الأقسام الرئيسية

روسيا: قصف الجيش السوري يهدد اتفاق وقف إطلاق النار

. . ليست هناك تعليقات:

من ديمتري سولوفيوف وليزا بارينجتون
موسكو (رويترز) - صعدت موسكو حربها الكلامية مع واشنطن يوم الأحد وقالت إن ضربات جوية شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على الجيش السوري تهدد تنفيذ اتفاق أمريكي روسي لوقف إطلاق النار في سوريا وتصل إلى حد التآمر مع تنظيم الدولة الإسلامية.
واستعر الخلاف الدبلوماسي في آخر يوم من الهدنة الذي شابه تفجر العنف فيما قصفت طائرات حربية مدينة حلب الشمالية الإستراتيجية للمرة الأولى منذ بدء سريان الهدنة.
وفي ضربة أخرى للآمال الخاصة بوقف إطلاق النار قال محافظ حمص إن عدة مئات من المعارضين سيتم إجلاؤهم من آخر منطقة يسيطر عليها المعارضون في المدينة يوم الاثنين مما دفع المعارضين للتحذير من أن ذلك يرقى إلى إعلان دمشق انتهاء الهدنة.
كانت وزارة الدفاع الروسية ذكرت يوم السبت أن طائرات أمريكية قتلت أكثر من 60 جنديا سوريا في أربع ضربات جوية نفذتها طائرتان من طراز اف-16 وطائرتان من طراز ايه-10 من اتجاه العراق.
وقال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة هدفها نسف وقف إطلاق النار ولكن وزير خارجية فرنسا قال في نيويورك إن الملوم الرئيسي في خرق الهدنة هو حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصدر عسكري بمطار دير الزور قوله إن 90 جنديا سوريا على الأقل قتلوا.
وقال مسؤول أمريكي إن الجيش الأمريكي يصدق التقارير التي تحدثت عن مقتل 60 جنديا سوريا ولكنه امتنع عن التكهن بعدد المصابين. وأكد مسؤولان أمريكيان أن دبابة كانت ضمن المركبات التي قصفت في الضربة مما أثار مزيدا من التساؤلات بشأن نوع المعلومات التي حدت بطائرات التحالف إلى الاستنتاج بأن متشددي الدولة الإسلامية يشغلون تلك المعدات العسكرية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "تندرج تحركات طياري التحالف -إذا لم تكن تنفيذا لأمر صادر عن واشنطن وهو ما نتمناه- بين الإهمال الجنائي والتآمر مع إرهابيي الدولة الإسلامية.
"نحث واشنطن بشدة على ممارسة الضغط اللازم على الجماعات المسلحة غير المشروعة التي ترعاها لتنفيذ خطة وقف إطلاق النار دون شروط. وإلا فإن تنفيذ المجموعة الكاملة من الاتفاقات الأمريكية الروسية التي تم التوصل إليها في جنيف في التاسع من سبتمبر سيكون عرضة للخطر."
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بدوره لمحطة (سي.إن.إن) إن روسيا يتعين عليها فعل المزيد لدعم وقف إطلاق النار و"الكف عن الوقوف موقف المتفرج والعمل على توصيل المساعدات الإنسانية."
ووصف كيري ما حدث يوم السبت بأنه "أمر شنيع.. نعترف به جميعا ونأسف له".
* اتهامات ضد واشنطن
ودعت روسيا - التي تدعم هي وإيران الرئيس بشار الأسد - الولايات المتحدة مرارا للضغط على جماعات المعارضة السورية المعتدلة حتى تفصل نفسها عن الدولة الإسلامية و"الجماعات الإرهابية" الأخرى.
وشجبت إيران العمل العسكري الأمريكي. ونسبت وكالات أنباء إيرانية إلى متحدث باسم الخارجية قوله "مثل هذه التحركات تشير إلى أن أمريكا تدعم الجماعات الإرهابية في سوريا."
وفي فنزويلا قال الجعفري إن الضربات التي نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هدفها قتل وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إنه على الرغم من الضربات فإن الحكومة السورية هي المسؤولة بالأساس عن انتهاك الهدنة.
وذكر الجيش الأمريكي أن التحالف أوقف الهجمات على ما ظن أنها مواقع للدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا بعد أن أبلغته روسيا بأن قوات سورية تعرضت للقصف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "البيت الأبيض يدافع عن الدولة الإسلامية.. الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شك."
وقالت سامنثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إن زخاروفا ينبغي أن تخجل من ذلك الزعم. وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى ا لأمم المتحدة إن روسيا لا تملك "دليلا محددا" على تواطؤ الولايات المتحدة مع متشددي الدولة الإسلامية.
ومن المرجح أن يزيد الخلاف الدبلوماسي تعقيد توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا بما في ذلك مدينة حلب التي يظل الوضع فيها
وأصيبت حلب - حيث سبق وانهارت هدنات أخرى هذا العام بسبب اندلاع العنف - بضربات جوية للمرة الأولى منذ أن بدأ سريان الهدنة. وقالت موسكو إن المتشددين هناك يستعدون لعمليات عسكرية كبيرة النطاق ضد الجيش السوري.
وذكر المرصد السوري وأحد الشهود أن الاشتباكات العنيفة بين الحكومة وحلفائها ومقاتلي المعارضة استمرت يوم الأحد شرقي دمشق في ضاحية جوبر التي تسيطر عليها المعارضة.
وذكرت مجموعة فيلق الرحمن - وهي جزء من تحالف الجيش السوري الحر في ضواحي دمشق - في بيان على الانترنت أن مقاتليها دمروا دبابة تابعة للحكومة السورية وقتلوا جنودا بعد أن حاولت القوات الحكومية اقتحام جوبر للمرة الثانية هذا الأسبوع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية أشخاص على الأقل لاقوا حتفهم وأصيب كثيرون بجروح خطيرة عندما ألقت طائرات هليكوبتر براميل متفجرة على بلدة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة من محافظة درعا الجنوبية يوم الأحد.
ويقول معارضون إنهم قبلوا على مضض الاتفاق المبدئي الذي يعتقدون أنه متحيز ضدهم وذلك لأنه يمكن أن يخفف الوضع الإنساني المتردي في المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرتهم وألقوا باللوم على روسيا في تقويض الهدنة.
وقال مسؤول كبير بالمعارضة السورية "الهدنة.. لن تصمد".
واتهم مقاتلو المعارضة روسيا أيضا باستغلال وقف إطلاق النار لمنح الجيش السوري والفصائل الشيعية المتحالفة معه فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم ونشر مقاتلين استعدادا لشن هجوم.
* الدولة الإسلامية
ولا تشمل الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية وتستمر العمليات التي تقودها الولايات المتحدة والعمليات التي تقودها دمشق بشكل منفصل ضد المتشددين في عدة جبهات رغم سريان وقف إطلاق النار.
وأفادت وكالة دوجان التركية للأنباء أن جنديا تركيا وستة معارضين سوريين أصيبوا يوم الأحد في اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من بلدة الراعي الحدودية حينما تقدمت قوات سورية معارضة جنوبا باتجاه بلدة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأفادت دوجان وقائد فصيل معارض والمرصد أن تركيا قصفت بالطيران أهدافا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال التنظيم يوم الاحد في بيان على الانترنت إنه أسقط طائرة حربية في دير الزور بمدافع "مضادة للطائرات" في المنطقة ذاتها التي أصابت فيها ضربات التحالف بقيادة واشنطن الجيش السوري يوم السبت.
وأكد الجيش السوري أنه خسر طائرة حربية قال إنها كانت تنفذ عملية ضد المتشددين.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer