إلى جانب قضايا الساعة السياسية منها والاقتصادية والصحية، خصصت الصحف البريطانية جانبا من تغطيتها لما بات يُعرف بالربيع العربي. وأولت اهتماما لما يعتمل في سوريا بعد الإعلان عن مقتل عشرات من قوات الأمن "في كمين".
سوريا: الجريمة والعقاب
تنقل صحيفتا الغارديان والإندبندنت مشاعر القلق التي تنتاب عددا كبيرا من الناشطين السوريين، بعد أن توعدت السلطات السورية بالثأر "لقتلاها من رجال الأمن".
ويعتقد الكثير من هؤلاء النشطاء ، أسوة بعدد من المحللين، حسبما جاء في الغارديان- أن مقتل 120 من عناصر الأمن السوري على يد "عصابات مسلحة" في بلدة جسر الشغور، قد يكون مطية لتسويغ حملة تنكيل أنكى من تلك التي خلفت لحد الآن أكثر من ألف ومئة قتيل من بينهم سبعون من صغار السن، وفقا لإحصائيات الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان.
ويقول مراسل أو مراسلة الغارديان (وُقع التقرير بأسم مستعار) إن وكالة الأنباء السورية الرسمية قالت "في البداية إن 28 من أفراد قوات الأمن قتلوا... ثم ما لبثت أن راجعت هذا الرقم –خلال ساعة من الزمن- ليصير 43 فـ80 وأخيرا 120، دون أن تقدم أي توضيح. ويصعب التأكد من هذه الأعداد من مصادر مستقلة".
ويلمح بعض المحللين –تقول الغارديان- إلى أسلوب "التعتيم" الذي تنهجه "وسائل الإعلام في سوريا" بالتذكير "بأن العصابات المسلحة [الوصف الذي تطلقه السلطات على المنتفضين] لم يكن لها وجود قبل الربيع العربي".
وتنقل الغارديان عن أحد سكان جسر الشغور حديثه عن اشتباكات وقعت بين قوات أمنية تخفى أفرادها في أزياء مدنية والجيش، لا يمكن أن تفسر سقوط 120 فردا من أفراد قوات الأمن قتلى.
وعلى الرغم من أن عددا من الناشطين أقروا بأن بعض المتظاهرين اضطروا إلى استخدام السلاح بعد أن دُفعوا إلى ذلك دفعا، فإن بعض المحللين-حسب الصحيفة البريطانية- يقدمون عددا من التفسيرات للرقم الكبير لقتلى "كمين جسر الشغور" منها أن يكون نتيجة مصادمات داخلية ين القوات الأمنية السورية، عن طريق الخطأ أو عن قصد.
قال محمد قرقوتي السوري المقيم في أبوظبي للإندبندنت "إن قوات الأمن تقتل كل من يرفض تنفيذ الأوامر" بإطلاق النار على المتظاهرين.
وفي سياق التشكيك في صحة ما أوردته وسائل الإعلام السورية تنقل الإندبندنت كذلك عن صحافي سوري مقيم في لندن قوله " تحتاج إلى جيش لقتل 120 عنصرا من عناصر الأمن".
ويقول ناشط سوري مقيم في واشنطن في نفس الصحيفة: "لآ أصدق الخبر. ليس لدينا أسماء. ليس لدينا صورا".
النهاية المعلنة
يقول مراسل الديلي تلغراف لشؤون الشرق الأوسط ومدير مكتبها في القدس أدريان بلومفيلد إن تمسك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالسلطة أغاظ الإدارة الأمريكية والسلطات السعودية وفاقم من مخاوفها من أن يعبد شبه فراغ السلطة الطريق إلى حرب أهلية يحكم أخطر فروع تنظيم القاعدة من خلالها قبضته على البلد.
وتقول الصحيفة إن نائب الرئيس عبد ربه منصور الهادي اجتمع إلى السفير الأمريكي والمبعوث الأوروبي يوم الاثنين ليخبرهما بأن الرئيس صالح لا ينوي التخلي عن الحكم.
ويعتقد العديد من اليمنيين –حسب الصحيفة- أن موقف الرئيس قد زاد ضعفا بعد اضطراره إلى مغادرة البلاد، خاصة بعد أن نُقل عدد من كبار معاونيه إلى السعودية لتلقي العلاج كذلك.
وزادت الفرحة في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن وردت أنباء عن صحة صالح أفادت بضرورة أن يخضع لعملية خطيرة لإزالة شظايا قنبلة استقرت في صدره، ولإعادة تقويم وجهه.
وقد تلقى منصور الهادي دعم المعارضة، إلا أنه أضعف من أن يغير ولائه –تقول الصحيفة- خاصة وأن القوات الموالية للرئيس صالح والتي يقودها نجله أحمد وابن عمه يحيى، تسهر على "استمرار هذا الولاء"، وتنتشر في شوارع العاصمة.
"لقد خلف صالح جميع أفراد أسرته، ليضمن عودته إلى السلطة".
وتقول أبيغيل فيلدينغ سميث في الفاينانشال تايمز إن اليمنيين يتطلعون بشيء من القلق إلى ما سيكون عليه تصرف أفراد هذه الأسرة وما إذا كانوا سيستخدمون الحرس الرئاسي لنسف كل محاولة تغيير سياسي.
وتذكر الكاتبة في هذا السياق بما ورد من معلومات أشارت إلى أن الرئيس صالح كان مقبلا على التوقيع على اتفاق لانتقال السلطة مع المعارضة عندما تدخل عدد أفراد أسرته لإجهاض الصفقة.
لكن خطر عائلة الرئيس يكمن فقط في هذه القدرة على إلحاق الضرر، تلمح الصحيفة.
أما من الناحية السياسية فإن الباب أمامها مسدود على الأمد القريب على الآقل. وإذا أرادت أن تؤدي دورا سياسيا فسيكون على الهامش لبعض الوقت.
"السباق إلى الهاوية"
تستنكر التايمز في افتتاحيتها الثانية قرار الفورميولا 1 استئناف مرحلتها البحرينية، على الرغم مما حدث وما زال يحدث في المملكة الخليجية.
إن حتى مجرد مناقشة هذه المسألة [صواب عودة سباق السيارات الشهير إلى البحرين] دليل على ضعف "الحاسة" الأخلاقية، تقول الصحيفة.
وتذكر التايمز بأن السلطات البحرينية قتلت ستة وثلاثين من المتظاهرين واعتقلت المئات وجرحت الآلاف، وهي تصرفات تجعلها على قدم المساواة مع "افظع" الأنظمة في العالم.
وتقول الصحيفة إن الأمر لم يكن مجرد محاولة لاستعادة النظام، مشيرة في هذا السياق إلى محاكمة 47 من أفراد الطاقم الطبي في المنامة بتهمة "محاولة قلب النظام".
وتقول التايمز بشيء من التهكم: "هؤلاء الأطباء حاولوا [قلب النظام] بمعالجة الجرحى. لا يتوجس من قسم أبوقراط سوى الأنظمة المصابة بأعتى أصناف الرهاب".
وتضيف الصحيفة قبل أن تكشف عن علاقات الهيئة المشرفة على الفورميولا 1 والعائلة الحاكمة في البحرين: "إن موقف الفورميولا واحد ليس تعبيرا عن حياد لاأخلاقي. إنهم متواطئون بصورة لا أخلاقية".
وتمضي الصحيفة مفندة تصريحات برني إكلستون أحد كبار المسؤولين عن هذه التظاهرة الرياضية، قال فيها إن الهدف من استئناف مرحلة البحرين في الفورميولا واحد ليس هو الربح.
وتقول التايمز إن إكلستون يمثل المنظمة التي ستجني أكثر من نصف المبالغ التي ستأتي بها التظاهرة، وهي 40 مليون دولار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات