الأقسام الرئيسية

بلدنا يستحق

. . ليست هناك تعليقات:
بقلم سليمان جودة ١٦/ ١١/ ٢٠١٠

يتابع الإعلام، من وقت لآخر، أخباراً عن كيان اقتصادى عالمى جديد، اسمه «مجموعة العشرين»، التى تضم ٢٠ دولة تملك النسبة الأكبر من اقتصاد العالم.

وحين اجتمع قادتها فى مدينة «سول»، عاصمة كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضى، فإن كاميرات الدنيا كانت قد سبقتهم إلى هناك، خصوصاً أن الرئيس الأمريكى أوباما كان واحداً من بينهم.

ورغم أن اجتماعهم هذه المرة قد انفض، بعد خلاف كبير، حول مسائل اقتصادية بحتة، منها أسعار العملات الوطنية، داخل كل دولة على حدة، وكيف أن سعر «اليوان» الصينى مثلاً، الذى يماثل تقريباً الجنيه عندنا، يسبب مشكلة مؤرقة للولايات المتحدة حالياً، لأن الحكومة الصينية فى بكين، تصمم على خفض سعره قياساً على الدولار، بما يؤدى إلى زيادة صادراتها إلى واشنطن، فتكسب الصين وتخسر أمريكا.

رغم هذا، فإن هذه المسألة وغيرها مما اختلفوا حوله هناك، ليس هو ما يهمنا نحن هنا، لأن هناك شيئاً محدداً هو الذى يجب أن نلتفت إليه، إذا كان لابد لاجتماع تلك الدول العشرين أن يكون من بين اهتماماتنا.

هذا الشىء هو «سول»، العاصمة الكورية الجنوبية، خصوصاً، ثم كوريا نفسها عموماً، فهذه الدولة فى عام ١٩٦٠، أى منذ نصف قرن بالضبط، كانت معنا فى شيئين: متوسط دخل الفرد، ثم عدد السكان.

الآن ليس هناك أى وجه للمقارنة بين «سول» من ناحية، وبين القاهرة من ناحية أخرى، لأن أى معيار عالمى يبحث فى الوقت الراهن عن أعلى معدلات متوسط دخل الفرد، عالمياً، يجدها - مباشرة - فى كوريا الجنوبية، فإذا عاد المعيار نفسه يفتش عن التعليم الأعلى فى جودته، فى كل أنحاء الأرض، فإن كوريا ذاتها، تقفز إلى المقدمة أيضاً!

وإذا كان هذا قد حدث فى كوريا، فى ٥٠ عاماً، فهناك دول أخرى حققت الإنجاز ذاته، فى نصف هذه المدة فقط، ومنها سنغافورة - على سبيل المثال - التى تولى «لى كوان يو» الحكم فيها، من ١٩٦٥ إلى ١٩٩٠، فجعلها فى مصاف الدول العظمى، اقتصادياً، ثم تكرر الأمر مع مهاتير محمد الذى جاء إلى ماليزيا، رئيساً للوزراء فى ١٩٨٠، وخرج فى ٢٠٠٣، بينما بلاده تجلس إلى جوار كوريا وماليزيا، وغيرهما من مثل هذه الدول!

فما هو المعنى؟!.. المعنى أننا لابد أن نسأل أنفسنا عما حققناه لبلدنا، كحكومات، ثم كنظام حاكم، على مدى ربع قرن مضى، وأن نقيس ما تحقق، ليس أبداً على ما كان عندنا، من قبل، وإنما على ما حققه الآخرون، وعند ذلك سوف يتبين لنا أن الرئيس مبارك الذى يحكم من عام ١٩٨١، قد يكون قد حقق لنا نوعاً من الاستقرار الذى يراه البعض ميزة، إلا أن مصر فى المقابل، تستحق أفضل مما هى فيه الآن، بكثير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer