حملتهن على facebook تستقطب عضوا كل دقيقتين
الثلاثاء 14 صفر 1432هـ - 18 يناير 2011ماعتبرت ناشطات حقوقيات سعوديات أن حملتهن على facebook تؤكد على حقهن في المشاركة في الإنتخابات البلدية المزمع إقامتها نهاية العام، وأن هذا التحرك لن يتوقف حتى تحقيق مطالبهن بمشاركة المرأة في هذه الانتخابات، خاصة في عدم وجود نظام مانع، كما لا يقصر المشاركة على الرجال، وهو طرح يحظى بدعم عدد كبير من الإعلاميين.
وتجتذب حمله (بلدي) التي اطلقتها عدد من النشاطات السعوديات على موقع التواصل الإجتماعي facebook العديد من الأعضاء وبشكل سريع. فخلال 24 ساعة فقط من اطلاق الحمله أمس الأحد 16-1-2011 اجتذبت الصفحة أكثر من 600 عضوا وهو رقم يزيد بمقدار عضوا كل دقيقتين تقريبا.
وتعرّف الحملة عن نفسها بأنها "مجموعة وطنية وبمبادرة نسائية مستقلة وبتمثيل وطني شامل لجميع مناطق المملكة العربية السعودية"، وتسعى "لتحقيق المشاركة الفعالة والكاملة للمرأة السعودية في المجالس البلدية من خلال التوعية والتأهيل لإيماننا بحق المرأة في المشاركة وأهمية دورها في تطوير الخدمات البلدية والقضايا الاجتماعية غير المفعلة لأنها أكثر ملامسة لاحتياجات الأسرة والمجتمع وبدعم الرجل والمرأة في هذه الانتخابات".
وتهدف إلى "السعي في حصول المرأة على حقها في الانتخاب والترشح في الانتخابات البلدية لعام 2001..و تأهيل وتدريب فرق العمل والمرشحين والمرشحات للانتخابات البلدية".
ويضيف القائمون على الحملة :" للمرأه نفس الحق المعطى للرجل بحيث تتمكن من الحصول على حقوقها وممارستها بصورة متساوية دون أي تمييز بينهما، مما يعني إن حق المشاركة في الانتخابات حق مشروع للمرأة أيضا حسب نصوص المواثيق الدولية التي وقعت عليها المملكة، و النصوص والتشريعات الدينية أيضا".
لن نتوقف.. ولا يهمنا الفوز
وتؤكد الدكتورة هتون أجواد الفاسي، وهي ضمن فريق عمل الحملة أن الهدف الأساسي هو الحصول على حق الترشح والتصويت بغض النظر عن الفوز أو الخسارة.. وتقول في حديثها للعربية.نت "نعلم أنه لا يوجد ما يمنع المرأة من الترشح أو التصويت. وكنا نقول بهذا الامر منذ عام 2004وندافع عنه، ولكن قالوا أنه فعلا يحق للمرأه الترشح والتصويت، ولكن علينا ان نؤجل هذا الامر قليلا لأنه ليس هناك استعدادات كافية لعدم جهوزية المجتمع. أما الان فلا يوجد ما يمنع ذلك، ولا نريد أن ننتظر إلى الأبد. نريد البدء بالاستعدادات من الآن، لعدم تكرار نفس الحجة". وتضيف "نريد المشاركة بحق التصويت والترشح.. ونرى أن هذا من الأمور البديهيه.. هناك مجموعة من النساء مستعدين لهذا الأمر على أعتبار أنه لا يمكن أن ننتظر اكثر من ذلك".
وترفض الفاسي المقارنة مع الدول الغربية التي لم تفز المرأة فيها بحق المشاركة في الإنتخابات الا بعد فترة طويلة. وتقول "المقارنات ببعض الدول التي لم تترشح فيها المرأة الا بعد سنوات من بدء العملية الإنتخابية أمر غير منطقي، فنحن الأن في الألفية الثالثة والتي لا يجب أن تهمش فيه المرأة". وتتابع "الوضع الأجتماعي يساعد على النجاح. فنحن مجتمع منفتح ولايجب أن يكون لارهين بعض العادات والتقاليد فالنساء قائمات بواجبهن تجاه وطنهم".
كما تشدد على أنه من غير المهم حاليا مناقشة قدرة المرأة على الفوز أو الخسارة في الإنتخابات بل المهم حاليا حسب وجهة نظر الحملة هو حق المشاركة. وتقول "لايهم أن نفوز، فمسألة تثبيت الحق شيء والفوز به شيء اخر. المهم أن يسمح لنا بالمشاركة ولا يهم من يفوز. المهم أن أثبت حقي وأن اخوض التجربة وهذا مايجب على الدولة أن تقوم به كي لاتفرق بين رجال ولا نساء.. وكون أن أفوز أم لا فهي تعود الي الظروف". وتتابع "لا أعتقد ان المسأله ستطول اكثر فأنتظارنا كان طويلا وليس هناك اي حجة كي يحتج بها المسؤول لإيقاف مشاركة المرأه ولن نخوض في هذا الجدال".
المشاركة حق وواجب
وتعتبر الكثير من الناشطات السعوديات أن مشاركتهن في الإنتخابات هو حق طبيعي لهن وواجب عليهن، وليس أمراً يستجدى. وتؤكد الناشطة الحقوقية الدكتورة فوزية ابو خالد على أن من واجب المرأة الإجتماعي المشاركة في الإنتخابات كناخبة ومرشحة. وتقول في حديثها للعربية.نت "من الواجب الوطني أن تشارك المرأة في انتخابات المجالس البلدية. ليس مسألة حق فقط بل حق وواجب أن تشارك لأن المجالس البلدية تعنى بالشؤون المحلية، وكثير من هذه الشؤون لا يمكن القول أنها شأن رجالي بحت بل يهم المرأة ايضا.. لهذا اعتقد أن رؤية المرأة وتجربتها وأحساسها بالمكان وأن يكون هناك أمان بالمكان ويحتوي على خدمات مهمة .. فأنا مع الحملة التي تنظم حاليا لهذا الأمر".
وتنفي أبو خالد نيتها الترشح للانتخابات، إلا أنها تريد المشاركة كناخبة، معتبرة أنه من المهم الفوز بهذا الحق للنساء، وليس لأسماء محددة. وتعتبر أنه من غير المقبول التحجج بأن عادات المجتمع وتقاليده غير مناسبة حاليا وتقول "لا يمكن التحجج بالعرف والتقاليد. فالمجتمع متجدد ومتغير وهي توضع لتنظيم المجتمع في فترات معينة وهي كوعاء ثقافي لها زمن معين وعندما يتغير الزمن يجب ان نخلق عادات ووتقاليد جديدة وهذا من واجابات كل جيل جديد".
لا مانع نظاميا
ويؤكد عدد من اعضاء المجالس البلدية على أن النظام ذاته لا يمنع مشاركة المرأة في العملية الإنتخابية. وفي حديث لصحيفة "الوطن" السعودية، أكد نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض المهندس طارق القصبي أن "كل مواطن له الحق في الاشتراك بالانتخابات البلدية المقبلة دون تمييز جنسي". وتابع "الكل له حق الانتخاب والتصويت وإبداء الرأي ومحاولة تحسين الخدمات المقدمة لكافة المواطنين سواءً كانوا رجالاً أم نساءً"، واصفا لمبادرة النسائية لمحاولة إشراك المرأة في الانتخابات البلدية المقبلة أبريل المقبل بـ "الطبيعية".
ولكن في المقابل يبدي عدد من سؤولي المجالس البلدية في المملكة تحفظات حيال مشاركة المرأة في الانتخابات، فأكد رئيس مجلس بلدي مكة المكرمة عبد المحسن آل الشيخ أن عمل المجالس لا يناسب المرأة من الناحية المادية التقنية، مقترحاً "إنشاء مجالس استشارية اجتماعية خاصة بالمرأة تتناسب مع خصوصيتها".
العرف الإجتماعي اقوى من القانون
من جانية يعترف رئيس تحرير جريدة الوطن السابق سليمان العقيلي أنه رغم من عدم وجود مانع قانوني من مشاركة المرأة في الإنتخابات البلدية، الا أن الأمر يحتاج لقرار سياسي يمكّنها من ذلك، معتبرا أن العرف الإجتماعي الرافض لهذه الخطوة أقوى من النظام.
ويقول العقيلي في حديثة للعربية.نت "من ناحية قانونية لا يوجد ما يمنع أن تترشح المرأه السعودية في الإنتخابات البلدية. ومن الممكن أن تشارك فيها كناخبة ومرشحة. ولكن تفعيل ذلك يحتاج الى قرار سياسي. وهذا القرار يعتمد على نضج التجربة الإنتخابية". ويتابع "تحتاج المشاركة لقرار سياسي لأن من ينظم تلك الإنتخابات هي وزارة الشئون البلدية والقروية. فالدولة هي من تنظم وتقرر من يشارك"، معتبراً أن العرف الإجتماعي "صار هو القانون والنظام".
ويدلل العقيلي على كلامه بغياب المرأة عن عن المشاركة في الإنتخابات الماضية، ويقول "قد لا يوجد ما يمنع في النظام الاساسي للإنتخابات. ولو لم يكن هناك مانع لأشركوا المرأة في الانتخابات السابقة. نظام المرور لا يمنع أن تقود المرأه سيارة، ومع ذلك لا يسمح لها بهذا الامر".. ويتابع "من الممكن أن نرى ذلك في الإنتخابات القادمة وتأخر هذا الأمر كثيرا. يجب أن تشارك المرأة السعودية في كل خطوة إصلاحية جنبا الي جنب مع الرجل لإشراك الجميع في القرار. وأعتقد أن مشاركة المرأة على رؤية الدولة ونضج التجربة ولابد من اتخاذ قرار شجاع في هذا الشأن لان عدم مشاركة المرأة فيه تعزيز للرؤية الرادكالية المتطرفة تجاه المرأه وهذا لا يليق بالثقافة السعودية ولا الإسلامية ولا ينبغى أن نستسلم للتفسيرات المتشددة تجاه المرأة وأبعادها عن ورشة التنمية الوطنية".
وستكون الأنتخابات البلدية المقبلة هي الثاني التي تقام في السعودية بعد أنتخابات عام 2005 وفيها غابت المرأة سواء كناخبة او مرشحة وأسفرت عن فوز عدد كبير من التيار الديني خاصة في المدن الرئيسية.. وتتوزع المجالس البلدية على كل المحافظات السعودية ولكن ليس للمجلس اي دور تشريعي او تنفيذي ويقتصر دورهم على المراقبة والمشورة فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات