مرسي يجتمع الآن مع بعض قيادات الحرية والعدالة
- سارة حسين
نشر:
12/12/2012 1:41 ص
– تحديث
12/12/2012 5:50 ص
في مقال بعنوان "أزمة مصر
السياسية" نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، قالت الكاتبة أليس جولدبرج
إنه لا يمكن أن يكون الرئيس محمد مرسي ومستشاريه قد توقعوا أن إعلانه
الدستوري الذي صدر 22 نوفمبر الماضي سيتسبب في إصابة مصر بحالة جديدة من
الفوضى.
أضافت الكاتبة أن دعم مرسي لمبادرة الهدنة التي
اقترحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء أزمة غزة، طمأنت أوباما بشكل
واضح أنه في ظل حكم رئيس إخواني ستحتفظ مصر بالسلام مع إسرائيل. ولأن هذا
كان القلق المسيطر على نخبة السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالثورة
المصرية، كان لدى مرسي سببا جيدا للاعتقاد في أن الولايات المتحدة والقوات
المسلحة المصرية لن يعترضا على أي قرارات داخلية يتخذها.
تابعت جولدبرج أن خطوة مرسي أثبتت أنها خطأ فادح في
التقدير. مضيفة أن الاستجابات الأولى في الولايات المتحدة كانت أما إدراك
بأن الإخوان كشفوا أخيرا طبيعتهم الحقيقية، أو انتقاد لاذع من الأقلية
الليبرالية الغربية التي رفضت قبول حكم الديمقراطية بمنح دور أقوى للإسلام
والإخوان ومرسي نفسه. وأن الانقسامات بين المعلقين الأمريكيين تعكس
الانقسامات في مصر.
وتساءلت الكاتبة إذا كان الإخوان يمثلون فعلا
الأغلبية الساحقة من المصريين، فلماذا يواجهون غضب هائل كهذا؟ مضيفة أن
مرسي عجز عن تهدئة المخاوف وعدم الثقة والكره بل وعلى العكس عمل هو ومؤيديه
وحلفائه على زيادتها.
وأضافت أن مرسي ومستشاريه بدوا وكأنهم يعتقدون أنه
في إمكانهم استخدام أي حيلة، طالما أنها صحيحة رسميا، من أجل تحقيق
غاياتهم. جولدبرج قالت إنهم في ذلك للأسف يشبهون الحكومات المصرية في الـ60
عام الماضية.
متابعة أن رؤية مجتمع إسلامي يعبر عنه أعضاء من
الإخوان المسلمين لم يعد جذابا. مضيفة أن مرسي أما غير مدرك أو غير راغب في
الاعتراف بأن مصر تمر بأزمة سياسية كبيرة تتطلب مهارة سياسية استثنائية لا
يبدو أنه يمتلكها. حان الوقت للصحوة غير السارة بأن مرسي هو ذلك الرجل
الذي يحتمي في الأحكام العرفية، على حد قول جولدبرج.
في نقرير آخر بعنوان "أيادي مرسي الستة"، قالت
المجلة إن صعوبة مشكلة مصر سببها وجود 3 أطراف في النزاع الحالي. الدهشان
أشار إلى أن هؤلاء الثلاثة أطراف هم المحتجين والدولة ممثلة في مرسي ومحمد
بديع وخيرت الشاطر، والطرف الثالث هو مؤيدي الإخوان المسلمين.
وصف الكاتب مرسي وبديع وخيرت بكائن الهيدرا
الأسطوري ذو ثلاث رؤوس، واصفا مرسي بأنه "الوجه الظاهر للوحش". فيما قال إن
مؤيدي الإخوان دائما ما يكونوا رجالا يقومون بدور المحتجين أحيانا، وأسلحة
مستأجرة أحيانا أخرى.
أضاف الكاتب أن فلسفة إدارة الصراعات عن الإخوان
المسلمين تبدو غير متماسكة. قائلا أن الحكومة عززت خطواتها عبر سياسة دعاية
وإشاعات مباركية سعت إلى إذلال معارضي الإخوان، وحض مؤيدي الإخوان على
اتخاذ إجراء للدفاع عن شرعية الرئيس وهو ما يمهد الطريق لأفعال عنيفة
فاضحة، على حد قول الدهشان.
واستمرت المجلة قائلة إن سرقة الإخوان لأسماء وصور
ضحايا المعارضة أثناء الاشتباكات أمام القصر الرئاسي الأسبوع الماضي
بـ"وقاحة مربكة". مضيفا أن تقسيم المجتمع المصري كفريق مؤيد للإسلام وآخر
معادي للإسلام، ليس اختلافا سياسيا، بل مدنيا.
أخيرا قالت فورين بوليسي إنه من المحتمل أن لا يكون
مرسي هو صانع القرار الوحيد، فرأسي الهيدرا الأخرتين لديهما وجهات نظر
خاصة بهما، ولا يخجلان حتى من التعبير عنها. مضيفا: "كل هذا جعلني أشعر أن
التشاؤم مبرر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات