October 14th, 2012 9:55 am
هذه شهادتى على موقعة الخروف التى وقعت يوم الجمعة 12 أكتوبر:
قررت مجموعة من القوى الوطنية النزول فى مسيرات لحساب المئة يوم، التى تَعهَّد فيها الرئيس مرسى بإنجاز خمسة بنود لم ينجز أى منها، يوم الجمعة 12 فبراير. بعد صدور أحكام البراءة لكل المتورطين فى موقعة الجمل، تمثل الإخوان شخصية «اللمبى» فى فيلم «الناظر» وقالوا: «أنا جاى معاكو كده». وقررت جماعة الإخوان المسلمين النزول لتأييد قرار مرسى بإقالة النائب العام، الذى اتضح بعد ذلك إنه ليس قرارا وإنما الراجل كان بيهزر معاه، ما يهزرش يعنى؟
أهلا وسهلا، الميدان ملك للجميع، وليس لأحد الاعتراض على وجود آخَرَ فى الميدان.
فى يوم الخميس 11 أكتوبر، وفى تمام الساعة الثامنة وثلاثة وثلاثين دقيقة مساء، اتصل بى أحد رفقاء الاعتصامات، الذى عادة ما يحضر كل الفاعليات، وكل العُلَق، صارخا: إنتى فين يا نوارة؟ الإخوان بيضربونا وبيجروا ورانا بالاحزمة.. أجبت: إيه ده؟ ليه يا أحمد؟ قال: عشان لما جم هتفنا ضد المرشد وضد الجماعة وضد مرسى، قاموا ضاربينّا وقلعوا الاحزمة وجريوا ورانا. توجهت على الفور إلى ميدان التحرير لأجد الأمور قد استقرت، وعلمت أن الإخوان قد انسحبوا على وعد ووعيد بأنهم سيأتون فى الصباح.
استيقظت فى الصباح لأجد استغاثات على «تويتر» وأخبارا بأن الإخوان دخلوا الميدان، وقاموا بتحطيم المنصة التى كانت تهتف ضد المرشد وحكم الإخوان، وشرعوا فى قذف الناس بالحجارة. طالبت على مدونتى الناس جميعا بضبط النفس، وبأن الجميع مع إقالة النائب العام، وبأن من حق المتظاهرين أن يهتفوا ضد من يعارضون، وليس من حق أحد الاعتداء بالضرب على متظاهر. ثم إن الإخوان لا يعون أنهم أصبحوا سلطة الآن، كيف لك أن تصبح سلطة ومعارضة؟ وما زلت لا أفهم معنى أن يهتف الناس ضد الإخوان فيقوم الإخوان بضربهم بالحجارة. لم أكن أصدق ما يحدث حتى نزلت بنفسى.
بطيئة أنا، على ما قمت وشربت القهوة وأخدت دُشّ واتنحررت، وذهبت إلى مشوار مهمّ لبعض شأنى، كنت وصلت إلى الميدان فى تمام الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف، حيث كانت تدور معركة حامية الوطيس بين بعض الثوار الذين يرغبون فى دخول الميدان، وبعض عناصر الإخوان الذين يقذفونهم بالحجارة ليمنعوهم من الدخول. ما أخرنى عن النزول المتعجل إلى الميدان هو إن الأخبار التى كانت تأتى على قناة «الجزيرة» أخبار مطمئنة، فكانت قناة «الجزيرة» دائما ما تقول إن الأحوال استقرت الآن فى الميدان، حقيقة أن بعض النشطاء على «تويتر» كانوا يقولون إن الإخوان لا ينفكون يضربون كل من يهتف ضدهم، إلا أننى وثقت بما ورد على قناة «الجزيرة»، واعتبرت أن من يصرخون مستغيثين على «تويتر» هم مجموعة من الإخوانوفوبيك الذين يرغبون فى إشعال الوضع مع الإخوان، وكنت أميل إلى التصديق بأن الأمور مستقرة فى الميدان، وأن تلك الاستغاثات مجرد تهويل، لأننى لم أتخيل أن يصل الأمر بجماعة الإخوان المسلمين إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات، مهما كان برضه يعنى… طول عمرى طيبة وبنت حلال.
كنا فى البداية نسير فى ميدان عبد المنعم رياض، حيث وجدنا أعدادا هائلة من الأوتوبيسات السياحية، التى تنقل فيها جماعة الإخوان المسلمين عناصرها لتحشدهم فى ميدان التحرير، وجرت عادة الثوار على إطلاق اسم «أوتوبيسات المقاطف» على هذه الحافلات، فى سخرية واضحة ممن يقبل على نفسه أن يُشحَن فى حافلة سياحية ليثور بضع ساعات بأمر المرشد ثم يعود فى نهاية اليوم فى ذات الحافلة. كان ملحوظا أن هناك عددا كبيرا جدا، أكبر من المعتاد، من «أوتوبيسات المقاطف». وبسبب الازدحام الذى تسبب فيه ازدياد عدد «أوتوبيسات المقاطف» فى ميدان عبد المنعم رياض، قررت أنا ومن معى أن ندخل الميدان من شارع طلعت حرب، حيث يمكننا ترك السيارة والسير على أقدامنا. بمجرد دخولنا إلى ميدان طلعت حرب، وجدنا مجموعة من الشباب المصاب، يبدو عليهم الإنهاك، سألناهم: فى إيه؟ فأجاب أحدهم: الإخوان بيضربونا فى شارع طلعت حرب. تركنا السيارة وتوجهنا فورا إلى شارع طلعت حرب الذى كنا نقابل فيه شبابا مصابا فى رأسه وعينه: إيه ده؟ مين اللى عمل فيك كده؟ فيجيب جميعهم: الإخوان.
فى طريقى قابلت رشا عزب التى كانت لتوها خارجة من المعركة: مين اللى بيضرب يا رشا؟ قالت على الفور: إخوان وقيادات ببدل كمان. تقدمنا نحو الضرب لنجد سيولا من الحجارة تنهال على مجموعة من الشباب الذين يحاولون الدخول إلى الميدان، بدأ الشباب يردون عليهم الحجارة، وينظّمون صفوفهم للركض نحو الميدان ومواجهة الحجارة، فهربت المجموعة التى كانت تصطفّ على مدخل الميدان وذابت وسط المجاميع بينما تمكنا نحن من الدخول إلى الميدان ونحن نهتف: «بيع بيع بيع الثورة يا بديع». توسطت مسيرتنا الميدان بينما قابلتنا مسيرة التيار الشعبى من الطريق المقابل من ناحية قصر العينى، انضممنا معا، وكنا نهتف ضد الإخوان والمرشد والجماعة، وكلما اشتد الهتاف ضد المرشد أو مرسى أو الإخوان، نفاجأ بسيل من الحجارة ينهال علينا ونحن فى وسط الميدان، كانت الحجارة تأتى من الصينية، ومن طلعت حرب. لم أرَ كارنيهات إخوة الإسلام الذين كانوا يقذفوننا بالحجارة، لكنهم كانوا إخوة الإسلام بشكل عام، باين عليهم كده التُّقَى، شبه اللى بيطلعوا فى قناة «الناس»، كما أن المجموعات التى كانت تقذفنا بالحجارة، سواء من الميدان أو من طلعت حرب كانت تهتف: «حرية وعدالة.. مرسى وراه رجالة»! لا رجالة قوى.. أنا شاهدة، وشارع محمد محمود شاهد على مرجلتكو.
بالطبع يقوم الشباب بالرد على قذف الحجارة، بقذف حجارة مماثلة، والتقدم نحو مصدر الحجارة الملقاة علينا، حتى يتوقف الخرفان عن قذفنا بالحجارة. كانت هناك عناصر من الإخوان بعد توقف الضرب قليلا يندسون وسط مسيرتنا ويقولون لنا: «مش الإخوان اللى بيضربوكو.. ده الفلول، وفيه منهم ثوار بيضربوا عليكو… الإخوان مش فى الميدان أصلا.. أنا مش إخوان على فكرة». وما إن تبدأ وسائل الإعلام فى أخذ رأى بعض الناس فى الميدان، حتى يُقِرّ هذا الخروف أو تلك النعجة بأنه من جماعة الإخوان وبأنه يريد أن يبدى رأيه فى التليفزيون! يا عم أنت مش لسه قايل أنا مش إخوان على فكرة أنا بس باحترم دينى؟ عارفينهم دول؟ لو مش عارفينهم آدينى باعرّفهم لكم، تلاقى واحد صِدِغ وسنيح كده وأخنف ومنحنح، ودقنه خفيفة، وبيسبّل، وبعدين يقول كلام زى الطين، بعدين يختمها: «أنا مش إخوان على فكرة.. أنا بس باحترم دينى! على أساس أن من لا يحترم الإخوان لا يحترم دينه، وأنا حقيقة أريد أن أعرف ما دينه ودين الإخوان فى ساعة واحدة؟
ظلت جماعة الإخوان المسلمين تنكر وجودها فى الميدان، ثم تشكو من إصابات فى صفوفها تسبب فيها «رجالة حمدين والبرادعى» الذين ضربوا عناصرها بالميدان، اللى مش موجودين فى الميدان. حتى بلغ الأمر أن يحاول الإخوان بالميدان، الذين كانوا يقذفوننا بالحجارة منذ برهة، إقناعنا بأنهم، وهم واقفون أمامنا الآن، ليسوا موجودين فى الميدان… آه وربنا.
جاءت مسيرة من شارع باب اللوق تحمل لافتات مضادة لمرسى والمرشد، ففوجئنا بحجارة تُقذَف ناحيتها لمنعها من الدخول، انضمّ الشباب إلى المسيرة لتمكينها من الدخول، وبدأ التراشق المتبادل بالحجارة، وظل الأمر هكذا لفترة، حتى بدأ الإخوان فى الانسحاب أمام الشباب الذين كانوا يركضون خلفهم. ما علمته بعدها أن الإخوان الموجودين فى الميدان جاءتهم الأوامر بالانسحاب، قال إيه، حقنا للدماء! من الساعة الثامنة والنصف مساء الخميس 11 أكتوبر، حتى الساعة السابعة مساء الجمعة 12 أكتوبر، لم يتذكروا الانسحاب حقنا للدماء إلا بعد خراب مالطا.
فجأة بدأ الدخان يتصاعد من ناحية المتحف المصرى، فهُرعنا نحو مصدر الدخان لنجد أن حافلتين من «أوتوبيسات المقاطف» قد اشتعلت وسط حالة غضب عارمة، حاولنا تهدئة الشباب الذى كان يصرخ فى وجوهنا: إنتو ماتضربتوش زينا.. إحنا من الصبح هنا لما اتعدمنا العافية. كان الدخان كثيفا بينما يدفعه تيار الهواء نحو المتحف، لذلك فقد ظن من يقف فى الشرفة من ناحية ميدان التحرير أن المتحف المصرى هو الذى يشتعل، وتناثرت الأخبار وتواترت عن نشوب حريق بالمتحف المصرى، حتى قام بعض الموجودين فى موقع الحدث، ومنهم الفقيرة إلى الله، بتكذيب الخبر.
بالطبع بدأت آلة الكذب الإخوانى فى العمل على قدم وساق، وقامت شبكة «يقين» بنشر فيديو كان هدفه تبديل الحقيقة، وإلقاء اللوم على المتظاهرين من غير الإخوان المسلمين، لكن الفيديو يُظهِر عناصر الإخوان وهى تهدم المنصة.
طيب… أنا سأكذّب عينى، وأذنى، وساق زوجى التى أُصِيبَت بحجر ألقاه عليه الإخوان، وسأصدق الإخوان، أنا مستعدة تماما لتصديق الإخوان، عليا الطلاق بالتلاتة يا إخوان مستعدة أصدقكم، ماهو ده العادى بتاعى أساسا.. أنا أصدقكم من أيام مبارك، وأساندكم، وأُضرَب فى التظاهرات المتضامنة مع خيرت الشاطر وحسن مالك، التى يتغيب عنها عناصر الإخوان ذاتهم، لأننى أصدقكم.
لكن خبّرونى بالله عليكم، أى شىء أصدّق… هل أصدّق أنه لم يكن هناك أى عناصر لجماعة الإخوان المسلمين فى الميدان بتاتا كما قال غزلان؟ أم أصدق أن الإخوان كانوا موجودين لكن مَن ضرب المتظاهرين هم الطرف الثالث الذى يريد أن يُحدِث وقيعة كما قال عصام عريان؟ أم أصدق البلتاجى الذى طالب الإخوان بالانسحاب إلى دار القضاء العالى حقنا للدماء؟ أم أصدق شبكة «يقين» التى تؤكد أن «رجالة حمدين والبرادعى» تهجموا على الإخوان الموجودين بالميدان، وضربوهم، وأصابوهم؟ يعنى الإخوان ما كانوش موجودين ولا كانوا موجودين بس ناس تانية ضربت المتظاهرين، ولا المتظاهرين مانضربوش دول هم اللى ضربوا الإخوان؟ والسؤال الأهم، إن كانت الجماعة مسالمة تريد حقن الدماء، فلماذا لم تنسحب منذ بداية الاشتباكات؟ ولّا هو جدول حصص ملتزمين بيه؟
مين اللى بجّ التانى الأول؟ رشا ولا وائل؟
بالنوسبة للى عَصَر على نفسه لمونة لانتخاب محمد مرسى، وهم مجموعة كبيرة قوامها 8 ملايين مواطن، إيمانا منهم بأنهم سينتخبون مرسى ليتمكنوا من معارضته… حضراتكو اتفضلوا انزلوا كلوا معانا الطوب… ياما جاب اللمون لأمه.
قررت مجموعة من القوى الوطنية النزول فى مسيرات لحساب المئة يوم، التى تَعهَّد فيها الرئيس مرسى بإنجاز خمسة بنود لم ينجز أى منها، يوم الجمعة 12 فبراير. بعد صدور أحكام البراءة لكل المتورطين فى موقعة الجمل، تمثل الإخوان شخصية «اللمبى» فى فيلم «الناظر» وقالوا: «أنا جاى معاكو كده». وقررت جماعة الإخوان المسلمين النزول لتأييد قرار مرسى بإقالة النائب العام، الذى اتضح بعد ذلك إنه ليس قرارا وإنما الراجل كان بيهزر معاه، ما يهزرش يعنى؟
أهلا وسهلا، الميدان ملك للجميع، وليس لأحد الاعتراض على وجود آخَرَ فى الميدان.
فى يوم الخميس 11 أكتوبر، وفى تمام الساعة الثامنة وثلاثة وثلاثين دقيقة مساء، اتصل بى أحد رفقاء الاعتصامات، الذى عادة ما يحضر كل الفاعليات، وكل العُلَق، صارخا: إنتى فين يا نوارة؟ الإخوان بيضربونا وبيجروا ورانا بالاحزمة.. أجبت: إيه ده؟ ليه يا أحمد؟ قال: عشان لما جم هتفنا ضد المرشد وضد الجماعة وضد مرسى، قاموا ضاربينّا وقلعوا الاحزمة وجريوا ورانا. توجهت على الفور إلى ميدان التحرير لأجد الأمور قد استقرت، وعلمت أن الإخوان قد انسحبوا على وعد ووعيد بأنهم سيأتون فى الصباح.
استيقظت فى الصباح لأجد استغاثات على «تويتر» وأخبارا بأن الإخوان دخلوا الميدان، وقاموا بتحطيم المنصة التى كانت تهتف ضد المرشد وحكم الإخوان، وشرعوا فى قذف الناس بالحجارة. طالبت على مدونتى الناس جميعا بضبط النفس، وبأن الجميع مع إقالة النائب العام، وبأن من حق المتظاهرين أن يهتفوا ضد من يعارضون، وليس من حق أحد الاعتداء بالضرب على متظاهر. ثم إن الإخوان لا يعون أنهم أصبحوا سلطة الآن، كيف لك أن تصبح سلطة ومعارضة؟ وما زلت لا أفهم معنى أن يهتف الناس ضد الإخوان فيقوم الإخوان بضربهم بالحجارة. لم أكن أصدق ما يحدث حتى نزلت بنفسى.
بطيئة أنا، على ما قمت وشربت القهوة وأخدت دُشّ واتنحررت، وذهبت إلى مشوار مهمّ لبعض شأنى، كنت وصلت إلى الميدان فى تمام الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف، حيث كانت تدور معركة حامية الوطيس بين بعض الثوار الذين يرغبون فى دخول الميدان، وبعض عناصر الإخوان الذين يقذفونهم بالحجارة ليمنعوهم من الدخول. ما أخرنى عن النزول المتعجل إلى الميدان هو إن الأخبار التى كانت تأتى على قناة «الجزيرة» أخبار مطمئنة، فكانت قناة «الجزيرة» دائما ما تقول إن الأحوال استقرت الآن فى الميدان، حقيقة أن بعض النشطاء على «تويتر» كانوا يقولون إن الإخوان لا ينفكون يضربون كل من يهتف ضدهم، إلا أننى وثقت بما ورد على قناة «الجزيرة»، واعتبرت أن من يصرخون مستغيثين على «تويتر» هم مجموعة من الإخوانوفوبيك الذين يرغبون فى إشعال الوضع مع الإخوان، وكنت أميل إلى التصديق بأن الأمور مستقرة فى الميدان، وأن تلك الاستغاثات مجرد تهويل، لأننى لم أتخيل أن يصل الأمر بجماعة الإخوان المسلمين إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات، مهما كان برضه يعنى… طول عمرى طيبة وبنت حلال.
كنا فى البداية نسير فى ميدان عبد المنعم رياض، حيث وجدنا أعدادا هائلة من الأوتوبيسات السياحية، التى تنقل فيها جماعة الإخوان المسلمين عناصرها لتحشدهم فى ميدان التحرير، وجرت عادة الثوار على إطلاق اسم «أوتوبيسات المقاطف» على هذه الحافلات، فى سخرية واضحة ممن يقبل على نفسه أن يُشحَن فى حافلة سياحية ليثور بضع ساعات بأمر المرشد ثم يعود فى نهاية اليوم فى ذات الحافلة. كان ملحوظا أن هناك عددا كبيرا جدا، أكبر من المعتاد، من «أوتوبيسات المقاطف». وبسبب الازدحام الذى تسبب فيه ازدياد عدد «أوتوبيسات المقاطف» فى ميدان عبد المنعم رياض، قررت أنا ومن معى أن ندخل الميدان من شارع طلعت حرب، حيث يمكننا ترك السيارة والسير على أقدامنا. بمجرد دخولنا إلى ميدان طلعت حرب، وجدنا مجموعة من الشباب المصاب، يبدو عليهم الإنهاك، سألناهم: فى إيه؟ فأجاب أحدهم: الإخوان بيضربونا فى شارع طلعت حرب. تركنا السيارة وتوجهنا فورا إلى شارع طلعت حرب الذى كنا نقابل فيه شبابا مصابا فى رأسه وعينه: إيه ده؟ مين اللى عمل فيك كده؟ فيجيب جميعهم: الإخوان.
فى طريقى قابلت رشا عزب التى كانت لتوها خارجة من المعركة: مين اللى بيضرب يا رشا؟ قالت على الفور: إخوان وقيادات ببدل كمان. تقدمنا نحو الضرب لنجد سيولا من الحجارة تنهال على مجموعة من الشباب الذين يحاولون الدخول إلى الميدان، بدأ الشباب يردون عليهم الحجارة، وينظّمون صفوفهم للركض نحو الميدان ومواجهة الحجارة، فهربت المجموعة التى كانت تصطفّ على مدخل الميدان وذابت وسط المجاميع بينما تمكنا نحن من الدخول إلى الميدان ونحن نهتف: «بيع بيع بيع الثورة يا بديع». توسطت مسيرتنا الميدان بينما قابلتنا مسيرة التيار الشعبى من الطريق المقابل من ناحية قصر العينى، انضممنا معا، وكنا نهتف ضد الإخوان والمرشد والجماعة، وكلما اشتد الهتاف ضد المرشد أو مرسى أو الإخوان، نفاجأ بسيل من الحجارة ينهال علينا ونحن فى وسط الميدان، كانت الحجارة تأتى من الصينية، ومن طلعت حرب. لم أرَ كارنيهات إخوة الإسلام الذين كانوا يقذفوننا بالحجارة، لكنهم كانوا إخوة الإسلام بشكل عام، باين عليهم كده التُّقَى، شبه اللى بيطلعوا فى قناة «الناس»، كما أن المجموعات التى كانت تقذفنا بالحجارة، سواء من الميدان أو من طلعت حرب كانت تهتف: «حرية وعدالة.. مرسى وراه رجالة»! لا رجالة قوى.. أنا شاهدة، وشارع محمد محمود شاهد على مرجلتكو.
بالطبع يقوم الشباب بالرد على قذف الحجارة، بقذف حجارة مماثلة، والتقدم نحو مصدر الحجارة الملقاة علينا، حتى يتوقف الخرفان عن قذفنا بالحجارة. كانت هناك عناصر من الإخوان بعد توقف الضرب قليلا يندسون وسط مسيرتنا ويقولون لنا: «مش الإخوان اللى بيضربوكو.. ده الفلول، وفيه منهم ثوار بيضربوا عليكو… الإخوان مش فى الميدان أصلا.. أنا مش إخوان على فكرة». وما إن تبدأ وسائل الإعلام فى أخذ رأى بعض الناس فى الميدان، حتى يُقِرّ هذا الخروف أو تلك النعجة بأنه من جماعة الإخوان وبأنه يريد أن يبدى رأيه فى التليفزيون! يا عم أنت مش لسه قايل أنا مش إخوان على فكرة أنا بس باحترم دينى؟ عارفينهم دول؟ لو مش عارفينهم آدينى باعرّفهم لكم، تلاقى واحد صِدِغ وسنيح كده وأخنف ومنحنح، ودقنه خفيفة، وبيسبّل، وبعدين يقول كلام زى الطين، بعدين يختمها: «أنا مش إخوان على فكرة.. أنا بس باحترم دينى! على أساس أن من لا يحترم الإخوان لا يحترم دينه، وأنا حقيقة أريد أن أعرف ما دينه ودين الإخوان فى ساعة واحدة؟
ظلت جماعة الإخوان المسلمين تنكر وجودها فى الميدان، ثم تشكو من إصابات فى صفوفها تسبب فيها «رجالة حمدين والبرادعى» الذين ضربوا عناصرها بالميدان، اللى مش موجودين فى الميدان. حتى بلغ الأمر أن يحاول الإخوان بالميدان، الذين كانوا يقذفوننا بالحجارة منذ برهة، إقناعنا بأنهم، وهم واقفون أمامنا الآن، ليسوا موجودين فى الميدان… آه وربنا.
جاءت مسيرة من شارع باب اللوق تحمل لافتات مضادة لمرسى والمرشد، ففوجئنا بحجارة تُقذَف ناحيتها لمنعها من الدخول، انضمّ الشباب إلى المسيرة لتمكينها من الدخول، وبدأ التراشق المتبادل بالحجارة، وظل الأمر هكذا لفترة، حتى بدأ الإخوان فى الانسحاب أمام الشباب الذين كانوا يركضون خلفهم. ما علمته بعدها أن الإخوان الموجودين فى الميدان جاءتهم الأوامر بالانسحاب، قال إيه، حقنا للدماء! من الساعة الثامنة والنصف مساء الخميس 11 أكتوبر، حتى الساعة السابعة مساء الجمعة 12 أكتوبر، لم يتذكروا الانسحاب حقنا للدماء إلا بعد خراب مالطا.
فجأة بدأ الدخان يتصاعد من ناحية المتحف المصرى، فهُرعنا نحو مصدر الدخان لنجد أن حافلتين من «أوتوبيسات المقاطف» قد اشتعلت وسط حالة غضب عارمة، حاولنا تهدئة الشباب الذى كان يصرخ فى وجوهنا: إنتو ماتضربتوش زينا.. إحنا من الصبح هنا لما اتعدمنا العافية. كان الدخان كثيفا بينما يدفعه تيار الهواء نحو المتحف، لذلك فقد ظن من يقف فى الشرفة من ناحية ميدان التحرير أن المتحف المصرى هو الذى يشتعل، وتناثرت الأخبار وتواترت عن نشوب حريق بالمتحف المصرى، حتى قام بعض الموجودين فى موقع الحدث، ومنهم الفقيرة إلى الله، بتكذيب الخبر.
بالطبع بدأت آلة الكذب الإخوانى فى العمل على قدم وساق، وقامت شبكة «يقين» بنشر فيديو كان هدفه تبديل الحقيقة، وإلقاء اللوم على المتظاهرين من غير الإخوان المسلمين، لكن الفيديو يُظهِر عناصر الإخوان وهى تهدم المنصة.
طيب… أنا سأكذّب عينى، وأذنى، وساق زوجى التى أُصِيبَت بحجر ألقاه عليه الإخوان، وسأصدق الإخوان، أنا مستعدة تماما لتصديق الإخوان، عليا الطلاق بالتلاتة يا إخوان مستعدة أصدقكم، ماهو ده العادى بتاعى أساسا.. أنا أصدقكم من أيام مبارك، وأساندكم، وأُضرَب فى التظاهرات المتضامنة مع خيرت الشاطر وحسن مالك، التى يتغيب عنها عناصر الإخوان ذاتهم، لأننى أصدقكم.
لكن خبّرونى بالله عليكم، أى شىء أصدّق… هل أصدّق أنه لم يكن هناك أى عناصر لجماعة الإخوان المسلمين فى الميدان بتاتا كما قال غزلان؟ أم أصدق أن الإخوان كانوا موجودين لكن مَن ضرب المتظاهرين هم الطرف الثالث الذى يريد أن يُحدِث وقيعة كما قال عصام عريان؟ أم أصدق البلتاجى الذى طالب الإخوان بالانسحاب إلى دار القضاء العالى حقنا للدماء؟ أم أصدق شبكة «يقين» التى تؤكد أن «رجالة حمدين والبرادعى» تهجموا على الإخوان الموجودين بالميدان، وضربوهم، وأصابوهم؟ يعنى الإخوان ما كانوش موجودين ولا كانوا موجودين بس ناس تانية ضربت المتظاهرين، ولا المتظاهرين مانضربوش دول هم اللى ضربوا الإخوان؟ والسؤال الأهم، إن كانت الجماعة مسالمة تريد حقن الدماء، فلماذا لم تنسحب منذ بداية الاشتباكات؟ ولّا هو جدول حصص ملتزمين بيه؟
مين اللى بجّ التانى الأول؟ رشا ولا وائل؟
بالنوسبة للى عَصَر على نفسه لمونة لانتخاب محمد مرسى، وهم مجموعة كبيرة قوامها 8 ملايين مواطن، إيمانا منهم بأنهم سينتخبون مرسى ليتمكنوا من معارضته… حضراتكو اتفضلوا انزلوا كلوا معانا الطوب… ياما جاب اللمون لأمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات