September 27th, 2012 9:11 am
أطلق الرئيس محمد مرسى واحدة من أهم الفوازير السياسية التى سيحتار
الفلاسفة والعلماء والفقهاء والمفكرون والسياسيون فى مشارق الأرض ومغاربها
فى فهمها، وربما هى وحدها من حيث خرافتها واستحالتها التى تنافس طائر
النهضة الذى أطلقه الرئيس مرسى فى فترة الدعاية الانتخابية، فإذا كانت
المستحيلات ثلاثة، وهى الغول والعنقاء والخِلّ الوفى، فقد أضاف إليها
الدكتور مرسى لتصبح المستحيلات خمسة، الغول، والعنقاء، والخل الوفى، وطائر
النهضة، وحد يفهم فزورة الرئيس!
أما هذه الفزورة التى أطلقها فى سماء الولايات المتحدة الأمريكية فى حواره المصاب بالأوتيزم السياسى مع شبكة «بى بى إس»، فقد قال الرئيس -حسب الترجمة الرسمية لوكالة أنباء الشرق الأوسط- مؤكدا، وخد بالك كويس وركِّز وحاول أن تتخيل السيدة المذيعة الكبيرة آمال فهمى تقرأ نص هذه الفزورة: «إن مصر دولة مدنية ووطنية، ومفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة، وأنها ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين».
لنتأمل الفزورة حتى نفهم أولها من آخرها، فالرئيس يقول إن مصر دولة مدنية ووطنية (مش عارف وطنية هنا يعنى إيه! هل هناك من اتهم مصر فى حُمَّى الاتهامات بأنها غير وطنية! أم يقصد أنها وطنية بمعنى أنها ليس لديها طموحات إقليمية قومية؟ يمكن)، ثم إن مفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة (يا مثبِّت العقل والدين! يعنى الدكتور مرسى رأيه إن فيه دولة إسلامية، لكنها تقوم على مدنية الدولة، يعنى الدولة الإسلامية مثل حيوان الكانجرو يضع المدنية فى حجره مثلا، طيب نفهم من كده إن مصر دولة إسلامية، أم أنها دولة مدنية، أم أنها كاروهات إسلامية غامق على مدنية فاتح؟)، ثم يتحفنا الرئيس تفزيرا للفزورة بأنها (اللى هى مصر) ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين (كويس جدا، تبقى مصر والحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه، هى مدنية بس مش علمانية، وهى أيضا إسلامية بس مش دينية، والراجل فيكم اللى يفهم!).
كل هذا التفاف رئاسى كى لا يقول الدكتور مرسى أى حاجة لها معنى تزعل أى حد، فالمدنى ينبسط، والإسلامى ينبسط، والأمريكى يرتاح، والمصرى يرتاح، وكل من له نبى يصلِّى عليه!
لكن هناك مشكلتين فى منتهى الصغر، لا يمكن رؤيتهما إلا بالميكروسكوب، هما:
أننا لم نعرف مصر دولة إيه بالضبط.
وأننا لم نعرف الرئيس رأيه إيه فعلا.
ثم جاءت مناسبة رائعة كى ندرك رأى وتوصيف الرئيس الإخوانى وجماعته للعلاقة المصرية بأمريكا، بعيدا عن هتافات وتشنجات ومراوغات وتضليلات الإخوان طيلة السنين الماضية، حيث تنزل كلمات الرئيس مدوية تصدع بالحق الإخوانى الذى أتمنى أن يغلق باب المزايدات الرخيصة من التيار الإسلامى ضد أمريكا وعموم الغرب، عندما يكتشفون أن رئيسهم يعلن أن مصر صديقة وحليفة لأمريكا، الرئيس محمد مرسى لا الرئيس محمد حسنى، ففى ردّ على سؤال للمذيع «هل الولايات المتحدة ومصر أصدقاء أم أعداء؟» أجاب الرئيس مرسى ضاحكا: «هأ هأ هأ، بالتأكيد أصدقاء»، وحين سُئل: هل هما حليفان؟ أكد أن «حقيقة الأمر تقوم على تعريف كلمة حليف، فتوجد لدى البلدين علاقات مشتركة، ولكن لا يوجد بينهما تحالف عسكرى، ولكن إن كنت تقصد أن لفظ حليف يعنى أنه توجد شراكة فى عديد من المجالات، ففى هذه الحالة يمكن أن تقول إننا حليفان».
نفهم إيه هكذا؟ إن أمريكا فى عديد من المجالات حليف، وناقص الرئيس يحلف لكم.
هل نسمع من الإخوان شيئا آخر غير ما يقوله قائدهم ورئيسهم المفدَّى؟ إنه ذات كلام حسنى مبارك، بل لم نسمع مبارك ولا حتى ابنه يقول فى يوم من الأيام إن أمريكا حليف!
إذن بنصّ الرئيس فإن أمريكا بالتأكيد صديق وفى مجالات معينة حليف، فيا أيها الإخوان فى سالف العصر والأوان.. وداعًا للنخع!
أما هذه الفزورة التى أطلقها فى سماء الولايات المتحدة الأمريكية فى حواره المصاب بالأوتيزم السياسى مع شبكة «بى بى إس»، فقد قال الرئيس -حسب الترجمة الرسمية لوكالة أنباء الشرق الأوسط- مؤكدا، وخد بالك كويس وركِّز وحاول أن تتخيل السيدة المذيعة الكبيرة آمال فهمى تقرأ نص هذه الفزورة: «إن مصر دولة مدنية ووطنية، ومفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة، وأنها ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين».
لنتأمل الفزورة حتى نفهم أولها من آخرها، فالرئيس يقول إن مصر دولة مدنية ووطنية (مش عارف وطنية هنا يعنى إيه! هل هناك من اتهم مصر فى حُمَّى الاتهامات بأنها غير وطنية! أم يقصد أنها وطنية بمعنى أنها ليس لديها طموحات إقليمية قومية؟ يمكن)، ثم إن مفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة (يا مثبِّت العقل والدين! يعنى الدكتور مرسى رأيه إن فيه دولة إسلامية، لكنها تقوم على مدنية الدولة، يعنى الدولة الإسلامية مثل حيوان الكانجرو يضع المدنية فى حجره مثلا، طيب نفهم من كده إن مصر دولة إسلامية، أم أنها دولة مدنية، أم أنها كاروهات إسلامية غامق على مدنية فاتح؟)، ثم يتحفنا الرئيس تفزيرا للفزورة بأنها (اللى هى مصر) ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين (كويس جدا، تبقى مصر والحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه، هى مدنية بس مش علمانية، وهى أيضا إسلامية بس مش دينية، والراجل فيكم اللى يفهم!).
كل هذا التفاف رئاسى كى لا يقول الدكتور مرسى أى حاجة لها معنى تزعل أى حد، فالمدنى ينبسط، والإسلامى ينبسط، والأمريكى يرتاح، والمصرى يرتاح، وكل من له نبى يصلِّى عليه!
لكن هناك مشكلتين فى منتهى الصغر، لا يمكن رؤيتهما إلا بالميكروسكوب، هما:
أننا لم نعرف مصر دولة إيه بالضبط.
وأننا لم نعرف الرئيس رأيه إيه فعلا.
ثم جاءت مناسبة رائعة كى ندرك رأى وتوصيف الرئيس الإخوانى وجماعته للعلاقة المصرية بأمريكا، بعيدا عن هتافات وتشنجات ومراوغات وتضليلات الإخوان طيلة السنين الماضية، حيث تنزل كلمات الرئيس مدوية تصدع بالحق الإخوانى الذى أتمنى أن يغلق باب المزايدات الرخيصة من التيار الإسلامى ضد أمريكا وعموم الغرب، عندما يكتشفون أن رئيسهم يعلن أن مصر صديقة وحليفة لأمريكا، الرئيس محمد مرسى لا الرئيس محمد حسنى، ففى ردّ على سؤال للمذيع «هل الولايات المتحدة ومصر أصدقاء أم أعداء؟» أجاب الرئيس مرسى ضاحكا: «هأ هأ هأ، بالتأكيد أصدقاء»، وحين سُئل: هل هما حليفان؟ أكد أن «حقيقة الأمر تقوم على تعريف كلمة حليف، فتوجد لدى البلدين علاقات مشتركة، ولكن لا يوجد بينهما تحالف عسكرى، ولكن إن كنت تقصد أن لفظ حليف يعنى أنه توجد شراكة فى عديد من المجالات، ففى هذه الحالة يمكن أن تقول إننا حليفان».
نفهم إيه هكذا؟ إن أمريكا فى عديد من المجالات حليف، وناقص الرئيس يحلف لكم.
هل نسمع من الإخوان شيئا آخر غير ما يقوله قائدهم ورئيسهم المفدَّى؟ إنه ذات كلام حسنى مبارك، بل لم نسمع مبارك ولا حتى ابنه يقول فى يوم من الأيام إن أمريكا حليف!
إذن بنصّ الرئيس فإن أمريكا بالتأكيد صديق وفى مجالات معينة حليف، فيا أيها الإخوان فى سالف العصر والأوان.. وداعًا للنخع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات