يهدد تشدد الأطراف في البحرين ودعم دول الخليج العربي، وخصوصا العربية السعودية، لأسرة آل خليفة السنية خوفا من النفوذ الإيراني وتجاهل الولايات المتحدة لما يجري في المملكة، البحرين بالانزلاق نحو العنف.
أ ف ب (نص)
تتعاظم في البحرين التي تستضيف سباق الفورمولا واحد،
مخاطر الانزلاق نحو العنف مع تصعيد المعارضة احتجاجاتها ورفض السلطة تقديم
تنازلات حقيقية، وذلك في خضم احتدام الصراع الاقليمي الطائفي والسياسي.
وتحظى اسرة آل خليفة السنية الحاكمة بدعم شركائها الخليجيين، وخصوصا
السعودية، وبغض طرف الولايات المتحدة عن الاحتجاجات الشيعية في هذه المملكة
الصغيرة التي تؤوي مقر الاسطول الاميركي الخامس.ويعزز هذان العاملان واقع الافق المسدود بحسب المراقبين.
واتخذت الاحتجاجات طابعا اكثر عنفا في الفترة الاخيرة مع اقتراب موعد سباق الفورمولا واحد الذي ينظم الاحد وتسبقه التجارب الحرة والرسمية الجمعة والسبت.
وقال يوست هيلترمان من مجموعة الازمات الدولية التي اصدرت مؤخرا تقريرا وصفت فيه السباق بانه "قنبلة موقوتة" لتأجيج العنف في البحرين، "هناك تصعيد واضح".
وبحسب منظمة العفو الدولية، قتل 60 شخصا في البحرين منذ بدء الاحتجاجات التي قادتها الغالبية الشيعية المطالبة بالتغيير في شباط/فبراير 2011.
وخلصت لجنة تقصي حقائق مستقلة الى ان 35 شخصا قتلوا خلال الاحتجاجات في شباط/فبراير واذار/مارس 2011، كما قالت ان السلطات استخدمت القوة المفرطة ومارست التعذيب.
وقال هيلترمان ان "الطريق المسدود سياسيا مستمر"، مشيرا الى ان السلطات "تتجنب تطبيق التوصيات الاساسية لتقرير" لجنة تقصي الحقائق وخصوصا في مجال الاصلاحات السياسية.
الا انه شدد على ان للازمة في البحرين ابعادا اقليمية.
وفي خلفية ازمة البحرين، ترى القوى الاقليمية السنية، وخصوصا السعودية، ان اي انتصار للمعارضة الشيعية يحسب في ميزان القوى لمصلحة الخصم الاقليمي ايران ويغير التوازن القائم.
وارسلت دول الخليج وعلى رأسها السعودية في اذار/مارس 2011 قوات الى البحرين لحماية المنشآت الحيوية والسماح لقوات الامن البحرينية بالتركيز على وضع حد للاحتجاجات.
اما واشنطن فقد اكتفت بتنديد خجول بقمع التظاهرات في هذا البلد الذي يفترض ان يلعب دورا اساسيا في حال وقوع حرب مع ايران.
وقال هيلترمان ان "الولايات المتحدة لا تريد اغراق السفينة لان البحرين تشكل عنصرا اساسيا في منظومتها لامن الخليج"، اما السعوديون "فهم يمسكون بالبحرين من الخاصرة الاقتصادية الضعيفة".
وتعد السعودية سندا مهما للبحرين التي اضمحلت مواردها النفطية.
وقالت الباحثة في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية الهام فخرو "تبدو البحرين اليوم مسرحا" للمواجهة بين السعودية وايران، كما ان البحرين "حليفة استراتيجية للقوى الغربية".
والبعد الطائفي للازمة البحرينية يبدو العائق الاكبر امام تحقيق الاصلاحات التي تطالب بها المعارضة، وخصوصا رحيل رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان الذي يشغل منصبه منذ اكثر من 40 سنة.
وتعزز الازمة في البحرين مخاوف دول الخليج من انتفاضة شيعية تعطي ايران موطئ قدم في المنطقة.
وتعاملت السلطات السعودية بدورها مع احتجاجات شيعية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والتي ترتبط بالبحرين بجسر.
وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينغز في الدوحة ان "المخاوف هي قبل كل شيء ذات طابع طائفي".
وحذر شيخ من ان الحائط المسدود قد يساهم في "تشدد الشباب الشيعة والسنة"، مشيرا الى ان الاسرة الحاكمة في البحرين مقسومة "بين متشددين ومعتدلين"، ويعد الملك حمد بن عيسى ونجله ولي العهد الامير سلمان من المعتدلين، بينما يعد رئيس الوزراء من المتشددين.
اما الخبير في شؤون البحرين مايكل شميدماير، فيرى ان السعوديين هم "عائق" امام ما يراه البعض مساع من قبل الملك حمد للتسوية مع المعارضة.
وبحسب شميدماير، فان المملكة "تتجه نحو انتفاضة جديدة ... وقد تكون هذه الانتفاضة بدأت".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات