منذ انفجر بركان الغضب الشعبى فى وجه نظام الرئيس السابق تتابعت مجموعة من الأحداث تحتاج منا إلى انتباه، وإلى تحليل لسياقها ومراميها، هذه الأحداث هى:
● الاختفاء المفاجئ للشرطة، الأمر الذى صدم المصريين وروعهم، من حيث إنه أفقدهم الشعور بالأمان، حتى وهم فى داخل بيوتهم. ليس ذلك فحسب، وإنما أدى إلى إثارة الفوضى فى البلاد، وإلى إطلاق العصابات التى شرعت فى السلب والنهب فى مشهد مخيف، لم يعرفه المصريون من قبل.
● فتح عدد كبير من السجون وإخراج من فيها أو هروبهم، وانضمام أعداد كبيرة من أولئك المحكومين إلى الفئات التى ساهمت فى السلب والنهب وترويع المواطنين، الأمر الذى أسهم فى توسيع دائرة الفوضى بحيث لم تعد تقتصر على المدن والضواحى، وإنما أصابت سكان المناطق النائية التى يضعف فيها حضور الدولة، وفى غياب الشرطة فإنه أريد إقناع قطاعات كبيرة من الأهالى بأنه لم تعد هناك دولة من الأساس.
● الانتشار المفاجئ للإضرابات والمطالبات الفئوية فى توقيت متزامن، بحيث استدعت كل فئة مشكلاتها فى وقت واحد وخرجت رافعة لواء العصيان، بين من يطالبون برفع أجورهم إلى المطالبين بتثبيتهم فى وظائف الحكومة، إلى المطالبين بتوفير المسكن أو المرافق، إلى المطالبين بإقصاء رؤسائهم فى الأجهزة الحكومية والوحدات الإنتاجية المختلفة..الخ.
● إصابة القطاع الصناعى بالشلل سواء بسبب الإضرابات أو بسبب غياب الأمن الذى حال دون وصول العاملين إلى مقار عملهم.
● الظهور المفاجئ لمجموعات من السلفيين خصوصا فى القاهرة والإسكندرية، الذين خرجوا فى مسيرات خاصة لم تر من قبل طوال أيام الغضب الجماهيرى الحاشد. وهذه المسيرات رفعت لافتات مختلفة عن تلك التى توافق عليها المتظاهرون، والتى كانت ذات طابع وطنى بالدرجة الأولى. فى حين أن لافتات ونداءات تلك المسيرات اتسمت بطابع دينى زايد على الجميع. ولم تكن اللافتات وحدها التى أثارت الانتباه، ولكن توقيت خروج المسيرات واشتباك المشاركين فيها مع فئات المجتمع الأخرى كان بدوره مثيرا للتساؤل والارتياب.
● لاحت بوادر لمحاولة الوقيعة سواء بين الجيش والشرطة أو الجيش والشعب. إذ تناقل كثيرون تعليقات لبعض رجال الشرطة غمزت فى دور الجيش وقللت من شأن قدرته على الحفاظ على الأمن. وقال لى شخص إنه اتصل هاتفيا بأحد أقسام الشرطة شاكيا من أمر اعترضه فرد عليه الضابط الذى تلقى المكالمة قائلا: لماذا لا ترجع إلى الجيش الذى احتميتم به، ثم أضاف: ليته ينفعكم. أما محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب فقد تكفل بها نفر من البلطجية الذين تكررت محاولات تحرشهم بالشرطة العسكرية فى ميدان التحرير.
● فتحت مقار جهاز أمن الدولة أو تم اقتحامها فى توقيت واحد تقريبا، بعد أن قطعت عمليات إحراق وإبادة ما فيها من تقارير وملفات شوطا بعيدا. وتمت استباحة كميات أخرى من التقارير التى أثارت طنينا ولغطا فى طول مصر وعرضها. وحين أصبحت تلك التقارير بين أيدى الذين دخلوا إلى المقار فى مختلف أنحاء مصر، شغل الناس بسيل الأخبار والأسرار التى تضمنتها مما أشاع درجات مختلفة من البلبلة بينهم.
● أطلت الفتنة الطائفية برأسها، بعد الاعتداء على إحدى الكنائس، وخرج المئات من الأقباط فى تظاهرات احتجاجية غاضبة، الأمر الذى تطور إلى اشتباك بين بعضهم وآخرين من المسلمين، وجرى تصعيد الاشتباك إلى ما هو، حيث دمرت سيارات كثيرين وهرب البعض من بيوتهم وأحرقت بيوت آخرين.
هل يمكن أن تكون هذه كلها مصادفات؟ وهل نبالغ إذا ما قلنا إن ثمة أيادى خفية لم تتوقف عن إفساد الإجماع الوطنى وتأليب وتحريض فئات المجتمع على بعضها البعض، ومن ثم اشغال الوضع المستجد وإرباكه بما لا يسمح لسلطة الثورة بأن تتقدم فى مسيرتها، وبما يشيع البلبلة والترويع والفوضى فى البلاد، لإقناع المصريين بأنهم انتقلوا إلى وضع أسوأ، وأن الوضع السابق رغم سوءاته كان أفضل لهم ــ وهل نبالغ إذا قلنا إن عناصر جهاز أمن الدولة التى تآمرت على المجتمع بأسره فى السابق مازالت تواصل تآمرها لإجهاض الثورة؟ وألا يعنى ذلك أنه لايزال فى البلد طابور خامس يتربص بنا لا يتوقف عن إشعال الحرائق فى ربوع البلاد مستهدفا استنزاف الثورة وإفشالها؟.. ليس هذا بلاغ إلى النائب العام، ولكنه بلاغ إلى عموم أهل مصر.
● الاختفاء المفاجئ للشرطة، الأمر الذى صدم المصريين وروعهم، من حيث إنه أفقدهم الشعور بالأمان، حتى وهم فى داخل بيوتهم. ليس ذلك فحسب، وإنما أدى إلى إثارة الفوضى فى البلاد، وإلى إطلاق العصابات التى شرعت فى السلب والنهب فى مشهد مخيف، لم يعرفه المصريون من قبل.
● فتح عدد كبير من السجون وإخراج من فيها أو هروبهم، وانضمام أعداد كبيرة من أولئك المحكومين إلى الفئات التى ساهمت فى السلب والنهب وترويع المواطنين، الأمر الذى أسهم فى توسيع دائرة الفوضى بحيث لم تعد تقتصر على المدن والضواحى، وإنما أصابت سكان المناطق النائية التى يضعف فيها حضور الدولة، وفى غياب الشرطة فإنه أريد إقناع قطاعات كبيرة من الأهالى بأنه لم تعد هناك دولة من الأساس.
● الانتشار المفاجئ للإضرابات والمطالبات الفئوية فى توقيت متزامن، بحيث استدعت كل فئة مشكلاتها فى وقت واحد وخرجت رافعة لواء العصيان، بين من يطالبون برفع أجورهم إلى المطالبين بتثبيتهم فى وظائف الحكومة، إلى المطالبين بتوفير المسكن أو المرافق، إلى المطالبين بإقصاء رؤسائهم فى الأجهزة الحكومية والوحدات الإنتاجية المختلفة..الخ.
● إصابة القطاع الصناعى بالشلل سواء بسبب الإضرابات أو بسبب غياب الأمن الذى حال دون وصول العاملين إلى مقار عملهم.
● الظهور المفاجئ لمجموعات من السلفيين خصوصا فى القاهرة والإسكندرية، الذين خرجوا فى مسيرات خاصة لم تر من قبل طوال أيام الغضب الجماهيرى الحاشد. وهذه المسيرات رفعت لافتات مختلفة عن تلك التى توافق عليها المتظاهرون، والتى كانت ذات طابع وطنى بالدرجة الأولى. فى حين أن لافتات ونداءات تلك المسيرات اتسمت بطابع دينى زايد على الجميع. ولم تكن اللافتات وحدها التى أثارت الانتباه، ولكن توقيت خروج المسيرات واشتباك المشاركين فيها مع فئات المجتمع الأخرى كان بدوره مثيرا للتساؤل والارتياب.
● لاحت بوادر لمحاولة الوقيعة سواء بين الجيش والشرطة أو الجيش والشعب. إذ تناقل كثيرون تعليقات لبعض رجال الشرطة غمزت فى دور الجيش وقللت من شأن قدرته على الحفاظ على الأمن. وقال لى شخص إنه اتصل هاتفيا بأحد أقسام الشرطة شاكيا من أمر اعترضه فرد عليه الضابط الذى تلقى المكالمة قائلا: لماذا لا ترجع إلى الجيش الذى احتميتم به، ثم أضاف: ليته ينفعكم. أما محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب فقد تكفل بها نفر من البلطجية الذين تكررت محاولات تحرشهم بالشرطة العسكرية فى ميدان التحرير.
● فتحت مقار جهاز أمن الدولة أو تم اقتحامها فى توقيت واحد تقريبا، بعد أن قطعت عمليات إحراق وإبادة ما فيها من تقارير وملفات شوطا بعيدا. وتمت استباحة كميات أخرى من التقارير التى أثارت طنينا ولغطا فى طول مصر وعرضها. وحين أصبحت تلك التقارير بين أيدى الذين دخلوا إلى المقار فى مختلف أنحاء مصر، شغل الناس بسيل الأخبار والأسرار التى تضمنتها مما أشاع درجات مختلفة من البلبلة بينهم.
● أطلت الفتنة الطائفية برأسها، بعد الاعتداء على إحدى الكنائس، وخرج المئات من الأقباط فى تظاهرات احتجاجية غاضبة، الأمر الذى تطور إلى اشتباك بين بعضهم وآخرين من المسلمين، وجرى تصعيد الاشتباك إلى ما هو، حيث دمرت سيارات كثيرين وهرب البعض من بيوتهم وأحرقت بيوت آخرين.
هل يمكن أن تكون هذه كلها مصادفات؟ وهل نبالغ إذا ما قلنا إن ثمة أيادى خفية لم تتوقف عن إفساد الإجماع الوطنى وتأليب وتحريض فئات المجتمع على بعضها البعض، ومن ثم اشغال الوضع المستجد وإرباكه بما لا يسمح لسلطة الثورة بأن تتقدم فى مسيرتها، وبما يشيع البلبلة والترويع والفوضى فى البلاد، لإقناع المصريين بأنهم انتقلوا إلى وضع أسوأ، وأن الوضع السابق رغم سوءاته كان أفضل لهم ــ وهل نبالغ إذا قلنا إن عناصر جهاز أمن الدولة التى تآمرت على المجتمع بأسره فى السابق مازالت تواصل تآمرها لإجهاض الثورة؟ وألا يعنى ذلك أنه لايزال فى البلد طابور خامس يتربص بنا لا يتوقف عن إشعال الحرائق فى ربوع البلاد مستهدفا استنزاف الثورة وإفشالها؟.. ليس هذا بلاغ إلى النائب العام، ولكنه بلاغ إلى عموم أهل مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات