September 17th, 2012 9:41 am
ليكن واضحًا أنه لا إصلاح سياسيا أو اقتصاديا دون إصلاح دينى.
والنبى لو قعدنا مئة عام فلن نتقدم على أى مستوى فى الحرية السياسية والديمقراطية كما لن نخطو ناحية أى تطور اقتصادى يغيّر حياة الناس ويُحسّن ظروفهم ويؤمّن مستقبلهم ما دام الشعب يعانى من هذا التضليل الدينى، وما دام يتحكم فى العقل المصرى متطرفو وظلاميو العقول من الدعاة والوعّاظ ومتى استمرت سيطرة الفهم المظهرى القشرى الوهابى على مناحى حياتنا.
شوف ومن الآخر، المصريون يعانون من انحدار مستوى ثقافتهم الدينية بشكل مذهل.
أولا: لطبيعة الانهيار الثقافى والتعليمى الذى تعيشه مصر منذ سنوات طويلة.
ثانيا: لأن الشعب المصرى لا يقرأ، فى فضيحة حضارية نحاول أن نداريها عن أنفسنا خجلًا.
ثالثا: لأن المواطن يحصل على خمسة وتسعين فى المئة من معلوماته الدينية شفويًّا، سواء من الوالد والوالدة، وحالهما لا يفرق كثيرًا عن أبنائهما، أو من الأصدقاء أو من خطب الجمعة أو من برامج الفضائيات أو صوتيات النت ومقاطع «يوتيوب».
رابعا: لأن الناس متربية على الحفظ والصَّمّ، فلا تفكّر ولا تناقش ولا تنقد ولا تنقض.
خامسا: لأن المواطن لم يتم تدريبه ولا تعليمه كيفية تحصيل المعلومات وتفنيدها والاستدلال والاستخلاص لنتائج، والتصرف بأولويات، ومن هنا كانت مصيبتنا سوداء، مثلًا بعد الثورة أن الشباب الذى راهن كثيرون عليه تصرّف بحماقة فى أحيان كثيرة وانساق وراءه حمقى كبار، فكانت النتيجة هى الخلاف الحالى بين أن الثورة فشلت أم أن الثورة لم تكتمل.
سادسا: لأننا ربّينا عيالنا على المذاكرة فى الملخّصات والأسئلة النموذجية ونماذج الامتحانات، وعلى معرفة دينهم من الأحاديث التى تضعها الجماعات الإسلامية فى هامش صفحة المذكّرات أو فى الإجابة عن سؤال تليفونى فى برنامج دينى أو درس جامع بعد الصلاة.
سابعا: لأن هناك مخططًا منذ السبعينيات من القرن الماضى، شارك فيه نظام السادات والجماعة الإسلامية فى الجامعات والمخابرات الأمريكية والسعودية لنشر ودعم وتجذير الفهم السلفى المتشدد والقشرى للدين فى المجتمع المصرى (للاطلاع على زاوية من هذا المخطط، اقرأ مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح مشغلًا ضميرك) وتم إنفاق مئات الملايين على هذا المخطط، وقد نجح نجاحًا باهرًا فى الحقيقة.
الآن يسيطر على العقل المصرى نوعان من التدين:
نوع أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، وهو لا يعبر عن نفسه فى العنف البدنى وإن كان موجودًا، بل فى العنف الفكرى حيث التكفير وإباحة الدم.
ونوع يجمع بين عنف بن لادن الفكرى من التكفير واستحلال القتل دون أن يعلن ذلك صراحة إلا وقت اللزوم وحين تنفلت أعصابه، وبين التركيز على اختصار الإسلام فى النقاب والحجاب واللحية والسواك وانغلاق العقل عن السماحة والانفتاح والتفكير النقدى مع إعلاء السمع والطاعة ووصم المختلفين معه بالخروج عن الملّة مع سيول من البذاءات والسفالات والزبالات.
هذا الفهم للدين يمكن أن يقف أمام أى إصلاح سياسى بإطلاق فتوى أو رمى شخصيات مؤهّلة لتطوير البلد باتهامات تشوهها وتشوّش عليها، ويمكن أن تعطل مسيرة أى إصلاح سياسى بإغلاق باب الحرية وضرب منافذ الأمل فى التغيير وتسميم أجواء الإصلاح بالتحريم والتكفير وكسب المعارك الانتخابية فى مواجهة المصلحين عن طريق غسل العقول وتكفير الخصوم، وهى كذلك قادرة على ضرب أى إصلاح اقتصادى لو استخدمت أسلحتها ضده من فتاوى تحرّمه وجمهور تحرّكه ومجتمع تخوّفه.. وابقى قابلنى!
لن نتقدم إلا بإصلاح دينى، ونموذج اختطاف التيار الإخوانى والسلفى لثورة خمسة وعشرين يناير نموذج واضح جدًّا على أن أى جهود محكوم عليها بالفشل لو لم تبدأ بالإصلاح الدينى.
لا الإصلاح السياسى ولا الإصلاح الاقتصادى، بل هو الإصلاح الثالث.
غير كده التطرف يكسب.
والنبى لو قعدنا مئة عام فلن نتقدم على أى مستوى فى الحرية السياسية والديمقراطية كما لن نخطو ناحية أى تطور اقتصادى يغيّر حياة الناس ويُحسّن ظروفهم ويؤمّن مستقبلهم ما دام الشعب يعانى من هذا التضليل الدينى، وما دام يتحكم فى العقل المصرى متطرفو وظلاميو العقول من الدعاة والوعّاظ ومتى استمرت سيطرة الفهم المظهرى القشرى الوهابى على مناحى حياتنا.
شوف ومن الآخر، المصريون يعانون من انحدار مستوى ثقافتهم الدينية بشكل مذهل.
أولا: لطبيعة الانهيار الثقافى والتعليمى الذى تعيشه مصر منذ سنوات طويلة.
ثانيا: لأن الشعب المصرى لا يقرأ، فى فضيحة حضارية نحاول أن نداريها عن أنفسنا خجلًا.
ثالثا: لأن المواطن يحصل على خمسة وتسعين فى المئة من معلوماته الدينية شفويًّا، سواء من الوالد والوالدة، وحالهما لا يفرق كثيرًا عن أبنائهما، أو من الأصدقاء أو من خطب الجمعة أو من برامج الفضائيات أو صوتيات النت ومقاطع «يوتيوب».
رابعا: لأن الناس متربية على الحفظ والصَّمّ، فلا تفكّر ولا تناقش ولا تنقد ولا تنقض.
خامسا: لأن المواطن لم يتم تدريبه ولا تعليمه كيفية تحصيل المعلومات وتفنيدها والاستدلال والاستخلاص لنتائج، والتصرف بأولويات، ومن هنا كانت مصيبتنا سوداء، مثلًا بعد الثورة أن الشباب الذى راهن كثيرون عليه تصرّف بحماقة فى أحيان كثيرة وانساق وراءه حمقى كبار، فكانت النتيجة هى الخلاف الحالى بين أن الثورة فشلت أم أن الثورة لم تكتمل.
سادسا: لأننا ربّينا عيالنا على المذاكرة فى الملخّصات والأسئلة النموذجية ونماذج الامتحانات، وعلى معرفة دينهم من الأحاديث التى تضعها الجماعات الإسلامية فى هامش صفحة المذكّرات أو فى الإجابة عن سؤال تليفونى فى برنامج دينى أو درس جامع بعد الصلاة.
سابعا: لأن هناك مخططًا منذ السبعينيات من القرن الماضى، شارك فيه نظام السادات والجماعة الإسلامية فى الجامعات والمخابرات الأمريكية والسعودية لنشر ودعم وتجذير الفهم السلفى المتشدد والقشرى للدين فى المجتمع المصرى (للاطلاع على زاوية من هذا المخطط، اقرأ مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح مشغلًا ضميرك) وتم إنفاق مئات الملايين على هذا المخطط، وقد نجح نجاحًا باهرًا فى الحقيقة.
الآن يسيطر على العقل المصرى نوعان من التدين:
نوع أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، وهو لا يعبر عن نفسه فى العنف البدنى وإن كان موجودًا، بل فى العنف الفكرى حيث التكفير وإباحة الدم.
ونوع يجمع بين عنف بن لادن الفكرى من التكفير واستحلال القتل دون أن يعلن ذلك صراحة إلا وقت اللزوم وحين تنفلت أعصابه، وبين التركيز على اختصار الإسلام فى النقاب والحجاب واللحية والسواك وانغلاق العقل عن السماحة والانفتاح والتفكير النقدى مع إعلاء السمع والطاعة ووصم المختلفين معه بالخروج عن الملّة مع سيول من البذاءات والسفالات والزبالات.
هذا الفهم للدين يمكن أن يقف أمام أى إصلاح سياسى بإطلاق فتوى أو رمى شخصيات مؤهّلة لتطوير البلد باتهامات تشوهها وتشوّش عليها، ويمكن أن تعطل مسيرة أى إصلاح سياسى بإغلاق باب الحرية وضرب منافذ الأمل فى التغيير وتسميم أجواء الإصلاح بالتحريم والتكفير وكسب المعارك الانتخابية فى مواجهة المصلحين عن طريق غسل العقول وتكفير الخصوم، وهى كذلك قادرة على ضرب أى إصلاح اقتصادى لو استخدمت أسلحتها ضده من فتاوى تحرّمه وجمهور تحرّكه ومجتمع تخوّفه.. وابقى قابلنى!
لن نتقدم إلا بإصلاح دينى، ونموذج اختطاف التيار الإخوانى والسلفى لثورة خمسة وعشرين يناير نموذج واضح جدًّا على أن أى جهود محكوم عليها بالفشل لو لم تبدأ بالإصلاح الدينى.
لا الإصلاح السياسى ولا الإصلاح الاقتصادى، بل هو الإصلاح الثالث.
غير كده التطرف يكسب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات