المستقبل - السبت 20 آب 2011 - العدد 4091 - شؤون عربية و دولية - صفحة 14
قصفت الطائرات الحربية التركية والمدفعية مواقع للمتمردين الأكراد في شمال العراق لليلة الثانية بعد ساعات من شن المتمردين هجمات على قوات الأمن جنوب شرق تركيا.
ويمثل التحرك التركي، وهو الأول ضد المتمردين المتحصنين في جبال شمال العراق منذ أكثر من عام، تصعيدا خطيرا في الصراع المستمر منذ 27 عاما بعد انهيار المحاولات للوصول الى تسوية من خلال التفاوض.
وقال الجيش التركي امس إن طائرات حربية هاجمت 28 هدفا لحزب العمال الكردستاني اول من امس الخميس في منطقة جبل قنديل وهاكورك وافاسين باسيان وزاب.
وقال بيان لهيئة الأركان "بالتنسيق مع العملية الجوية تم توجيه نيران مدفعية مكثفة الى 96 هدفا تم تحديدها في نفس المناطق... ستتواصل الأنشطة في مكافحة الإرهاب بحزم في الداخل والخارج."
وكان شاهد من رويترز قد ذكر في وقت سابق أن 12 طائرة حربية أقلعت في وقت متأخر اول من امس من قاعدة جوية في ديار بكر بجنوب شرق تركيا.
وجاءت الغارات الأخيرة بعد هجوم بالمدفعية على أهداف لحزب العمال الكردستاني ليل الأربعاء في رد من أنقرة على تصاعد نشاط المتمردين في الأشهر القليلة الماضية وكمين ليل اول امس قتل خلاله تسعة جنود.
وذكرت مصادر أمنية أن حزب العمال الكردستاني نفذ هجومين متزامنين ليل اول من امس في إقليم سيرت. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال بوصفه تنظيما إرهابيا.
وأطلق المتمردون القذائف من منصات لإطلاق الصواريخ والبنادق في هجوم على موقع للقوات شبه العسكرية في منطقة ايروه، مما أسفر عن مقتل ضابطين وإصابة أربعة جنود. وقتل اثنان من مقاتلي حزب العمال في الاشتباكات التي تلت هذا.
وفي منطقة برفاري القريبة، أصاب المتمردون أربعة مدنيين خلال هجمات مشابهة على منشآت عسكرية.
واشتبك المقاتلون ايضا مع قوات الأمن في إقليم تونجلي شرق البلاد اثناء ليل الخميس ـ الجمعة وقتل متمرد من حزب العمال وفقا لما ذكرته مصادر أمنية. ونقلت طائرات هليكوبتر تعزيزات عسكرية الى المنطقة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء الماضي "نفد صبرنا أخيرا. من لا ينأون بنفسهم عن الإرهاب سيدفعون الثمن."
وتشير تصريحات أردوغان والعملية الجوية التي تلتها الى الرجوع الى موقف متشدد في القتال الممتد منذ 27 عاما ضد المتمردين وإنهاء المحادثات السرية بين الحكومة وزعيم حزب العمال المسجون عبد الله اوجلان.
وبعد أن فاز اردوغان بالانتخابات البرلمانية في حزيران (يونيو) الماضي، تعهد المضي قدما في إصلاحات لمعالجة شكاوى الأقلية الكردية البالغ قوامها 12 مليون نسمة. وأدت موجة من هجمات الحزب الى تغير مفاجيء في اللهجة وزادت من احتمالات تصاعد الصراع.
ولم يتضح ما اذا كانت الغارات الجوية تأتي تمهيدا لتوغل للقوات البرية التي أرسلتها تركيا الى شمال العراق فيما مضى للتعامل مع مقاتلي الحزب.
وقتل اكثر من 40 ألف شخص في الصراع منذ حمل حزب العمال السلاح كي يحصل الأكراد على حكم ذاتي عام 1948 .
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مجلس الأمن القومي التركي أصدر بيانا عقب اجتماع الاول من امس قال فيه إنه سيتبنى قتالا "أكثر فاعلية وحاسما في المعركة ضد الإرهاب". ولم يذكر تفاصيل عن طبيعة هذه الإجراءات.
وندد رئيس برلمان إقليم كردستان العراق شبه المستقل بالعملية الجوية. وقال رئيس البرلمان كمال كركوكي "هذا انتهاك واضح لسيادة العراق. ندين بشدة القصف الذي تقوم به تركيا واي طرف آخر على أراض عراقية."
وجاءت العمليات العسكرية في ما يبدو ردا على هجوم شنه حزب العمال على قافلة عسكرية في جوكورجا في إقليم هاكاري جنوب شرق تركيا. وقالت قيادة الجيش التركي إن ثمانية جنود وفردا في ميليشيا لحراسة القرى تدعمها تركيا قتلوا في الهجوم.
وانتهت في أواخر تموز (يوليو) الماضي المحادثات التي كانت تجريها الدولة مع أوجلان ولم يتمكن محاموه من زيارته منذئذ في سجنه بجزيرة قرب اسطنبول. ومنعت محكمة تركية هذا الاسبوع أربعة محامين من تمثيله لمدة عام.
وتصف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية. (رويترز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات