الأقسام الرئيسية

الخطر ليس فى (شرم الشيخ مبارك)

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: وائل قنديل

wael kandil new

26 فبراير 2011 10:19:45 ص بتوقيت القاهرة

كما لا يستقيم الظل والعود أعوج فإنه لا يكفى أن نغطى الرأس ونترك الجسم يلعب.

أما الرأس فهو الرئيس المخلوع الذى استقر به المقام فى شرم الشيخ ــ مؤقتا ــ وأما الجسم فهو كل ما تبقى من نظامه مسيطرا ومهيمنا ولاعبا وفاعلا وخطيرا، بعيدا عن ميدان التحرير وميادين الثورة الشهيرة.

فالحاصل أن هناك قطاعا هائلا من «ألتراس» النظام السابق لا يريدون الاعتراف بأن ثورة قامت فى 25 يناير وغيرت وجه الحياة على أرض مصر.. وإن اعترفوا فإنهم لا يريدون التسليم بأن لهذه الثورة قانونها وشرعيتها، وما جرى فى المعادى أمس الأول من ضابط شرطة لايزال يعتنق عقيدة الحوار بالطبنجة إذا اختلف مع مواطن من عباد الله الغلابة، وأيضا ما تصرخ به المواقع الإلكترونية عما جرى فى مديرية أمن البحيرة، وغيرها من أحداث هنا وهناك تؤكد أن هناك جيشا جرارا من الكارهين للثورة لايزال يقاومها حتى الآن.

وكل ذلك خطير ومخيف، غير أن الأكثر خطورة أننا نركز كل الجهد والانتباه فى المراكز وننسى الأطراف، ننشغل أكثر بميدان التحرير ولا نعطى الصعيد والأقاليم اليقظة الكافية.

وعلى عهدة صديقى الجميل سليمان شفيق العائد توا من الجنوب فإن المسافة بين ميدان التحرير والصعيد بعيدة جدا، بعيدة بشكل يثير الفزع والقلق على الثورة، ذلك أن المنطق الأمنى العتيق لايزال سائدا، وفلول الحزب الوطنى لاتزال مسيطرة وحاكمة ومتحكمة فى تفاصيل الحياة اليومية.

وهؤلاء يعملون بمنتهى الخبث على إغراق المصريين فى أوعية الأزمات التقليدية من إشعال حرائق طائفية، وإيقاد نزاعات عائلية، وما حادث قتل راهب أسيوط إلا نموذج لأساليب الحروب القذرة ضد الثورة.

وأخشى أن نكون قد اهتممنا بتأمين القلب وأعنى القاهرة بميدان تحريرها، والإسكندرية بميدان منشيتها، وأهملنا الأطراف البعيدة، وبشكل خاص فى الصعيد الذى يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى ترسانة ضخمة لأسلحة الثورة المضادة، عن طريق شياطين تصنيع وتخليق الفتن الطائفية من بقايا الأمن والحزب الوطنى ممن ضربت الثورة مصالحهم فى مقتل.

وعليه، فإنه من اللازم بل ومن الفريضة الآن أن ينتقل ميدان التحرير وميدان القائد إبراهيم إلى مختلف ربوع مصر، وأعنى أن تسرى روح ودماء ثورة 25 يناير فى عروق كل محافظات وأقاليم مصر، كى لا نفيق من الاحتفالات الصاخبة فى قلب القاهرة، على كابوس مخيف فى الصعيد مثلا، ونفاجأ بأننا فى حاجة إلى استهلال الثورة من جديد بعد أن تكون ذيول النظام القديم قد تجمعت واحتشدت ووجدت لها رأسا جديدا يقودها ويخوض بها معركة الانقضاض.

إن الشعار الجميل الذى انطلق فى ميدان التحرير «الجيش والشعب إيد واحدة» لابد أن يسرى ويتدفق فى كل خطوط الخريطة المصرية.

إن ميدان التحرير هو عنوان المستقبل الجميل.. وشرم الشيخ هى عنوان الماضى الكئيب.. بينما الصعيد هو عنوان لحاضر فاسد يوشك أن ينقض على المستقبل.. فانتبهوا ولتمتد اليد الواحدة «جيشا وشعبا» لإزالة أوكار الأفاعى قبل أن يفقس البيض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer