لأن «الضرورات تبيح المحظورات» لم تجد بنات «أبوإسماعيل»
حرجا فى النوم داخل خيام ميدان التحرير، منذ بدء جمعة تقرير المصير وحتى
الآن، خاصة أنهن يعتصمن اعتصاما شرعيا على الطريقة «السلفية».
الفرق بين المعتصمات السلفيات والمعتصمات «العاديات» - على حد
وصفهن - يجعل الحكم الشرعى للاعتصام مختلفا تماما، فكما تقول آلاء أحمد،
إحدى بنات «أبوإسماعيل»، الاعتصام بصحبة المحرم وتحت حماية الرجال
المتدينين يجعله أكثر شرعية من اعتصام الثوريات اللواتى يبتن بمفردهن فى
الخيام، فالمقارنة بين السلفيات والعاديات من وجهة نظر «آلاء» جاءت فى صالح
بنات «أبوإسماعيل» بدليل الصور، تقول «آلاء»: «شوفى صور هؤلاء وهؤلاء..
نحن نذهب بأزواجنا ويحمينا الرجال.. على عكس ما كنا نراه فى صور معتصمات
الثورة و المناظر اللى كنا بنشوفها».
علاوة على اعتصامهن مع المحارم، تفضل بعضهن النوم بالنقاب لمزيد من التأمين، تؤكد «آلاء»: «المنتقبة بتنام زى ما هى».
تؤمن بنات «أبوإسماعيل» بأن خروجهن واعتصامهن أمر عارض، ربما
يكون خارجا عن القاعدة الأساسية التى يؤمنّ بها استشهادا بالآية الكريمة
«وقرن فى بيوتكن»، لكنه ضرورة لحماية الوطن، ولذلك أضاف الرجال لأنفسهم
مهمة عارضة أيضا، وهى السهر ليلا حول الخيام التى يبتن فيها. أم بلال التى
مزجت زيها الإسلامى بشعارات ثورية ووضعت صورة «أبوإسماعيل» على عباءتها،
ترى فرقا واضحا بينها كمعتصمة فى الميدان، وبين الثوريات المتحررات اللواتى
اعتصمن وقت الثورة، وتوضحه: «هناك فرق بيننا.. نحن تحركنا العقيدة ولا
نتصرف هباء.. نتبع علماء نثق فيهم ومادام معنا محارمنا إيه المشكلة؟».
دور المحارم بالنسبة للمعتصمات من بنات «أبوإسماعيل» لا ينتهى
بطلوع النهار، فحماية لهن يطوق السلفيون نساءهم أثناء المسيرات، كما يعتلى
بعضهم المنصات ليعلنوا عن التعليمات الواجب اتباعها من المعتصمين
والمتظاهرين، التى كان آخرها «لا تتكلموا مع أحد وإذا خاطبوكم قولوا لهم لن
نتكلم.. هذا كلام الشرع».
وهو ما نفذته النساء فور تلقيه، فبمجرد سماع تلك الكلمات، أعرضن عن الحديث مع الصحافة وقلن «آسفين مش بنتكلم مع حد
فى كدة فى الدنياااااااااااااا
ردحذف