الأقسام الرئيسية

اردوغان صديق كردستان العراق وعدو الاكراد في سوريا

. . ليست هناك تعليقات:
تركيا تحول دون التقاء الأقاليم الكردية العراقية والسورية
 
فتح مسعود برزاني مستشفيات الإقليم لاستقبال جرحى مدينة قاميشلو في 'كردستان سوريا' هامة ولكنها لا تعني الإعلان عن مصالحة بين الإقليمين.
 
ميدل ايست أونلاين

اردوغان صديق كردستان العراق وعدو الاكراد في سوريا
أربيل - لا يستطيع الحزبان المتنفذان في إقليم كردستان العراق و"كردستان سوريا" تجاوز خلافاتهما بالرغم من كونهما من القومية نفسها، وقد وصل الصراع بينهما من مشكلات حزبية إلى صراع إقليمي في منطقة الشرق الأوسط أصبحا عنصرين أساسيين فيه.
أمر مسعود بارزاني في الثاني والعشرين من نيسان/ابريل مستشفيات الإقليم باستقبال جرحى أحداث الأيام الماضية في مدينة قاميشلو في "كردستان سوريا" ممن أصيبوا خلال الاشتباكات التي جرت بين القوات الأمنية الكردية وقوات الجيش السوري.
وكانت تلك هي المرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 التي تشتبك فيها القوات الأمنية الكردية في سوريا مع قوات بشار الأسد حيث كانت بينهما هدنة غير مباشرة وغير معلنة إلا أنها لم تكن المرة الأولى التي يفتح فيها بارزاني باب المساعدات من الإقليم إلى ذلك الجزء من كردستان برغم وجود خلافات حادة بينهما.
وقد هيمن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا القريب من حزب العمال الكردستاني على المفاصل الإدارية والأمنية في "كردستان سوريا" وهو يخوض صراعاً عنيفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني المهيمن على معظم المفاصل الحساسة في إقليم كردستان العراق.
وكانت قوات بيشمركة إقليم كردستان قد وصلت للمرة الأولى عام 2014 عبر تركيا وبقرار من برلمان كردستان وأمر من بارزاني إلى مدينة كوباني في "كردستان سوريا" التي كانت محاصرة من قبل مسلحي داعش.
وقد عززت تلك الخطوة آنذاك العلاقات بين الجانبين، ولكن سرعان ما انتهى شهر العسل بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي بخلافات.
ويأمل علي عوني العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني أن تكون خطوة بارزاني هذه المرة ممهدة لتطبيع العلاقات بين الجانبين. وقال إن "ما قام به بارزاني موقف أخلاقي لمساعدة كردستان سوريا ولكن حزب العمال الكردستاني مستمر في استفزازاته وهجومه الإعلامي ولا يأخذ قرار بارزاني في الاعتبار".
واقر عوني ببعد المدى بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني وأضاف أن "أجنداتنا مع حزب العمال مختلفة، فنحن نريد إقامة دولة كردية وهم لا يؤمنون بها ويعادون الأحزاب السياسية القريبة منا في غرب كردستان".
ويكمن جوهر الخلافات في الهيمنة على "كردستان سوريا"، فالحزب الديمقراطي يتهم حزب الاتحاد الديمقراطي بإبعاد الأطراف السياسية القريبة منه فيما يتهم حزب الاتحاد الديمقراطي الحزب الديمقراطي بتنفيذ سياسات تركيا ضده وفرض حصار على ذلك الجزء من كردستان عن طريق غلق المعبر الوحيد بينهما وهو معبر سيمالكا.
وتوجد ضمن حدود كردستان سوريا جبهتان سياسيتان مختلفتان انقسمتا على قطبي الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.
الجبهة الأولى عبارة عن "المجلس الوطني الكردي في سوريا" التي تتكون من ثلاثة عشر حزبا وهي قريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، أما الجبهة الثانية فهي "حركة المجتمع الديمقراطي" التي تتكون من عدة أحزاب ويهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
ومنذ عام 2011 تم توقيع ثلاث اتفاقيات مختلفة بين الجبهتين في إقليم كردستان العراق برعاية بارزاني لإنهاء الخلافات بينهما من دون أن تطبق نقاط أي منها وأهمها فتح معبر للعلاقات بين الإقليمين وعملية تقاسم السلطات في "كردستان سوريا" من خلال كانتونات الإدارة الذاتية التي تشكلت في المدن.
وقلل شيرزاد يزيدي ممثل كانتونات غرب كردستان في إقليم كردستان الذي يقيم في مدينة السليمانية من شأن قرار بارزاني للتقريب بين الطرفين وقال "يتذكر بارزاني الآن فتح الحدود أمام مواطني غرب كردستان حيث استخدم إغلاقها كورقة ضغط ضدهم لإرضاء تركيا، لا توجد منة فيما قام به".
وجاء إعلان مشروع الفيدرالية في كردستان سوريا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في السادس عشر من آذار/مارس ليزيد الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي خصوصا بعد عدم إشراك الأحزاب القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني في الأمر كما لم يعترف إقليم كردستان رسميا بتلك الفيدرالية برغم أنها تخص جزءا كرديا مجاورا.
واعتبر يزيدي هذا الموقف مثالا على انعدام الثقة والتعاون بين الطرفين وأضاف "لماذا الفيدرالية حلال لإقليم كردستان العراق وحرام لغرب كردستان، إنها ازدواجية في السياسة".
ويمثل استمرار إغلاق معبر سيمالكا ومنع فتح مكاتب حزب الاتحاد الديمقراطي وكانتونات الإدارة الذاتية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان وفي المقابل منع عمل بعض الأحزاب السياسية القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني في كردستان سوريا الفعل ورد الفعل للخلافات بين الجبهتين رغم انتمائهما إلى قومية واحدة.
تحالفات اقليمية
ويبدو أن الخلاف اكبر من أن ينحصر في حدود صراع حزبي خصوصا وان منطقة الشرق الأوسط وتحديدا سوريا والعراق أصبحا مركزا لصراع إقليمي كبير يمثل الكرد احد أطرافه.
وقد أدى تقارب إقليم كردستان من تركيا المعادية الرئيسية لحزب الاتحاد الديمقراطي في "كردستان سوريا" إلى خلاف اكبر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.
ورأى الدكتور علاء جنكو أستاذ العلوم السياسية في جامعة التنمية البشرية في السليمانية والمختص السياسي أن ما يدور بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي لا يتعلق فقط بإقليمين كرديين في المنطقة بل تأثرت العلاقات بينهما بمعادلات التحالفات في المنطقة.
وقال جنكو وهو من كردستان سوريا إن "العلاقات بين الحزبين متأثرة بطبيعة علاقاتهما مع الدول الأخرى وان فتح معبر سيمالكا أمام "كردستان سوريا" أمر صعب بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني نظرا للموقف التركي، كما أن الأحداث الأخيرة في كردستان سوريا أثبتت أن حزب الاتحاد الديمقراطي لن يكون قادرا بهذه الحال على إدارة غرب كردستان بلا مشكلات بدون دعم دولة ما".
التنافس بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي في جزئي كردستان العراق وسوريا صورة مصغرة للصراع حيث يملك حزب العمال الكردستاني وجودا سياسيا وعسكريا في كردستان العراق ويريد الحزب الديمقراطي الكردستاني بالمثل أن يكسب مؤيدين له في ساحة منافسه ويكون له وجود سياسي وامني.
وأضاف علاء جنكو أن "الأحداث الأخيرة أثبتت أن أيا من القوتين ليست قادرة على الهيمنة على المنطقة وحدها". (نقاش)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer