لماذا ترتعد فرائصهم؟

١١/ ١٢/ ٢٠١٠

فجأة أصبح موقع ويكيليكس «WIKILEAKS» الذى أسس فى يوليو ٢٠٠٧ من أشهر المواقع التى تبث أخباراً فريدة تهم العالم كله، وأصبحت مؤسسة الأسترالى المغامر جوليان أسانج ملء السمع والبصر ويطل عليك- حتى بعد القبض عليه- بابتسامة النصر من كل وسائل الإعلام.. والموقع تديره مجموعة من الأشخاص الذين يستطلعون أخبار دول العالم ويركزون على قضايا الشعوب المصيرية دون أى توجيهات سياسية محددة، لذلك نال ثقة الجميع، خاصة بعد أن خاض صراعات ومعارك قضائية وسياسية مع قوى كبرى من أجل حماية المبادئ التى قام عليها، سلاحه الوحيد هو مصداقية وشفافية ما يعرضه من معلومات ووثائق تاريخية مؤكدة.. والتركيز على بعض الحماقات الصارخة التى ترتكبها بعض الحكومات فى حق الشعوب، وكشفها وتسليط الضوء عليها مؤكدا حقيقة أن بعض شعوب العالم المتخلفة ما هم إلا ضحايا لزعماء لم يكن لهم هم إلا تحقيق مصالحهم الشخصية ولتذهب شعوبهم إلى الجحيم.. وتأتى الولايات المتحدة وبريطانيا على رأس الدول التى يستهدفها الموقع، ربما بسبب موقفهما مما سمى الحرب ضد الإرهاب، أو لأنهما يشكلان العامل المشترك فى معظم أزمات العالم، خاصة حروب فيتنام وأفغانستان والعراق وفلسطين وغيرها، ويرى العاملون بالموقع أنه من الضرورى الكشف عن الواقع المؤلم الذى صار إليه عالمنا ذو القطب الأوحد، وهو الولايات المتحدة الأمريكية التى تعمل دائماً من أجل حماية مصالحها، حتى ولو على حساب كل شعوب العالم.. ويرى جوليان أن المجتمعات الديمقراطية تحتاج إلى إعلام قوى مثل ويكيليكس الذى يسمح بتناول شفاف للمعلومات وبقدر عالٍ من الصدق والنزاهة، وإلا أصبحت الديمقراطية منقوصة والحريات مسلوبة تحت ستار قوانين سيئة السمعة مثل قانون الطوارئ، والحقيقة المؤكدة أن هذا الموقع كشف حقائق مدوية حول الحرب فى فلسطين والعراق وأفغانستان، ونشر وثائق تؤكد فساد بعض الشركات العالمية التى تسيطر على الاقتصاد العالمى، وكيف أنها استخدمته على حساب شعوب العالم الثالث!. ومن المؤكد أن هناك العديد من زعماء دول العالم الثالث- وفى مقدمتها الدول العربية- الذين ترتعد فرائصهم الآن وهم يتابعون ما ينشر فى هذا الموقع عن الفساد العالمى والصفقات السياسية المريبة التى تدور معظمها فى الغرف المغلقة عن ملفات بالغة الأهمية والحساسية ويخشى الزعماء العرب أن يفاجأ الجميع بويكيليكس عربى يفضح الجميع ويكشف أسرارا يحرص الجميع على أن تبقى إلى الأبد فى طى الكتمان!! دكتور هانى عبدالخالق أستاذ إدارة الأعمال - كندا - تورنتو