الثلاثاء، 29 مارس 2016 11:17 م
تأتي حادثة اختطاف الطائرة المصرية التي وقعت صباح اليوم الثلاثاء، والتي هبطت في مطار لانكا القبرصي، لتكون الثالثة خلال 39 عاماً، ومن اللافت أن مطار “لارنكا” كان الملاذ الآمن في الواقعة الأولى أيضا عام 1978 ، مما أدى حينذاك إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قبرص.
وكانت الواقعتين السابقتين خلال حقبتي أنور السادات وحسني مبارك، ووقتها خرجت تصريحات رئاسية تتحدث عن التعامل السريع والفوري مع أي أمر يتعلق بكرامة المصريين.
”لارنكا” بقبرص 1978
وأول حادثة اختطاف كانت في 18 فبراير من العام 1978، حيث أغارت قوات مصرية بقيادة العقيد مصطفى الشناوي على مطار لارنكا الدولي في قبرص، في محاولة لتحرير رهائن في عملية خطف طائرة مصرية من جانب مجموعة صبري البنا الفلسطينية المعروف باسم “أبو نضال”.
وكان الخاطفون قد اغتالوا الأديب يوسف السباعي، وزير الثقافة في عهد السادات، ثم احتجزوا عددا من المصريين والعرب الذين كانوا يشاركون في مؤتمر في نيقوسيا، وهددوا الحكومة القبرصية بقتلهم إن لم تضع تحت تصرّفهم طائرة لنقلهم إلى خارج قبرص.
وعندما لم يجد الخاطفون تجاوبا حاولوا الهبوط بالطائرة والمخطوفين في عدة مطارات من سوريا إلى ليبيا واليمن، ثم هبطوا اضطراريا في جيبوتي، وأخيرا قرروا العودة إلى مطار لارنكا.
وطلب الرئيس المصري في ذلك الوقت أنور السادات من الرئيس القبرصي سبيروس كبريانو، إنقاذ الرهائن وتسليم الخاطفين للقاهرة، وذهب الرئيس القبرصي إلى المطار، وحاول التفاوض مع الخاطفين، ولكن دون جدوى.
واتخذ السادات قرارا بإرسال فرقة من القوات الخاصة المصرية بقيادة العقيد مصطفى الشناوي، تسمى الوحدة 777 قتال، إلى قبرص حملت معها رسالة للرئيس القبرصي كان نصها: “الرجال في طريقهم لإنقاذ الرهائن”.
وخرج من الطائرة التي كانت تُقل عناصر القوات الخاصة قوة تضم 58 عسكريا تقدّموا باتجاه الطائرة المخطوفة التي أحاطت بها قوات الأمن القبرصية، وهنا أطلق رجال الأمن القبارصة إنذارا شفهيا بوجوب التوقف وعودة المصريين إلى طائرتهم، لعدم حصولهم على إذن بتحرير المخطوفين، ومع عدم تجاوبهم، تبادل الطرفان إطلاق النار، وسقط عدد من الضحايا من الجانبين.
واستسلم خاطفو الطائرة خلال الهجوم، لكن المعلومات حول مصيرهم تضاربت، وبسبب ذلك توترت العلاقات بين مصر وقبرص، خاصة بعد احتجاز قبرص لبعض عناصر القوات الخاصة المصرية، وحدثت مفاوضات مع الحكومة القبرصية انتهت بالإفراج عن القوة المصرية وعودتها للبلاد.
وأدت هذه العملية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين قبرص والقاهرة، وانتهت الأزمة بين البلدين بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، حيث طلب الرئيس القبرصي إعادة العلاقات مع تقديم اعتذار رسمي، مشددا على أنه لم يكن ممكنا إعطاء الإذن للمصريين للهجوم على الطائرة.
الواقعة الثانية بمالطا
وفي 23 نوفمبر 1985 أقلعت طائرة مصر للطيران رحلة 648 في اتجاهها من مطار أثينا باليونان إلى مطار القاهرة الدولي، وبعد 10 دقائق من الإقلاع قام ثلاثة أشخاص تابعين لمنظمة أبو نضال باختطاف الطائرة، وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة، وأجبروا قائد الطائرة على الهبوط بها في مطار لوكا الدولي بمالطا.
ورفضت السلطات المالطية في البداية هبوط الطائرة، كما رفضت طلب الخاطفين إعادة تزويد الطائرة بالوقود، واستمرت عملية التفاوض إلى منتصف الليل، وكبادرة حسن نية من الخاطفين، قاموا بالإفراج عن 11 راكباً ومضيفي طيران، لكن تأخر عملية التفاوض أدى إلى إثارة الخاطفين، وهددوا بإعدام راكب كل ربع ساعة، وهو ما تم بالفعل، وشرعوا بإعدام راكب كل ربع ساعة، حيث قتلوا راكبين، وأصابوا ثلاثة آخرين.
وكانت مصر بقيادة الرئيس الأسبق، حسني مبارك، تضغط على الحكومة المالطية لتسريع إنهاء العملية بنفسها، أو حتى السماح للقوات الخاصة التابعة لهما بالتدخل لإنهاء عملية الاختطاف، لكن مالطا لم تستجب.
وأرسلت مصر فرقة من الوحدة 777 التابعة للقوات الخاصة المصرية إلى مطار لوكا، وبعد أن طالت المفاوضات مع الخاطفين بلا فائدة، قررت القيادة السياسية المصرية الموافقة على اقتحام الطائرة وتحرير الرهائن بعملية عسكرية، على أن تبدأ هذه العملية فجر يوم 25 نوفمبر 1985، وذلك حين تقديم وجبة الإفطار إلى الركاب عبر عربات التموين.
وقامت القوة المصرية بعملية الاقتحام قبل الموعد المحدد بحوالي ساعة ونصف، من خلال أبواب الطائرة وأبواب الأمتعة، وعندما أحس الخاطفون بالخطر، وأن عملية الاقتحام قد بدأت، قاموا بإلقاء قنابلهم، وإطلاق النار عشوائياً في الطائرة على الركاب وعلى القوة المهاجمة، مما أدى إلى مقتل بعض الركاب، واشتعال النيران داخل الطائرة.
وسقط 56 قتيلاً من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة، نتيجة لعملية الاقتحام المفاجئة وتبادل إطلاق النار، إضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة وأحد الخاطفين بعد الاقتحام. وبعد شروق الشمس وبدء عمليات الإخلاء، تخفى قائد الجماعة الخاطفة ويدعى “عمر محمد علي” في دور رهينة جريح، وتم نقله إلى المستشفى، لكن القوة المصرية تتبعته، وحاصرت المستشفى الذي يعالج فيه، وتم إلقاء القبض عليه.
لاول مره فيديو تحرير طائرة مصر للطيران المختطفه في مالطا 1985
مطار “لارنكا” 2016
واليوم هانحن نستعيد ذكريات خطف الطائرات المصرية، لنقف أمام عملية اليوم، حيث أفادت وزارة الطيران المدني والشرطة المصرية بخطف طائرة تابعة لشركة مصر للطيران وعلى متنها 56 راكباً، بالإضافة إلى طاقمها المؤلف من 7 أشخاص، كانت في رحلة من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى القاهرة واجبارها على الهبوط في مطار لارنكا القبرصي.
وأعلن التلفزيون المصري أن الخاطف يدعى إبراهيم سماحة، وأن مقعده في الطائرة يحمل الرقم k38، وبث التلفزيون الرسمي أول صورة لإبراهيم سماحة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية في قبرص باطلاق سراح ما بين 30 و40 راكباً من الطائرة المصرية المخطوفة، في حين أكدت شركة مصر للطيران على حسابها على “تويتر” الإفراج عن جميع ركاب الطائرة المخطوفة عدا طاقم الطائرة و4 أجانب. إلا أن الخارجية القبرصية أكدت أن ما بين 15 و20 راكباً لا زالوا على متن الطائرة.
وكان من المقرر وصول الطائرة وهي من طراز إيرباص 320 إلى القاهرة في السابعة والربع من صباح اليوم الثلاثاء.
وأكدت ثلاثة مصادر أمنية مصرية في مطار برج العرب بمدينة الإسكندرية إن هناك ثمانية بريطانيين وعشرة أمريكيين بين ركاب الطائرة.
مطالب الخاطف ودوافعه
وقال مصدر أمني مسئول بمطار برج العرب الذي أقلعت منه الطائرة المصرية قبل اختطافها: “إن الخاطف طلب من قائد الطائرة عمر الجمل التوجه بالطائرة إلى اسطنبول بتركيا، مهدداً بوجود حزام ناسف فى حوزته، إلا أن قائد الطائرة أبلغه أن الوقود لا يكفي للذهاب إلى اسطنبول، لذلك طلب الخاطف النزول في مطار لارنكا بقبرص، وهبطت الطائرة فعلياً بمطار لارنكا.
وأضاف أن سماحة طلب فور وصوله لقبرص مترجما للتفاوض، ومازال يحتجز طاقم الطائرة وبعض الركاب الأجانب، مضيفاً أنه سيتم التعامل مع الأزمة بهدوء حفاظا على سلامة الركاب.
من جهتها، قالت الإذاعة القبرصية الرسمية إن الخاطف طلب مترجماً، وأنه ألقى رسالة وطلب تسليمها لطليقته القبرصية.
في حين أشارت مصادر قبرصية إلى أن الخاطف طلب اللجوء، وأفادت وسائل إعلام قبرصية أن طليقته تعيش في قبرص، وأن دوافع شخصية تقف وراء عملية الخطف هذه.
من جهتها أعلنت الشرطة القبرصية أن الخاطفين اتصلوا ببرج المراقبة عند الساعة 08:30 (05:30 ت غ) وسمح للطائرة بالهبوط عند الساعة 08:50، مضيفة أن الخاطفين لم يعلنوا عن مطالب على الفور، وأن خلية أزمة أرسلت إلى المطار.
وبالإضافة إلى ذلك أصدرت الشرطة القبرصية تعليمات بالابتعاد عن الطائرة المخطوفة لاحتمال وجود متفجرات على متنها، وقال مسؤول قبرصي إن الخاطف سمح للأطفال والنساء بمغادرة الطائرة، فضلاً عن الركاب المصريين ما قد يشير إلى احتمال وجود جنسيات أخرى غير المصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات