الأقسام الرئيسية

"حركة النهضة" تعود لتونس ضعيفة منهكة.. في مواجهة منافس إسلامي صاعد

. . ليست هناك تعليقات:

تصريحات الغنوشي فتحت الباب أمام مشاركتها السياسية:

الإثنين 13 صفر 1432هـ - 17 يناير 2011م

راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة المحظورة
راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة المحظورة
دبي - فراج إسماعيل

أعادت تصريحات محمد الغنوشي رئيس الحكومة التونسية الجديدة لـ"العربية" التيار الإسلامي إلى الواجهة وفتحت الباب أمام عودة زعمائه من المهجر والمشاركة في العملية السياسية.

فعندما سئل من الزميلة زينة يازجي عن امكانية عودة حركة النهضة للمشاركة في العملية السياسية رغم حظر الأحزاب الدينية، أشار إلى الاتجاه لتغيير قانون الأحزاب.

وعندما سألته مرة ثانية كانت إشارته واضحة بأن الحياة السياسية القادمة في تونس مفتوحة أمام كل الأحزاب، ويقصد ضمنا من بينها حركة النهضة.

بعد خروج الرئيس السابق زين العابدين بن علي من السلطة أعلن زعيم الحركة راشد الغنوشي المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة والمقيم في لندن بعيدا عن وطنه 22 عاما، إنه سيعود خلال أيام.

حركة النهضة والتيار الإسلامي

حركة النهضة هي الأكثر تمثيلا للتيار الإسلامي في تونس، لكنها تنفي ذلك منذ كان اسمها "حركة الإتجاه الإسلامي".. فهي تقول إنها لا تحتكر الإسلام في تونس وتقر بحق جميع التونسيين في التعامل مع الدين.

غيرت اسمها من "الإتجاه الإسلامي" إلى حركة النهضة في عهد بن علي حتى تتكيف مع قانون الأحزاب الذي يرفض أي حزب يتخذ الدين مرجعية له، لكن ذلك لم يكن كافيا للحصول على الاعتراف القانوني.

لم تعد حركة النهضة حاليا بنفس قوتها في الماضي بسبب هجرتها القسرية الطويلة والقمع الذي تعرضت له طوال سنوات حكم بن علي، بل إنها تبدو حاليا كما يقول خبراء معنيون بالشأن التونسي مبتورة الصلة بالواقع والمجتمع.

تواجه حاليا على الصعيد الديني حال عودتها للأضواء وللنشاط داخل تونس منافسة من تيار صاعد وهو التيار السلفي الذي لا يعرف أحد حجمه الحقيقي، والذي قد يرشحه الانفتاح الجديد للتحول إلى قوة سياسية.
لكن تظل حركة النهضة الطرف الأول المنظم داخل الساحة الإسلامية التونسية، وظلت تطالب طوال السنوات الأخيرة بالاصلاح السياسي، ويقول قادتها إنهم مع تغيير سلمي ومتدرج نحو نظام تعددي وديمقراطي، ويرون أنهم
جزء من تحالفات أوسع، تضم عددا من الأحزاب الديمقراطية المؤمنة بالإصلاح.

ويؤكدون أن المرحلة الراهنة يجب أن تكرس لاحترام الحريات العامة والمصالحة الوطنية ونسيان آلام الماضي وانهاء احتكار الحزب الحاكم للسلطة.

بداياتها على يد شباب جامعي

بدايات حركة النهضة أسسها شباب جامعي في نهاية الستينيات من القرن الماضي، وحاولت بعد مرحلة التأسيس استنساخ تجربة الإخوان المسلمين في مصر.

وانضمت إلى التنظيم الدولي للإخوان، ثم تأثرت بالثورة الإسلامية في إيران وبتجارب اليسار التونسي بالجامعة كما يقول محمد القوماني أستاذ التفكير الإسلامي والأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في دراسة له.

لاحقا حدث تحول للحركة عن فكر الإخوان الذي وصفه الشيخ راشد الغنوشي بالتقليدي في سياق حديثه في سيرته الذاتية على موقعه بالانترنت عن تأثير الثورة الإسلامية في إيران عليه قائلا "جاءت الثورة الإيرانية في وقت مهم بالنسبة إلينا، إذ كنا بصدد التمرد على الفكر الإسلامي التقليدي الوافد من المشرق، والذي يختصر المجتمع في بعد واحد".

سيرة الشيخ الغنوشي

ولد الشيخ الغنوشي عام 1941 في قرية حامة قابس في الجنوب التونسي، درس في المرحلة الإبتدائية في بلدته، ونال الشهادة الأهلية المتوسطة من بلدة مثيلبة، ودرس في المدرسة الخلدونية في العاصمة، وبعد ثلاث سنوات حصل على الثانوية العامة من المدرس التابعة لجامعة الزيتونة.

عمل معلما في مدينة قفصة حتى سنة 1964 وبعدها سافر إلى دمشق لدراسة الفلسفة التي حصل على إجازة فيها عام 1968، ثم سافر للدراسة في جامعة السربون بفرنسا، وعاد إلى تونس سنة 1969 ليعمل بالتدريس في ثانويات تونس العاصمة وحمام الأنف والقيروان.

أسس مع عبدالفتاح مورو حركة الإتجاه الإسلامي في 6-6-1981 وتقدمت بطلب إلى وزارة الداخلية للحصول على اعتماد رسمي، ولكنها لم تتلق أي جواب منها.

وفي يوليو/تموز 1981 تم القاء القبض على الغنوشي، وأحيل إلى المحاكمة في اكتوبر/تشرين أول 1981 مع مجموعة من حركة الإتجاه الإسلامي بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.

بعد ثلاث سنوات من الاعتقال جرى اطلاقه بعفو رئاسي في 2-8-1984 بوساطة من رئيس الحكومة في ذلك الوقت محمد المزالي.

وأعيد اعتقال الغنوشي في أغسطس/آب عام 1987 ليحاكم مع مجموعة من زملائه بتهمة القيام بمحاولة إنقلابوتفجير أربعة فنادق سياحية في العاصمة.

في 7 نوفمبر/تشرين ثان 1987 ونتيجة الحالة الصحية المتردية للرئيس بورقيبة الذي توفي في 6-4-2000 قام الوزير الأول حينها زين العابدين بن علي بتغييره وأعلن نفسه رئيسا للجمهورية.

وحضر مندوب من الحركة اجتماعات صياغة الميثاق الوطني، كما بدأ حوار بين النظام الجديد والحركة، من نتائجه تغيير اسمها من حركة "الإتجاه الإسلامي" إلى "حركة النهضة".

بعد ذلك أصدر زين العابدين بن علي عفوا عن الغنوشي ورفاقه في 5-5-1988.. لكن ما لبثت السلطة الجديدة أن ناصبت الحركة العداء، فهاجرت أغلب قياداتها إلى خارج تونس، واستقر الغنوشي في لندن، وحكم عليه غيابيا في تونس سنة 1991 بالسجن مدى الحياة.

راشد الغنوشي: سأعود قريبا

صرح راشد الغنوشي لرويترز عبر الهاتف عقب خروج بن علي من السلطة بأنه سيعود قريبا جدا، إلا أنه لم يقرر متى بعد، ولكن من المحتمل خلال الأيام المقبلة

وأردف قائلا إن الأسباب التي اجبرته على مغادرة تونس لم تعد موجودة الآن، وأن الدكتاتورية سقطت ولم يعد هناك شيء يمنعه من العودة الى بلاده بعد 22 عاما في المنفى.

وحوكم مئات من أنصار النهضة في التسعينات وفر كثيرون إلى الخارج. وفي الشهر الماضي أصدرت محكمة تونسية احكاما بالسجن على سبعة رجال أدينوا بالتخطيط لاحياء حركة النهضة.

وسلكت تونس نهجا علمانيا قويا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وكان دور الساسة الإسلاميين أقل بروزا من دول قريبة مثل الجزائر أو مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer