انكشفت الاوراق و ادرك الجميع الآن من هو الذي صنع هذه الثورة و من الذي يحافظ عليها نقية مؤثرة ، و من الذي يحاول ان " يختطفها " لمصالح ضيقة و انية تخرجنا من نظام ديكتاتوري الي نظام " اقل ديكتاتورية " .
ايها السادة الذين ذهبوا للتفاوض مع نظام فاقد للشرعية : نرجوكم اغربوا عن وجوهنا .. لكم التفاوض و لنا الثورة .. لكم المكاسب الضيقة و لنا المستقبل المشرق الذي يطل من ميدان التحرير و من شوارع الاسكندرية و من هتافات عمال المحلة الكبري و من نضالات اهالي شهداء السويس و من كل مكان ينتفض هاتفا برحيل الديكتاتور الذي اذاق مصر الهوان طوال 30 عاما من حكمه .
ايها المفاوضون اغربوا عنا ، فما يحدث في مصر ليس مجرد احتجاج يجب ان نحصد نتائجه بتفاوض مع سلطة فاسدة و ديكتاتورية و فاقدة للشرعية و لكنه ثورة مكتملة الاركان ، ثورة لن تنتصر عبر الجلوس مع نائب الديكتاتور الزائل و لا عبر المفاوضات العقيمة التي ترمي لنا الفتات و لا عبر الحديث في المكاتب الفخمة المحاطة بالجنود ، بل ستنتصر عبر الاعتصام بقوة المواطنين و البقاء في الشوارع و رفض الدخول في اي احاديث الا بعد ان يرحل الديكتاتور الجاثم علي انفس مصر منذ 30 عاما ، هذه الثورة التي قدمت الشهداء لن يرضي ابطالها و لا القائمون عليها ان يكون ثمن دماء الشهداء الابطال الذين سقطوا فيها مجرد وعود عن رفع حالة الطواريء و عن تعديلات دستورية يختار زمنها نظام ليس له ان يختار و لا يجوز الاعتراف به و لا بشرعيته و لا بوجوده و لا بما يقول . فقد سقط يوم 25 يناير و انتهي الامر .
ايها السادة الذين دخلتوا الي مكتب نائب الديكتاتور لكي تجنوا نتائج ثورة لستم صانعيها و لا ابطالها ليس لكلامكم قيمة و ليس لحديثكم وزن و ليس لما تقولون اي تأثير ، فالتأثير ينبع من هؤلاء الجالسين في ميدان التحرير الذين طالبوا و اصروا علي رحيل الديكتاتور قبل اي حديث و قبل اي تفاوض و هذا هو الحد الادني الذي يصون كرامة المصريين الذين تعامل معهم نظام الديكتاتور حتي ايام قليلة مضت عبر البلطجية و المسجلين خطر و قتل و اصاب منهم المئات .
ايها المفاوضون ، اعلموا انكم بما فعلتم قد اصبحتم في مواجهة مع الشارع المصري و مع ابطال ثورة 25 يناير بعد ان اصبحت حركتكم عبئا علي الثورة و علي صانعيها و بعد ان اصبح النظام الدكتاتوري يعتمد عليكم للخروج من ازمته وورطته التي وجد نفسه فيها بفعل حركة الثوار المصريين و مع ذلك لم تفهموا و منحتوا النظام الفرصة للخروج من هذه الازمة ، فأصبح يستطيع ان " يشخط و يصرخ" و يرفض ان يفوض الديكتاتور صلاحياته لنائبه رغم انه كان منذ ايام لا يستطيع ان يفتح فمه بكلمة رفض واحدة .
ايها السادة اغربوا عن وجوهنا من فضلكم ، و استكملوا المفاوضات بعيدا عنا و اجعلوا نتائجها حكرا عليكم ، اما نحن فسنستمر في ثورتنا حتي تحقيق النصر و رحيل النظام الديكتاتوري بشكل كامل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات