الأقسام الرئيسية

رسالة من قلب أم إلى أبنائها الأبطال

. . ليست هناك تعليقات:

Sun, 11/09/2011 - 08:00

أعتقد أن أحداث مساء الجمعة قد أقلقتكم كما أقلقتنى. أكتب هذه الكلمات صباح السبت وأتوقع فى الساعات المقبلة مزيدا من التداعيات على هذه الأحداث الجسام. أدعو الله أن يلطف بنا، ويجنبنا المزيد من الفوضى، وأن يقينا شر العدو العاقل والصديق الجاهل. ما نحصده الآن هو ما زرعناه، حين نافق الكبار الصغار. ولم يجروا أن يقولوا كفى. لقد قمتم بالهدم فشكرا لكم، فدعونا نبدأ البناء.
على كل حال أترككم مع رسالة من قلب أم، فربما يتقبل ثوار التحرير نصيحة مغلفة بالمحبة من الأمهات. تقول د. سهير الزينى فى رسالتها: أبنائى، أقدر كل التقدير ثورتكم العظيمة، وإن كنت لم أساهم فيها إلا بأقل القليل نظرا لسنى المتقدمة وضعفى وشيبتى، ومثلى فى هذا كمثل الآلاف من أبناء وطنى الذين يعشقون مصرنا الحبيبة وحبسهم العذر عن المشاركة فى هذا الشرف العظيم.
أفخر بكل واحد منكم وبما أنجزتموه من أعمال جليلة فى أيام قلائل، بعد أن كُنتُ مُنكسة الرأس، خجلاً مما آلت إليه أحوال بلدى، ولا أملك إلا الحزن والصمت والدعاء!.
فها هم أبناء بلدى الأبطال، وقد نفد صبرهم وحلمهم، يهبّون بشجاعة ليُحدثوا فى بلدنا الحبيب من الإصلاحات والتغييرات الجذرية ما لم نكن نحلم بإنجاز أقل القليل منه منذ عدة أيام.
فبفضل الله وتوفيقه، ثم بفضل ثورتكم المباركة التى أذهلت العالم، يتطلّع شعبنا العظيم إلى غد أفضل، يسود فيه العدل والخير والسلام، والحرية وكرامة الإنسان، ونتخلص فيه إلى الأبد من الظلم والفساد والطغيان التى عانينا منها طويلا.
ولكن، أود أن ألفت أنظاركم إلى أنه آن الأوان لأن نقف وقفة تأمل فيما يحدث هذه الأيام! فلا يخفى عليكم أن واجبنا الأول الآن هو المحافظة على كل ما أنجزتموه. فلنقف يدا واحدة بكل حزم وحرص ضد أى محاولات لإجهاض ثورتكم وطمس روعتها ونصاعتها بأعمال تخريب وفوضى مفتعلة من قِبل قوى أجنبية أو داخلية من أعوان النظام السابق، من الحاقدين والمغرضين والمنتفعين، وكأنهم يهتفون بأعلى أصواتهم ليسمعوا العالم أجمع: «ألم يحذّر الرئيس السابق من شيوع مثل هذه الفوضى إذا رفع قبضته الحديدية عن شعبه وترك زمام الأمور لهم وهو (الديكتاتور الصالح) أو (الأب الحازم)، الذى وحده يفهم طبيعتهم ويعلم ما يصلح شؤونهم؟»
ألم يئنِ لنا أن ندرك مخططهم الخبيث الذى يرمى إلى تشويه صورة ثورتكم المشرقة التى أبهرت العالم، فاعتبرها مصدر إلهام للشعوب المقهورة فى عصرنا هذا، ورمزا يُحتذى به لثورة بيضاء ناصعة نظيفة قادرة على تحقيق كل أهدافها النبيلة دون إراقة قطرة دم واحدة؟
فلنساهم جميعا فى وقف ذلك المخطط الأسود الذى يرمى إلى إشاعة الفوضى والسلب والنهب والتفريق بين المواطنين وإشعال نيران الفتنة الطائفية والعيث فى الأرض فسادا من قِبل هؤلاء المفسدين، آملين ألا تقوم لوطننا الحبيب قائمة بعد سقوط ذلك النظام الفاسد!! إذن فليستأنف كل منا أعماله، ولنضاعف جهودنا لبناء ما تهدم وتعويض ما لحق بنا من خسائر.
ولذا، أهيب بكم يا شباب مصر الأبطال أن نضع ثقتنا فى قيادة جيشنا العظيم الذى وقف بجانبكم حتى حققتم هذا النصر المبين، ولنقدّر وقفته الشامخة، ولنقدر أنهم بشر ولا يستطيعون عمل المعجزات مهما أخلصوا النية أو أحسنوا العمل.
ولنتركهم يعملوا دون عراقيل، حتى يتسنى لهم الوصول بنا إلى بر الأمان، لتعود مصرنا الحبيبة شامخة حرة أبية تتبوأ مكانتها العالية بين الأمم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer