ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن وثائق عثر عليها في ليبيا كشفت عن تعاون وثيق بين وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) ونظام القذافي. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت (03 أيلول / سبتمبر) أن الـ (سي آي إيه) أرسلت ثماني مرات أشخاصا مشتبها في صلتهم بالإرهاب لاستجوابهم في ليبيا "المعروفة بممارسات التعذيب".
وأضافت الصحيفة استنادا إلى الوثائق التي تم العثور عليها عقب سقوط العاصمة طرابلس في يد الثوار والتي يرجع تاريخ معظمها إلى ما بين عام 2002 و 2007 ، أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم آي 6" تعاون أيضا مع القذافي وتتبع أرقاما هاتفية لصالح النظام الليبي. وجاء في تقرير الصحيفة أن هذا التعاون صار مكثفا بشكل أكبر مما كان معروفا من قبل، بعد عام 2004، أي بعدما تخلى نظام القذافي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل. وأضافت الصحيفة أن هناك أيضا وثائق تفيد بأن الولايات المتحدة صاغت للقذافي نص خطاب يدور حول تخلي ليبيا عن أسلحة الدمار الشامل ويجعله يظهر بصورة إيجابية. يذكر أن القذافي مهد الطريق للتقرب من الغرب بتخليه عن أسلحة الدمار الشامل عام 2004 . وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه لم يتم فحص مدى صحة هذه الوثائق، إلا أنها ذكرت أن هناك معلومات تؤكد صحتها.
التعاون في استجواب المشتبهين بالارهاب
موسى كوسا رئيس المخابرات ووزير الخارجية السابق.. مهندس تعاون الاستخبارات الامريكية والبريطانية مع نظام القذافيوذكرت الصحيفة أنه كانت هناك معلومات سابقة بوجود تعاون بين الاستخبارات الأمريكية وليبيا، إلا أنها لم تكن بهذا التفصيل وهذا الحجم. وتابعت الصحيفة أن الـ (سي آي إيه) والخارجية البريطانية امتنعتا عن التعليق على تلك الوثائق. وقالت متحدثة باسم الـ (سي.آي.إيه)، جنيفر يونغبلاد ، في تصريحات للصحيفة: "ليس من المفاجئ أن وكالة الاستخبارات الأميركية تتعاون مع حكومات أجنبية للمساعدة في حماية بلدنا من الإرهاب وتهديدات مميتة أخرى".
وفي سياق متصل تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن اتصال وثيق بين الـ (سي آي إيه) والنظام الليبي خلال فترة رئاسة جورج بوش. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت ترسل أشخاصا مشتبها في صلتهم بالإرهاب للاستجواب في ليبيا وكانت تقترح على المحققين هناك الأسئلة التي من المفترض أن تطرح خلال الاستجواب. ووفقا لتقرير "نيويورك تايمز"، يوجد في إحدى الوثائق قائمة بـ89 سؤلا.
وفي لندن ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية الصادرة اليوم، أنه كانت هناك علاقات وثيقة بين الحكومتين الأميركية والبريطانية ونظام القذافي. وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم آي 6" أعطى ليبيا معلومات عن معارضين ليبيين منفيين في بريطانيا. وجاء في تقرير الصحيفة أن تلك الوثائق عثر عليها في المكاتب الخاصة لرئيس الاستخبارات الليبي الأسبق موسى كوسا. يذكر أن موسى، الذي كان عمل مؤخرا كوزير خارجية ليبيا، فر إلى لندن في آذار/مارس الماضي عقب اندلاع الثورة في ليبيا. وجاء في تقرير "إندبندنت" أن الوثائق تطرح أسئلة حول علاقة كوسا بالحكومة البريطانية. وذكرت الصحيفة أن هناك علاقات وثيقة بين كوسا، المتهم بانتهاكات حقوق الإنسان، ونظرائه البريطانيين، مضيفة أنه كان يتم تبادل الهدايا بينهم بشكل منتظم.
(ع.ج/ أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات