الأقسام الرئيسية

الحروب القادمة للشرق الأوسط بعد القضاء على الدولة الإسلامية

. . ليست هناك تعليقات:
واشنطن بوست تضع قائمة بعشرة نزاعات مرَجَّحَة دون ترتيب زمني معين، مؤكدة أنها ستربك الولايات المتحدة في المنطقة لسنين مقبلة.
 
نحو 'قتال الكل ضد الكل'

واشنطن ـ وضعت مصادر صحفية غربية قائمة بعشر حروب بدأت بالفعل أو أنها محتملة الوقوع في العراق، مؤكدة أن هذه الحروب هي نتيجة مباشرة لفشل استراتيجية الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية التي تعتمد على عدد متنوع من الحلفاء في المنطقة ومجموعات مسلحة تشوب بينها خلافات دائمة، بسبب هوسها بهزيمة التنظيم الإرهابي.
ووفقا للمصادر فإن هذه الحروب ستتصاعد مع تقلص حدود تنظيم الدولة الإسلامية حيث تنهار سيطرته على مناطقه في العراق وسوريا واحدة تلو الأخرى، إضافة إلى أن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضده، وصلت إلى مرحلة متقدمة يجعل من سؤال "ماذا بعد؟"، متواترا بقوة في المنطقة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن هذه الحروب التي لم تضع لها ترتيبا زمنيا معينا يمكن أن تزيد من فرص تنظيم الدولة الإسلامية في النجاة، مع استمرار الظروف التي مكنته من توسيع نفوذه في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن هذا الأمر سـ"يربك الولايات المتحدة في المنطقة لسنين مقبلة".
وبالنسبة للصحيفة الأميركية فإن الحرب الأولى قد بدأت بالفعل بين قوات الأكراد المدعومة من الولايات المتحدة ضد القوات التركية.
وتعتبر هذه الحرب واحدة من أكثر الحروب تعقيدا، فتركيا تحارب في أرضها ضد مجموعات الأكراد، فيما تدعم الولايات المتحدة الأكراد السوريين ماليا لمد سيطرتهم شمال شرق سوريا.
أما الحرب الثانية فهي الحرب بين تركيا وأكراد سوريا، وهي حرب مشابهة للحرب الأولى ولكنها أكبر وفقا للمراقبين رغم أن التدخل التركي في سوريا يقتصر حتى الآن، في المناطق التي يحتلها تنظيم الدولة الإسلامية وهي مناطق عربية.
وقد أعلن أكراد سوريا عن منطقة حكم ذاتي باكرا هذا العام، وتركيا حاليا تبني حائطا بطول الحدود لمحاولة إغلاقها.
ويقول محللون إن هذا التوتر إذا استمر، فسيتم غزو المناطق الكردية مباشرة من قبل تركيا، وهذه المناطق تحوي عددا صغيرا من قوات مشاة الولايات المتحدة، ومن غير الممكن لأنقرة إخراجهم.
والحرب الثالثة المرجحة بقوة هي الحرب بين أكراد سوريا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
إذ يبدي نظام الأسد تخوفه من التهديدات الناتجة من الطموحات الكردية في السيطرة على مناطق جديدة.
وحتى وقت قريب، تمكن الأسد وأكراد سوريا من الحفاظ على تحالف غير مستقر، ولكن العلاقة توترت منذ إعلان الحكم الذاتي من قبل الأكراد، وخاض الفريقان صراعات في مناطق يمتلك فيها الجانبان قوات عسكرية، بحسب الصحيفة.
وووفقا لواشنطن بوست، يمكن لحرب رابعة أن تندلع بين الولايات المتحدة وسوريا. وكان من الممكن اشتعال هذه الحرب في أي وقت خلال الأعوام الخمسة الماضية منذ أن طالب باراك أوباما، بشار الأسد بالتنحي.
وهناك العديد من الخطوط الأمامية في سوريا التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وخلال الحرب من الممكن في بعض النقاط أن تدخل المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة في حرب مع قوات نظام الأسد.
وتنبأت "واشنطن بوست" بأن الحرب الخامسة يمكن أن تندلع بين تركيا ونظام الأسد. ويقتصر التدخل التركي في الأراضي السورية حتى الآن على قتال تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الكردية.
غير أن الحرب التركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية إذا حققت مكاسبها، فإن القوات التركية قد تجد نفسها في حرب في الخطوط الأمامية ضد قوات نظام الأسد، حول مدينة حلب المتنازع عليها، وهذا من شأنه إشاعة مزيد من الفوضى.
ويمكن للقوات الكردية العراقية وقوات حكومة العبادي في بغداد أن تكونا طرفين في حرب سادسة بالمنطقة المحترقة بالنزاعات.
ويقول تقرير واشنطن بوست إن التحرك شرقا بعيدا عن سوريا وتحديدا عند حدود تنظيم الدولة الإسلامية مع العراق والتي تتقلص باستمرار، يظهر الموقف هناك أقل تقلبا، لكنه لا يقل في كونه معقدا أو شديد الخطورة. ومثلما وسّعت القوات الكردية السورية المناطق التي تسيطر عليها متحدية سيادة المناطق التي يسيطر عليها بشار الأسد، حدث بالمثل من قوات الأكراد العراقيين الذين مضوا تجاه المناطق التي كانت تحت سيطرة حكومة العبادي.
وقالت حكومة العبادي المدعومة من الولايات المتحدة إنها تنوي استعادة هذه المناطق بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها. وعلى الجانب الآخر، قالت القوات الكردية العراقية المدعومة بدورها أميركيا إنها لن تترك أي منطقة تم إراقة الدماء الكردية بها أثناء غزوها.
ويسبق النزاع بين بغداد وأربيل وجود تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه سيستمر بنوع من الانتقام بعد دحر مسلحي التنظيم الإرهابي.
والحرب السابعة المرجحة بقوة في المنطقة الحرب السابعة ستكون بين أكراد العراق ومسلحي الشيعة.
وبالنسبة للصحيفة الأميركية فإن هذه الحرب يمكن أن تحدث لنفس سبب الحرب السادسة بين بغداد وأربيل، عدا عن أنها بدأت بالفعل ولكن بشكل أهدأ، حيث أن العديد من مسلحي الشيعة المدعومين من العراق استولوا على بعض المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، مندفعين للشمال من بغداد إلأى مناطق تعتبرها أربيل أراض لا بد أن تعود لإقليم كردستان بعد تحريرها من التنظيم الإرهابي.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن قوات الحشد الشعبي قد تحركت ضد قوات البشمركة الكردية للضغط عليهم من الجنوب من بعض المناطق الكردية، واندلعت الحرب في مكان واحد بالتحديد هو طوز خورماتو.
وقالت واشنطن بوست إن عدم اتحاد الأكراد في سوريا ولا العراق، يعطي احتمالية لاندلاع الحرب الثامنة بينهما في حرب وصفتها بحرب "الأكراد ضد الأكراد".
وترى الصحيفة أن هذه الحرب تبدو الأكثر تعقيدا من بين جميع السيناريوهات الماضية رغم أنها أبعد ما يكون عن الواقع، إذ أن سعي الأكراد لإقامة دولة قومية كردية قد تجعلهم يتعالون على انقساماتهم السيئة بين أنفسهم بشأن العديد من القضايا التفصيلية.
وثمة حرب تاسعة مرجحة بقوة بين العرب السنة ضد الشيعة أو الأكراد. وفي خضم محاولات التحرك لمطاردة تنظيم الدولة الإسلامية، سيطر الاكراد ومقاتلون شيعة على المدن والقرى ذات الأغلبية السنية.
وتحدثت واشنطن بوست عن وجود تقارير تفيد باضطهاد الشيعة والأكراد للسنة في أراضيهم، وهذا الاضطهاد تضمن طردهم من منازلهم واعتقال رجالهم.
وفي حال عدم وجود مصالحة حقيقية، بما في ذلك وجود حلول سياسية، يمكن أن يشكل هذا شكلا جديدا من أشكال الصراع بين هذه المكونات الطائفية والعرقية.
وفي الأخير رجحت الصحيفة الأميركية أن تحدث حرب عاشرة بين من بقي من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ضد الجميع. إذ ما يزال التنظيم يسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي السورية والعراقية.
وتقول الصحيفة إن هجمات التنظيم الإرهابي لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرها لم يبدأ بعد، وترى واشنطن بوست أن الصراعات إذا دبت داخل القوى التي من المفترض أن تشارك في الحرب على الدولة الإسلامية، فإن المعارك ضد التنظيم المتشدد ستظل قائمة لأجل غير مسمى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer