September 18th, 2012 10:02 am
ليس كل ما يأتى من الغرب لا يسرّ القلب.. ليس كله عدوانا و«إساءات»
وعنصرية مقيتة، وإنما المقيت فعلا تلك الذهنية الكسيحة المظلمة المهيمنة
حاليا على مقدَّراتنا ومن فرط ضحالتها وغباوتها تستسهل الهروب إلى التعميم،
وتنظر إلى الدنيا والمجتمعات الإنسانية وكأنها زحام من كتل صماء لا تعرف
التنوع والتباين والاختلاف، بل والتناقض أيضا، تماما كمجتمعاتنا التى تشغى
بالصالح والطالح، والحمار والفالح، والعالم والجاهل.
وإلى قطعان الجهلة بؤساء العقل وفقراء الحس الإنسانى أزفّ إليهم جميعا نبأ (أظن أن أغلب وسائل إعلامنا المشغولة بأنشطة فضيلة الشيخ مرسى وسفرياته وغزواته اليومية للزوايا والجوامع، لن تهتم به) قيام الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أمس بقيادة حفل مهيب لافتتاح جناح «فنون الإسلام» بمتحف اللوفر الباريسى المعدود ضمن أهم وأكبر وأشهر المتاحف فى العالم.
هذا الجناح الذى تعود فكرته إلى الرئيس الفرنسى الراحل (وعميق الثقافة) فرانسوا ميتران ليس مجرد زاوية فى المتحف الهائل الذى يصافح صفحة نهر السين فى قلب باريس، وإنما هو قسم جديد ومستقل أُضيف إلى الأقسام السبعة القديمة، وقد خُصِّص له مبنى حديث بديع مكون من طابقين غاطسين تحت أرض إحدى باحات المتحف العتيد (باحة فيسكونتى) وتكلف المبنى 100 مليون يورو (نحو 800 مليون جنيه مصرى) واشترك فى وضع تصميماته التى استغرق تشييدها 4 سنوات كاملة، ثلاثة من أكبر المبدعين المعاصرين فى فن العمارة: ماريو بللينى، ورودى ريتشيوتى، ورونو بيارد.
ورغم الطابع فائق الحداثة للمبنى فإنه (كشقيقه الذى يحاكى بالزجاج صورة الهرم المصرى ويزين منذ 23 عاما مدخل وباحة «اللوفر» الرئيسية) جرى تصميمه الجمالى وإبداع تكوينه الهندسى، بحيث لا تخاصم عصريته ولا تقطع حداثته الصلة بكنوز التراث الذى يحتويه بين جنباته.. على الأقل هذا ما ينطق به الغطاء الذى يحمى ويحلّى الفجوة الأرضية المشيَّد فيها، فقد صُنع على شكل يوحى للناظر إليه من بعيد وكأنه «بساط الريح» الراقد فى حواديتنا وحكاياتنا الأسطورية، لكن هذا البساط العصرى عبارة عن لوح هائل من الألياف الصناعية الشفافة يتموج فى الفراغ مزنرًّا ومستندا إلى شبكة معدنية تتألق باللونين الذهبى والفضى.
إذن، هو يكاد يكون كيانا متحفيا متفردا ومستقلا بذاته، فقط هو فى «حضن اللوفر» الذى أمده بثروة عظيمة قوامها 15 ألف قطعة أثرية وفنية، ينافس بعضها بعضا فى الثراء والجمال، وظل أغلبها عقودا من الزمن يعانى ويشكو الظلام وبرودة أقبية المخازن، كما تمكن مدير المتحف الأم (هنرى لوريت) أن يستعير لمولده الجديد من متاحف فرنسية عدة ما يقارب ثلاثة آلاف قطعة زخرفية وفنية أخرى، ستبقى دائما معروضة مع باقى ذخائر «فنون الإسلام».
أما لماذا أصر القائمون على هذا المشروع على أن يسموه جناح «فنون الإسلام» وليس «الفنون الإسلامية» مثلا؟ فالإجابة قالتها مديرته، السيدة «صوفى ماكاريو»: نريد أن نُظهر الإسلام بعظمته الحقيقية، فكلمة «إسلام» فى اللغة الفرنسية تشير إلى معنيين: «دينى» و«حضارى» معا، أما مصطلح «إسلامى» فيحمل مدلولا دينيا وعقائديا فحسب، لهذا فمسمى «فنون الإسلام» يبدو أكثر دقة وملاءمة لماهية هذا الجناح الذى يجمع مقتنيات وتحفًا تنتمى إلى حضارة ضخمة استطالت مدة 12 قرنا من الزمان وتمدد نفوذها على المساحة من الهند إلى إسبانيا، وطوت تحت عباءتها ثقافات شتى وشعوبا مختلفة لم تكن كلها مسلمة الديانة، لكنها انخرطت فى مسيرة التحضر والإبداع التى أطلقها المسلمون.. هدفنا ليس التركيز على الدائرة العقائدية والدينية، وإنما الغرض أن نعطى «الإسلام» العظمة التى يستحقها ولا نترك سمعته للمتعصبين والمتطرفين.
هكذا قالت السيدة الفرنسية، فهل يفقه ويفهم المعوقون روحيا وعقليا الذين ينسبون بلاويهم إلى الدين الحنيف؟! أظن ذلك يشبه عشم إبليس فى الجنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإلى قطعان الجهلة بؤساء العقل وفقراء الحس الإنسانى أزفّ إليهم جميعا نبأ (أظن أن أغلب وسائل إعلامنا المشغولة بأنشطة فضيلة الشيخ مرسى وسفرياته وغزواته اليومية للزوايا والجوامع، لن تهتم به) قيام الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أمس بقيادة حفل مهيب لافتتاح جناح «فنون الإسلام» بمتحف اللوفر الباريسى المعدود ضمن أهم وأكبر وأشهر المتاحف فى العالم.
هذا الجناح الذى تعود فكرته إلى الرئيس الفرنسى الراحل (وعميق الثقافة) فرانسوا ميتران ليس مجرد زاوية فى المتحف الهائل الذى يصافح صفحة نهر السين فى قلب باريس، وإنما هو قسم جديد ومستقل أُضيف إلى الأقسام السبعة القديمة، وقد خُصِّص له مبنى حديث بديع مكون من طابقين غاطسين تحت أرض إحدى باحات المتحف العتيد (باحة فيسكونتى) وتكلف المبنى 100 مليون يورو (نحو 800 مليون جنيه مصرى) واشترك فى وضع تصميماته التى استغرق تشييدها 4 سنوات كاملة، ثلاثة من أكبر المبدعين المعاصرين فى فن العمارة: ماريو بللينى، ورودى ريتشيوتى، ورونو بيارد.
ورغم الطابع فائق الحداثة للمبنى فإنه (كشقيقه الذى يحاكى بالزجاج صورة الهرم المصرى ويزين منذ 23 عاما مدخل وباحة «اللوفر» الرئيسية) جرى تصميمه الجمالى وإبداع تكوينه الهندسى، بحيث لا تخاصم عصريته ولا تقطع حداثته الصلة بكنوز التراث الذى يحتويه بين جنباته.. على الأقل هذا ما ينطق به الغطاء الذى يحمى ويحلّى الفجوة الأرضية المشيَّد فيها، فقد صُنع على شكل يوحى للناظر إليه من بعيد وكأنه «بساط الريح» الراقد فى حواديتنا وحكاياتنا الأسطورية، لكن هذا البساط العصرى عبارة عن لوح هائل من الألياف الصناعية الشفافة يتموج فى الفراغ مزنرًّا ومستندا إلى شبكة معدنية تتألق باللونين الذهبى والفضى.
إذن، هو يكاد يكون كيانا متحفيا متفردا ومستقلا بذاته، فقط هو فى «حضن اللوفر» الذى أمده بثروة عظيمة قوامها 15 ألف قطعة أثرية وفنية، ينافس بعضها بعضا فى الثراء والجمال، وظل أغلبها عقودا من الزمن يعانى ويشكو الظلام وبرودة أقبية المخازن، كما تمكن مدير المتحف الأم (هنرى لوريت) أن يستعير لمولده الجديد من متاحف فرنسية عدة ما يقارب ثلاثة آلاف قطعة زخرفية وفنية أخرى، ستبقى دائما معروضة مع باقى ذخائر «فنون الإسلام».
أما لماذا أصر القائمون على هذا المشروع على أن يسموه جناح «فنون الإسلام» وليس «الفنون الإسلامية» مثلا؟ فالإجابة قالتها مديرته، السيدة «صوفى ماكاريو»: نريد أن نُظهر الإسلام بعظمته الحقيقية، فكلمة «إسلام» فى اللغة الفرنسية تشير إلى معنيين: «دينى» و«حضارى» معا، أما مصطلح «إسلامى» فيحمل مدلولا دينيا وعقائديا فحسب، لهذا فمسمى «فنون الإسلام» يبدو أكثر دقة وملاءمة لماهية هذا الجناح الذى يجمع مقتنيات وتحفًا تنتمى إلى حضارة ضخمة استطالت مدة 12 قرنا من الزمان وتمدد نفوذها على المساحة من الهند إلى إسبانيا، وطوت تحت عباءتها ثقافات شتى وشعوبا مختلفة لم تكن كلها مسلمة الديانة، لكنها انخرطت فى مسيرة التحضر والإبداع التى أطلقها المسلمون.. هدفنا ليس التركيز على الدائرة العقائدية والدينية، وإنما الغرض أن نعطى «الإسلام» العظمة التى يستحقها ولا نترك سمعته للمتعصبين والمتطرفين.
هكذا قالت السيدة الفرنسية، فهل يفقه ويفهم المعوقون روحيا وعقليا الذين ينسبون بلاويهم إلى الدين الحنيف؟! أظن ذلك يشبه عشم إبليس فى الجنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات