبيروت. وظلت الوفود الشعبية تتدفق الى الساحة حتى بعد بدء المهرجان.
وبثت مكبرات الصوت خلال التجمع اناشيد واغاني وطنية واقيمت بين المتظاهرين حلقات رقص ودبكة. وواكبت اجراءات امنية مكثفة لقوى الامن الداخلي والجيش اللبناني التحرك. وقال عدنان عنتر (65 عاما) القادم من طرابلس في الشمال لوكالة الأنباء الفرنسية "اشارك في التجمع لان المسالة اصبحت لا تحتمل. ففي وجود السلاح لا تعود هناك دولة ونحن نريد الدولة".
وقال سليم عيد (46 عاما) القادم من بلدة المطلة في الشوف (وسط) من جهته "ممنوع وجود السلاح غير الشرعي"، معربا عن تخوفه من "ردة فعل عنيفة من الفريق الاخر" على التجمع. ورفعت لوحة كبيرة في الساحة كتب عليها "بوجه وصاية السلاح، الساحة اقوى سلاح".
وقال الامين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد في كلمته "نحن ثابتون ولا نتراجع امام التهويل والتخويف والتهديد. وهذه الساحة ستسقط تسلط السلاح فوق رؤوسنا". واضاف متوجها الى الجمهور "يظنون ان السلاح هو مدخل لتعزيز موقع ما لجماعة ما. قولوا لهم هذا السلاح هو اقصر طريق للاطاحة بكل الجماعة في لبنان".
وحزب الله هو القوة اللبنانية الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990). وتحمل قوى 14 آذار الحزب مسؤولية عدد كبير من الاحداث الامنية وتعطيل مؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية، لا سيما احداث السابع من ايار/مايو التي اجتاح خلالها حزب الله معظم شوراع غرب بيروت خلال معارك بين انصاره وانصار سعد الحريري. وقتل رفيق الحريري مع 22 شخصا آخرين في عملية تفجير في بيروت. وقتل عشر شخصيات سياسية واعلامية وامنية بين 2005 و2008.

حملة مضادة

في المقابل، لوحظت حملة إعلانية مضادة عبر لوحات انتشرت في شوارع بيروت من دون توقيع، كتب عليها "... وإسرائيل تريد إسقاط السلاح"، في انتقاد لمن يسعى الى إسقاط سلاح حزب الله، وهي حجة حزب الله في رفض التخلي عن سلاحه. في حين أكدت مصادر عدة أن "حزب الله يشدد على أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالحملة".

كما نشطت وسائل الإعلام التابعة لقوى 8 آذار، لإظهار الثغرات في خطاب قوى 14 آذار، حيث أظهرت مثلاً أن الصور التي تستخدم في الحملة الإعلامية وخاصة المقاطع المصورة تظهر أشخاصاً تعرضوا للأذى بسبب فريق تيار المستقبل، كما أظهرت أن الصور المستخدمة للوحات الإعلامية التي تدعو لإسقاط السلاح هي صور الحجاج في مكة.

وفي الإطار ذاته، نقلت مصادر إعلامية لموقع "ليبانون فايلز" أن الأمين العام لحزب الله السد حسن نصر الله سيتحدث عن "الأحداث المتسارعة من مشهد الزلازل التي تعصف بالمنطقة وصولا الى الهجوم المركز من "تيار المستقبل" على سلاح "حزب الله".

وكان لميشال عون المتحالف مع حزب الله مساء السبت حملة عنيفة على تجمع 14 آذار اليوم، حيث دعا في مناسبة حزبية "الذين يريدون ان يتظاهروا الأحد الى ان يناموا غدا ولا يتوجهوا الى اي مكان، لأنه ليست لديهم القدرة على نزع السلاح، ولن يأتي أحد لمساعدتهم على نزع السلاح". وأضاف "ان هذا التحرك إستدراج لهذا السلاح لإستعماله في الداخل، وإذا استعمل يكونون قد استحقوا ذلك". واعتبر ان المطالبة "بسحب السلاح تحصل لمصلحة اسرائيل".

لوحة تدافع عن سلاح حزب الله
وقد إعتبر النائب علي حسن خليل المقرب من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إننا "نعيش اليوم منبرا سياسيا مفتوحا تجاوز الحديث فيه الكثير من الثوابت الوطنية، ويجري الحديث اليوم حول الكثير من النقاط التي تثير علامات الإستفهام والإستغراب بأن تأتي على لسان البعض، ونحن بصراحة نقول: من حق كل القوى السياسية في لبنان ان تعبر عن رأيها كما تشاء بالإعتصام، بالتظاهر، بالحشد وبالمهرجانات، وان تقول رأيها وموقفها السياسي من القضايا المطروحة، هذا حق لأننا نؤمن ان لبنان بلد ديمقراطي، بلد يرتكز على مؤسسات دستورية وفيه قوانين تنظم علاقات المؤسسات مع بعضها البعض وتنظم علاقات المواطن مع الدولة وصورة هذه الدولة، على هذا الأساس التقينا مع قوى سياسية واختلفنا مع قوى أخرى، ودائما تحت سقف الإحتكام للدستور والقوانين".

واضاف: "مارسنا فعلنا السياسي وآخره الحركة السياسية الأخيرة، حركة التغيير السياسي الأخير التي قامت بها المعارضة واستطاعت من خلالها ان تسقط حكومة، وان تدفع في اتجاه تشكيل حكومة جديدة، هذا امر من صلب نظامنا السياسي وحياتنا الديموقراطية في لبنان والتي نعتز بها، لكننا لم نكن نعرف ان بعض الذين دخلوا الحياة السياسية في لبنان نتيجة ظروف ومناخات عاطفية لم يستطيعوا ان يتحملوا طبيعة هذا النظام، لأن عقلهم وتربيتهم وثقافتهم هي عقل وتربية امارة ومملكة بعيدة من كل منطق الدولة والنظام السياسي الديموقراطي ونظام المؤسسات والدستور".

وأكد "أن المقاومة ستبقى تدافع عن اولئك الذين يشككون بها ويحاولون ان يدخلوها في زواريب السياسة الداخلية خدمة لمواقع او مصالح آنية وضيقة، لأننا عشنا تجربة الإحتلال الإسرائيلي والإمتهان لهذا العدو ورفضناها، ونحن نعي تماما ان مصلحة كل اللبنانيين اليوم هي ان لا ينجروا الى مثل هذا الخطاب والرسالة الى اولئك الذين يدعون الى اسقاط تجربة المقاومة إلا ان ما سمعناه لا علاقة له بسلاح الداخل ولا بما يسمى بسلاح الداخل، فنحن اول من يرفض ان يتحول السلاح اي سلاح في وجه اي لبناني او ان تصرف قوة اي سلاح لمصلحة حساب سياسي داخلي في لبنان".

مواقف غزيرة

في سياق متصل، نشطت اليوم مواقف لشخصيات من فريقي 8 و14 آذار، تعليقاً على التجمع اليوم، حيث اعتبر النائب السابق وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش لقناة "أخبار المستقبل" أننا "مستمرون بنفس الطريقة كما حصل في العالم العربي لإسقاط السلاح غير الشرعي".

بينما إعتبر النائب انطوان زهرا (من القوات اللبنانية) ان هذه الذكرى تتميز بالوضوح في الطرح، وعدم الرمادية في التعاطي مع الأمور الأساسية، وهي انطلاقة متجددة لثورة الأرز. وأشار في حديث تلفزيوني إلى ان الإنقلاب الذي حصل بقوة السلاح يواجه اليوم بشعب مصمم على طرح المواضيع كما هي فـ "لا" للسلاح خارج الشرعية والشعب اللبناني هو الذي يحدد مصيره بيده.

أما النائب عقاب صقر فطالب بالانتقال من مقاومة فريق الى مقاومة دولة، مشدداً على ضرورة ضبط السلاح تحت سقف الدولة والجيش. مؤكداً في حديث تلفزيوني اليوم "انه بما ان سلاح "حزب الله" يشكل خطراً كبيراً على البلد، سأقول "لا" لهذا السلاح لأنه يجب ان يكون تحت سقف الدولة".

وشدد النائب سامي الجميل على أن "لا مساومة على موضوع المحكمة وعلى موضوع السلاح"، لافتا الى أن "المشاركين اليوم في ساحة الحرية يريدون إيصال رسالة معينة ويقولوا كلمة واضحة بوجه موضوع واحد هو موضوع السلاح غير الشرعي". وأكد الجميل، في حديث إذاعي أن "مزارع شبعا هي كذبة إخترعوها من أجل تبرير بقاء السلاح".

جنلاط يذكر المستقبل بـ "أفعاله في أيار"

وقد سبق لعدد من الفرقاء الذين أعلنوا عن عدم مشاركتهم في التجمع اليوم فأدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي فقال "ها هو الحديث عن السلاح يعود الى الواجهة من دون أي إعتبار لإمكانية إنكشاف لبنان بالمطلق أمام إسرائيل وتعريته بالكامل قبل التوافق على إستراتيجية دفاعية تستفيد من هذا السلاح في إطار منظومة الدفاع عن لبنان. وإذا كان نلتقي في رفض إستخدام السلاح في الداخل لأن ذلك بمثابة خيار مدمر للبنانيين جميعا، إلا اننا لا نستطيع أن نقبل بتعرية لبنان أمام إسرائيل التي لم ننس تجاربها الحاقدة ومغامراتها العسكرية التي لا تنتهي مع لبنان منذ عقود طويلة".

وتابع جنبلاط: "وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فقد يكون من المفيد إنعاش ذاكرة البعض بأن بعض التيارات السياسية قد إستقدمت من الشمال الآلاف من الشبان قبل أحداث السابع من أيار تحت شعار الدفاع عن بيروت، وتخلت عنهم لاحقا. فهذه الوقائع ليست تبريرا للسابع من أيار بل هي تذكير بأمور حدثت من ضمن سياسة إستخدام السلاح أيضا". واشار الى ان "الحزب التقدمي الاشتراكي يملك الجرأة على ممارسة النقد الذاتي، ومن هذا الباب أعاد قراءة مرحلة القرارين الشهيرين وأحداث السابع من أيار، وهو يملك الكثير من المعطيات في هذا المجال لا سيما في إطار من أعد خارطة الاتصالات وكيفية إستمرار البعض في التحريض على الفتنة وهو لا يخسر شيئا. لقد أسهمت الخطوات التي إتخذها الحزب في وأد الفتنة وفي حماية السلم الأهلي والحفاظ على المصالحة التاريخية في الجبل التي أقمناها مع البطريرك صفير الذي يختتم، بإستقالته، حياته الحافلة بالمواقف الوطنية المشرفة".

وتابع: "من هنا، فإن الحزب التقدمي الاشتراكي لن يشارك في مظاهرة 13 آذار، وهو وإن كان لم يمنع يومأ أي مواطن من التعبير عن رأيه الحر، إلا أنه يعلم وعي الناس ومسؤوليتهم وعدم قبولهم المشاركة في مناسبة توجه بعض خطبائها واضح، لناحية الحض على الفتنة والكراهية والتحريض على الطائفية والمذهبية وكشف لبنان أمام إسرائيل وتعريته بالمطلق امام عدوانها المحتمل في أي وقت".

كما أعلن المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان عزام الأيوبي ان الجماعة ليست جزءاً من 14 آذار وبالتالي هي لن تشارك لا سياسياً ولا شعبياً في مهرجان 13 آذار، مشدداً على انها ليست طرفاً مع أي اصطفاف سياسي في لبنان .

ورأى الأيوبي في حديث إعلامي أن هناك من يختلط عليه الأمر بين سلاح المقاومة والسلاح المستخدم في الداخل، مؤكداً أن سلاح المقاومة بالنسبة للجماعة موضوع استراتيجي لا تقبل المسّ به، كما أن المقاومة حقيقة لا يستطيع أحد نكرانها سواء أكان في 14 أو 8 آذار. وأضاف "حتى غلاة المتطرفين في 14 آذار لا يستطيعون التنكّر للمقاومة التي هي حق لكل اللبنانيين، لكن هناك من يحاول أن يغطي هذا الحق، بفعل انحيازه السياسي، والتجاذبات السياسية الشديدة القائمة بين الطرفين، لكن لا أحد ينكر أن استخدام أي سلاح في الداخل اللبناني هو أمر مرفوض".

وشدد الأيوبي على ان الجماعة الاسلامية ليس مع التجييش الطائفي أو المذهبي، ولا مع توتير الأجواء، أو الجنوح في أي خطاب سياسي ولا سيما في هذه المرحلة السياسية الحرجة التي يمر بها لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer