بقلم سليمان جودة ١١/ ١٢/ ٢٠١٠
نريد فقط أن نلفت انتباه الدولة، إلى أنها يجب أن تكافئ حسين مجاور، رئيس اتحاد العمال، وأن ترشحه فى أقرب فرصة، لأكبر جائزة عالمية يمكن لمصر أن تنافس عليها، حتى ولو كانت هذه الجائزة، سوف تكون «نوبل» ذاتها! ولا يستطيع أحد أن يتعلل هنا، بأن «مجاور» قد حصل على تكريم الدولة فعلاً، حين أصبح على رأس اتحاد بحجم اتحاد العمال. وحين صار عضواً فى البرلمان، وحين سافر كثيراً فى وفود مصر إلى المؤتمرات الدولية، وحين.. وحين.. إلى آخر ما فاز به، واقتنصه حتى هذه اللحظة! لا يستطيع أحد أن يقول مثل هذا الكلام، لأن كل هذه «الإنجازات» لا تكافئ الرجل على الصورة التى يتعين أن تجرى مكافأته عليها، ولا تمنحه حقه المفترض، ولا تضعه فى المكانة التى يليق بها، وتليق به. لا لشىء.. إلا لأن المكافأة، والحال هكذا، يجب أن تكون على قدر الخدمة، أو بمعنى أدق، على قدر الخدمات التى أداها للحكومة! إن السيدة عائشة عبدالهادى، بجلالة قدرها، عجزت عن تقديم الخدمة الجليلة التى قدمها «مجاور» للدولة، رغم أنها، أى الوزيرة، هى المختصة بشأن العمال فى مصر، ولكن إمكانيات الرجل، والحق يقال، أعلى بكثير، وهو قادر، ولايزال بفضل الله، على تقديم الخدمة، وبامتياز، بل وبشكل لم يحدث فى أى دولة فى العالم! وسوف يرد واحد ويقول: إن الدولة لم تقصِّر معه، وقد أعطته بكرم وسخاء دائماً، وسوف تظل تعطيه سواء من خلال «البيزنس» الذى يمارسه، أو من خلال المواقع التى شغلها، وسوف يشغلها! وسوف نقول إن هذا كله، ومعه أضعافه، لا يكفى، ولابد من التفكير فى مكافأته بطريقة فريدة، لأنه قدم للدولة فى المقابل شيئاً فريداً، فيما يخص العمال والفلاحين، وهذا الشىء لم يخطر على بال عبدالناصر ذاته، عندما قرر أن يكون نصف عدد أعضاء مجلس الشعب، على الأقل، من العمال والفلاحين. ذلك أن عبدالناصر، يرحمه الله، إذا كان قد أراد بهذه النسبة أن يكون للعمال والفلاحين موطئ قدم، فى برلمان بلدهم، وأن يكونوا كعمال وفلاحين متواجدين داخل المجلس، طول الوقت، منذ إقرار النسبة إياها، فى مطلع الستينيات، فإن رئيس اتحاد العمال قد تفوق تماماً، على الزعيم الراحل، وقدم للعمال، وللفلاحين، ما لم يكونوا يحلمون به فى أى يوم من الأيام! ولذلك، فالكلام عن أن يكون الرجل رئيس لجنة فى البرلمان، مثلاً، كلام فارغ، ولا يتناسب أبداً مع حجم خدماته! لجنة إيه.. وكلام فارغ إيه.. إن رئاسة البرلمان نفسها، لو جاءته تسعى إليه، فلن يتلاءم منصب على هذا المستوى، مع أياديه البيضاء على العمال والفلاحين! أعرف بالطبع، أن الذين يقرأون هذه السطور، سوف يضربون أخماساً فى أسداس، ولسان حالهم يقول: ماذا قدم إذن، حتى نطالب بتكريمه عالمياً هكذا؟! وسوف نقول إنه، بورقة من مكتبه، استطاع أن يحوِّل العامل فى لحظة إلى لواء ، وأن يحوِّل الفلاح إلى لواء، وأن يدخل بهم إلى البرلمان، وعلى كتف كل عامل أو فلاح منهم، النجوم والنسور التى يحملها على كتفيه أى لواء.. فهل هذا، بالله عليكم، قليل، وهل نبخل عليه، بعد ذلك، بـ«نوبل» نفسها؟! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات