الأقسام الرئيسية

الموصليون يستعدون للفرار مع اقتراب معركة التحرير

. . ليست هناك تعليقات:
 
عشرات العائلات تحزم حقائبها وتغادر عقب اشتداد القصف الجوي للتحالف الدولي وبدء الجيش العراقي التحضير لهجوم بري لاستعادة المدينة.
 
ميدل ايست أونلاين

الأطفال يتهددهم شبح الجوع
الموصل (العراق) - تحوّلت الموصل ثاني اكبر المدن العراقية إلى ساحة حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس فعدد الضحايا المدنيين في ارتفاع بسبب القصف ومن سوء حظ عائلة الحاج شيت أنها تسكن منطقة المجموعة الثقافية شمالي المدينة، التي كانت هدفا لطائرات التحالف الدولي مرات عدة خلال شهري يناير/كانون الثاني وشباط/فبراير، ما اجبر افراد العائلة على الفرار لكن ليس بعيدا.
ويقول احمد أكبر أبناء الحاج شيت "لا موعد محددا للقصف"، بات مألوفا أن يهرع الناس إلى الشوارع فجأة، شاهدت ذلك بأم عيني الأسبوع الماضي عندما وجدت نفسي اركض بلا وعي وسط أطفال يصرخون من الرعب وأمهات حائرات، اثر سقوط صاروخ على محلتنا وصواريخ أخرى في الجوار".
وتحدث احمد (34 عاما) مختبئا في الطابق العلوي للمنزل لتأمين شبكة اتصال والابتعاد عن أنظار عناصر الدولة الإسلامية، وقال "القصف مختلف هذه المرة، إذ استهدف أبنية في جامعة الموصل لا يفصلها عن منطقتنا المكتظة بالمارة والسكان سوى شارع بعرض عشرين مترا، لذا كانت الخسائر بين المدنيين كبيرة. تعرفت على ستة قتلى والجرحى أضعاف".
وأطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ضد قصف المدنيين ونشروا عبر صفحات وحسابات شخصية صورا لجثث وجرحى وآثار الدمار الأخير، وحمّلوا التحالف الدولي والتنظيم المتطرف مسؤولية ذلك، كذلك الحكومة العراقية والمسؤولين المحليين لتجاهلهم مآسي المدينة.
ونشر الناشط بلال سعد صورة صديقه احد ضحايا منطقة المجموعة وصرح باسمه الحقيقي عكس من يعيشون في الموصل قائلا "هربت الى اسطنبول قبل ستة أشهر بواسطة مهربين لان الجهاديين يمنعون الجميع من المغادرة، ولو لم اسافر لربما كنت قتيلا او جريحا فعملي السابق قريب جدا من مركز القصف، نصيحتي لمن بقي هناك، احزموا حقائبكم وغادروا قبل فوات الأوان".
أضاف سعد بنبرة متشائمة "تنظيم الدولة الإسلامية ذرف دموع التماسيح ليكسب مؤيدين إضافيين عبر إثارة النقمة ضد القوات الأميركية والعراقية التي تستعد لتحرير المدينة، فنشر صورا للحظات الأولى للقصف وجثث مدنيين وبعض الجرحى في وكالة"أعماق التابعة له، فتلقفتها الصفحات وبعض الفضائيات العراقية لتعيد نشرها على نطاق واسع وكعادته يفرض التنظيم سرية تامة على عدد قتلاه وخسائره المادية".
في الثامن من آب/اغسطس 2014، بدأ التحالف الدولي الحملة الجوية ضد المتطرفين في العراق، ومنذ مطلع العام الحالي قصفت طائرات التحالف أهدافا للتنظيم في عشرة مناطق سكنية أودت بحياة عشرات المدنيين.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أكثر الغارات دموية وقعت منتصف شباط/فبراير في منطقة اليابسات غربي الموصل.
وأكد سعدي المناوي ناشط في مجال حقوق الإنسان "ان الغارة أبادت ثلاث عائلات من اقاربه بعد سقوط صاروخ على احد المخازن الكبيرة التي يشغلها نازحون، متوقعا أن القصف كان يستهدف معملا مجاورا يستغله الجهاديون لتفخيخ السيارات".
وختم كلامه بالدموع "الحصيلة كانت مقتل 21 فردا، بينهم 13 طفلا دفنوا جميعا في قبر واحد طويل، الأطفال الرضع أودعوا في أحضان أمهاتهم".
ولا يبدو ان الحكومة العراقية مهتمة حاليا في ما يجري داخل الموصل حتى أنها لم تعلق على هذه الحوادث، كذلك الحكومة المحلية لم تبد تحمسا لانتقاد قوات التحالف.
ولم يصرح محافظ نينوى نوفل العاكوب الا بعدما اتصالات مكثفة بمكتبه الإعلامي للحصول على موقفه بشأن القصف، فكان الرد "إن المحافظ اتصل بالأميركان وابلغهم بسقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح بسبب ضرباتهم الجوية الخاطئة وطالبهم بتوخي الدقة".
والمستفيد الوحيد من أخطاء القصف، هو التنظيم الذي يريد كسب المزيد من الوقت قبل بدء العمليات البرية ضده، لذا يتقصد زرع مقاره ومواقعه المهمة وسط المناطق السكنية او قريبا منها أي يعمل بمبدأ عليّ وعلى أعدائي".
وبالعودة الى احمد شيت الذي تابع قوله "ما أن نلتقط أنفاسنا بعد هدوء القصف، نعود الى أخبار العمليات البرية المرتقبة ليخيم علينا مجددا شعور الخوف المزمن المتعلق بتساؤلات عدة: الى اين نذهب وهل يسمح الجهاديون لنا بمغادرة المدينة؟ ما القوات التي ستشارك في التحرير وكيف تنظر إلينا، أعداء ام أصدقاء؟".
كما انه توجد هواجس أخرى، تتعلق بمخاطر انهيار سد الموصل وموجة المجاعة التي تضرب المدينة مع تشديد الحصار عليها من التحالف الدولي والحكومة العراقية، وعندما سألنا احد سكان الموصل عما يخيفه حاليا أجاب: "القصف والجوع".
ومن الواضح ان سكان الموصل يعيشون مشاعر الخوف والترقب والاستعداد لسيناريو سيئ جدا يرتبط أساسا بمصيرهم اذا بدأت العمليات البرية، وهذا تفسير تمسك عائلة الحاج شيت بحقائبها المنتفخة التي نقلتها معها الى سكنها الجديد بعدما هجرت منزلها في منطقة المجموعة وانتقلت الى منطقة أخرى أملا في الابتعاد عن القصف.(نقاش)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer