الأقسام الرئيسية

هل تهدد أحداث السفارة الأمريكية وضع الرئيس المصري وعلاقته بأمريكا؟

. . ليست هناك تعليقات:

سياسة واقتصاد

تسبب عرض فيلم امريكي مسيء للإسلام في موجة غضب كبيرة في الشارع المصري صحبها اعتداء على السفارة الأمريكية. عن تداعيات تلك الأحداث على حكم الرئيس وعلاقته بالولايات المتحدة تحدث بعض المحللون السياسيون لـDW عربية.
حالة من الثورة يعيشها الشارع المصري اعتراضاً على عرض فيلم أمريكي مسيء للإسلام. تلك الحالة ترجمت إلى تظاهرات ووقفات احتجاجية أسفرت عن اقتحام المتظاهرين للسفارة الأمريكية بالقاهرة. وفي ظل محاولة قوات الأمن السيطرة على الوضع وحماية المنشأة الدبلوماسية، اشتبكت تلك القوات مع المتظاهرين لأول مرة منذ قدوم الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم. يحدث هذا في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الجديد لإرساء قواعد نظام حكمه في البلاد وفي ظل ترتيباته لزيارة للعاصمة الأمريكية واشنطن. فما تأثير تلك الأحداث على موقف مرسي داخلياً وهل تضع الرئيس المصري في موقف محرج أمام الإدارة الأمريكية؟
"موقف مرسي يزيد شعبيته..وعلاقته بأمريكا ستتأثر"

(صورة أرشيفية)مرسي يستقبل هيلاري كلينتون في يوليو/تموز الماضي
"موقف مرسي الرافض الاعتداء على الرسول يزيد شعبيته داخلياً، فهو لا يضع أمريكا في ميزان مع الرسول"، يقول صلاح جمعة، خبير الشئون العربية ونائب رئيس تحرير وكالة الشرق الأوسط، لـDWعربية. ويرى جمعة أن الرئيس أعطى انطباعاً بهذا الموقف أنه على استعداد لأن يضحي بأي علاقة في حالة مثل هذه بها إهانة للمعتقدات الدينية. ولا يرى جمعة تأثيراً سلبياً على شعبية الرئيس جراء ما يحدث من اعتداءات على السفارة الأمريكية. ويقول في هذا النطاق لـDWعربية: "من نراهم هناك عند السفارة ليسوا من الإسلاميين ولا أعلم ما هويتهم تحديداً وقد يكون البعض منهم له مآرب محددة".
ويرى جمعة أن استمرار الأمور على هذا النحو سيكون له تأثير أكيد على العلاقة المصرية الأمريكية في المرحلة المقبلة. واستشهد جمعة في هذا الصدد بتصريح الرئيس الأمريكي الأخير والذي قال فيه إن مصر ليست دولة حليفة وليست عدوة كذلك للولايات المتحدة. وقد أتى هذا التصريح تزامننا مع ما يحدث من أحداث ومع بدايات حكم التيار الإسلامي بعد سنوات من الوئام بين الإدارة الأمريكية ونظام مبارك قبل الثورة. واختتم جمعة الحديث مع DWعربية بتسجيل رفضه الاعتداء على السفارات لكنه يرى عذراً للدولة في عدم السيطرة على الوضع، ويوضح قائلاً: "الدولة لازالت في مرحلة انتقالية وأجهزة الأمن ليست في قوتها بعد، لكن ذلك قد يشهد تحسناً في الأشهر القادمة".
"الجانبان تفهما الوضع وهناك تربص بمرسي"


على الجانب الآخر، يرى مجدي قطب، المحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة ذا إيجيبشن جازيت، أن الجانبين المصري والأمريكي قد تفهما الوضع بشكل مقبول وتصرفا بشكل جيد ومسؤول. وبخصوص تصريح الرئيس الأمريكي المذكور مسبقاً، يقول قطب لـDWعربية: "ذلك هو الوضع الذي نريده، فمصر دائماً ما تحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع". ويرى قطب أن على الغرب أن يتفهم أن مصر ليست من دعاة الحرب لكنها يجب أن تبني علاقاتها على المصالح المشتركة ولا تكون على حساب كرامتها وكرامة أبنائها، ويضيف: "لا ننكر أن أمريكا هي الدولة العظمى والقوة الأكبر في العالم، لكن يجب عليها أن تفهم أن مسألة الكرامة أهم لدينا من الحياة نفسها".
أما بخصوص ما إذا كانت الأحداث القائمة تهدف لوضع الرئيس الجديد في موقف محرج داخلياً وخارجياً أمام الإدارة الأمريكية، فلا يستبعد قطب ضلوع البعض في ذلك. ويقول قطب لـDWعربية: "هناك تربص بالرئيس مرسي ولازالت هناك قله مواليه للنظام السابق في كل المجالات تسعى للحفاظ على مصالحها". وعبر قطب في حديثه لـDWعربية عن رفضه لاستخدام العنف معتبراً أنه يضيع الحقوق – على حد تعبيره. كما يراه نتيجة لما يسعى إليه بعض أعداء الربيع العربي لاستدراج واستفزاز المسلمين، فيما يرى قطب أن من حق الجميع التظاهر سلميا دون الاعتداء على الممتلكات خاصة السفارة والتي هي في حماية مصر.
الأحداث الجارية غير مؤثرة على وضع مرسي داخلياً أو خارجياً

حمدي السيد: "التظاهرات غير السلمية عمل فردي كما الفيلم المسيء"
ويعتقد حمدي السيد، مستشار الأمن القومي الأسبق بسفارة مصر بواشنطن أن تلك الأحداث لن تؤثر على الرئيس مرسي داخليا ولا حتى في علاقته بالبيت الأبيض. ويفند السيد مفردات هذا الاعتقاد في نقاط فيقول لـDWعربية: "أولاً، الرئيس قام بما يجب أن يقوم به رئيس دولة تمر بمرحلة انتقالية فأدان عرض الفيلم وكذلك المظاهرات غير السلمية كما تعهد بحماية المنشآت والسفارات الأجنبية بمصر". وأضاف السيد: "ثانياً، إذا كان بعض المتظاهرين يريدون إحراج مرسي للاعتذار عن زيارته المرتقبة للولايات المتحدة، فهذا أمر غير وارد في تقديري. كما لن تتسبب هذه المظاهرات في إحراجه أمام الإدارة الأمريكية ولن تؤثر على علاقتهما".
ويشرح السيد رؤيته للوضع والعلاقة المستقبلية بين نظام مرسي والبيت الأبيض قائلاً: "يحكم السياسة الخارجية الأمريكية مصالحها الإستراتيجية وفي هذا الإطار تتعامل وتتعاون مع المؤيد لسياستها بشكل مباشر وكذلك الغير مؤيد لكن بشكل غير مباشر". ويضيف السيد: هذا التعاون الغير مباشر يكون خلال القنوات الغير معلنة أبرزها أجهزة المخابرات". ويرى السيد أن الإدارة الأمريكية ستقدر مشاعر المسلمين ولن تغامر بتوسيع دائرة الخلاف مع مصر حفاظاً على مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط "خاصة وأن علاقتها متوترة مع إيران". وعلى الجانب الآخر، يعتقد السيد أن مرسي سيسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة حفاظاً على مصالح مصر وضماناً لدورها المحوري في المنطقة. وشدد السيد في نهاية حديثه لـDWعربية على كون التظاهرات غير السلمية عمل فردي كما الفيلم المسيء مؤكداً مرة أخرى أنها لن تكون ذات تأثير على وضع الرئيس المصري داخلياً أو خارجياً.
تاريخ 15.09.2012
الكاتب أحمد حمدي - القاهرة
المحرر سمر كرم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer