| |||||||||
| |||||||||
حمل منفذ هجومي النرويج يوم الجمعة الماضي أندريس بريفيك بشدة على سياسة حزب العمال الحاكم، وقال إنه خيب آمال النرويج. وأقر بريفيك لدى مثوله أمام القاضي في أول جلسة استماع تعقد بشأن الهجومين اللذين خلفا 76 قتيلا وعشرات الجرحى، بأنه فعل فعلته لإنقاذ أوروبا من الإسلام على حد قوله، واتهم الحزب الحاكم بأنه جلب المسلمين بأعداد ضخمة إلى النرويج. وتراجع المتهم عن أقواله السابقة التي ذكر فيها أنه ارتكب المجزرة بمفرده، حيث قال أمام المحكمة إنه يعمل مع خليتين ضمن تنظيم. وقد قرر القاضي كيم هيغر حجز بريفيك انفراديا لمدة ثمانية أسابيع قابلة للتمديد استجابة لطلب الادعاء العام، كما قرر حرمانه من تلقي رسائل ومن الزيارات إلا من محاميه أثناء احتجازه. وأكد القاضي في مؤتمر صحفي أن اعترافات بريفيك تتطلب المزيد من التحقيق، وأن محاكمته قد تبدأ بعد عام من الآن.
وفي تطور ذي صلة طالبت اللجنة الأمنية المصغرة في بريطانيا أجهزة الأمن بالتحقيق في وجود صلات لبريفيك مع تنظيمات يمينية متطرفة معادية للإسلام في بريطانيا. ووفقا لتقارير صحفية بريطانية فإن منفذ عمليات القتل الأخيرة بالنرويج عضو في منظمة عنصرية يمينية متطرفة أسست بلندن، هدفها الرئيسي هو شن حرب صليبية ضد الإسلام. تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ضغوطا شديدة للتصدي للتنظيمات المتطرفة بحزم بعد أحداث النرويج. يذكر أن يريفيك نشر على موقعه على الإنترنت بيانا من 1500 صفحة قبيل تنفيذه للمذبحة، قال فيه إنه سيقوم بمهمة حددها بنفسه لإنقاذ أوروبا مما يعتبره تهديدا من الإسلام والمهاجرين والتعددية الثقافية. و قال جاير ليبستاد محامي الدفاع عن بريفيك إن الأخير رغب في أن تكون جلسة مثوله أمام القاضي الاثنين علنية، حتى يسمح له بنشر أفكاره في المجتمع النرويجي وفي أوروبا وأن يسمح له خلال الجلسة بارتداء بزة نظامية. وأشار مراسل الجزيرة في أوسلو عياش دراجي إلى أن البيان الذي نشره بريفيك على الإنترنت يكشف عن عدائه ليس للإسلام فقط، بل لكل حزب أو جماعة منفتحة بما فيها الحزب الحاكم في النرويج الذي يتهمه بالانفتاح على الآخرين.
وفيما يتعلق بالمواد التي استخدمها بريفيك لتنفيذ الهجومين، قالت وكالة الأمن الداخلي في بولندا إنه اشترى أسمدة كيماوية من شركة بولندية، "لكن كل مشترياته كانت قانونية تماما". وقال نائب رئيس وكالة الأمن الداخلي "طبقا لخبرائنا فإن المواد التي تم شراؤها من بولندا لم تكن أساسية لتصنيع قنبلة"، وأضاف "عند هذه المرحلة فإن المعلومات والمواد التي نمتلكها لا توضح أن العلاقات مع الإرهابي كانت غير تجارية"، مؤكدا أن مالك الشركة متعاون تماما مع السلطات في تحقيقاته، وأن الصفقة تمت عبر الإنترنت، وليس هناك دليل على أن بريفيك زار بولندا. وقفة حداد
وفي إطار ردود الأفعال المنددة بهجومي النرويج وصف حزب الله هذين الهجومين بالعمل الإرهابي المريع، وبريفيك بأنه مجرم متطرف يميني مؤيد للصهاينة. وقال الحزب في بيان له "هذه الجريمة الإرهابية الفظيعة تشكل دليلاً إضافياً على أن الثقافة التي تنطلق من العدو الصهيوني أو من الأفكار المؤيدة له متشبّعة بروح العنصرية لقادته، وتمثل الإرهاب الأخطر في العالم، ليس فقط على الفلسطينيين والعرب، بل أيضاً على الأوروبيين وغيرهم من الشعوب". وتوقف الحزب عند الموقف العالمي من هذا الاعتداء، "حيث تتعدد المعايير لدى المجتمع الدولي، وتتخذ المواقف وفقاً لانتماءات الجهات أو الأشخاص المتهمين بالإرهاب، فإذا كان منفذو هذه الأعمال مسلمين تدان ثقافتهم ومجتمعاتهم، أما إذا كانوا مقربين من الصهاينة فيتم التعامل معهم وفقاً لأسباب تخفيفية تتلمّس لهم الأعذار والمبررات". وكانت منظمة التعاون الإسلامي قد أدانت الهجومين. وأعلنت المنظمة التي غيرت اسمها أواخر الشهر الماضي من منظمة المؤتمر الإسلامي إلى اسمها الحالي وتضم 58 دولة مسلمة، رفضها للعمل الإرهابي الذي وقع في النرويج يوم الجمعة ولجميع أشكال الإرهاب، وحثت المجتمع الدولي على الاستمرار في مكافحة هذه الظاهرة. كما أثار الاعتداء المزدوج موجة استنكار عارمة عبر العالم، فقد أدانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تلك الهجمات ووجهت رسائل تعزية للنرويجيين. | |||||||||
| |||||||||
|
المصدر: | الجزيرة + وكالات |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات