في مسعى لخفض التكاليف وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، تُطَوِّر الآن شركات أميركية متخصصة في تصنيع المعدات العسكرية "قنابل ذكية" صغيرة، وطائرات آلية ( تعمل من دون طيار ) تشبه الطائرات النموذجية وبلورات مجهرية لتحديد أهداف العدو.
تطوير قنابل ذكية صغيرة لتدمير أهداف العدو من دون خسائر |
واشنطن: أفادت الثلاثاء صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية بأن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تتطلع إلى امتلاك أسلحة أرخص وأصغر، لكي تخوض بها الحروب في القرن الحادي والعشرين، في ظل تزايد الضغوطات التي تطالب بالإبقاء على ميزانيّتها الهائلة تحت الفحص.
وأماطت الصحيفة النقاب كذلك عن أن جيلاً جديداً من الأسلحة يتم تجهيزه الآن في مختبرات سرية في جميع أنحاء البلاد، وهي الأسلحة التي تضع أولويّة على التكنولوجيا صغيرة الحجم التي ستكون أكثر دقة في الحروب ولن تتسبّب على الأرجح في وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
هذا وقد أضحى البنتاغون مجبراً بصورة متزايدة على أن ينبذ الأسلحة الباهظة التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة والتي تلحق خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح البشرية.
ويقوم فنيون بغرف آمنة في شركة L-3 Interstate Electronics Corp. في مدينة أنهايم الأميركية، بتطوير نظام توجيه خاص بتقنية الـ GPS لقنابل ذكية يبلغ وزنها 13 رطلاً، ستوصَّل بطائرات آلية صغيرة تحلق على ارتفاعات منخفضة.
ويُطوِّر مهندسون في شركة AeroVironment Inc.، الموجودة في مدينة سيمي فالي، صواريخ كروز مصغرة، بحيث يمكنها أن تتناسب مع حقيبة الجندي، على أن يتم إطلاقها من مدفع هاون ومن ثم تقوم بتمشيط ساحة المعركة بحثاً عن أهداف العدو.
كما تقوم شركة Voxtel Inc. بتحضير ضباب غير مرئي لكي يتم رشه على المقاتلين الأعداء، وجعلهم يلمعون بشكل براق في نظارات الرؤية الليلية. وتشترك جميع هذه الأسلحة المصغرة في شيء واحد، وهو أنه سيتم تسليمها بمساعدة طائرات روبوتية صغيرة. وقد بدأت تحظى الطائرات الآلية بأهمية كبيرة، في ظل الدور الحيوي الذي يرى مسؤولو البنتاغون أنها تلعبه في العراق وأفغانستان، وكذلك ما يتردد عن دورها في الغارة التي استهدفت أسامة بن لادن في أبوت آباد الباكستانية.
وفي الإطار عينه، لفتت الصحيفة إلى أن مهندسين في جنوب كاليفورنيا وأماكن أخرى يُدخِلون الآن تحديثات على تكنولوجيا الطائرات الآلية لإحداث طفرة في الطائرات الروبوتية الصغيرة التي تتزايد أعدادها.
وأوضحت الصحيفة كذلك أن كل هذه الجهود التي يتم بذلها تهدف في الأساس إلى تلبية احتياجات البنتاغون، الذي يسعى للحصول على مبلغ إجمالي قدره 671 مليار دولار كميزانية للعام المالي 2012.
وتستقطع الطائرات الآلية وحدها من هذا الرقم مبلغاً قدره 4.8 مليارات دولار، وهو جزء صغير لكنه متزايد من الميزانية الدفاعية – وهذا لا يشمل الإنفاق على تكنولوجيا الأسلحة الروبوتية في الجزء السري من الميزانية.
وعلى الرغم من أن بعض الأسلحة الصغيرة قد تشبه لعب الأطفال، فإنها تُشكِّل موجة جديدة من التكنولوجيا المتطورة في الحرب الحديثة، التي أجبرت الجيش ومصنعي الأسلحة على التفكير في تصنيع معدات صغيرة.
وتابعت الصحيفة في هذا السياق بنقلها عن براد بيتش، المسؤول الذي ينسق تكنولوجيا الطائرات الآلية لمشاة البحرية، قوله :" هناك كثير من الأسلحة في ترسانة الجيش. لكننا نفتقد إلى معدات صغيرة الحجم".
وتؤكد قوات المارينز المتواجدة على الخطوط الأمامية في أفغانستان أن هناك حاجة ملحة لتطوير أسلحة تكون صغيرة وفعالة بما فيه الكفاية لحمايتهم من خطر القنابل التي يزرعها لهم المسلحون على جانبي الطريق.
وفي وقت يمتلك فيه بالفعل مشاة البحرية طائرات تجسس صغيرة مزودة بكاميرات متطورة، فإن ما يحتاجون إليه هو ثمة شيء يُمَكِّنهم من تدمير أهداف العدو التي تنجح طائراتهم الآلية في تحديدها والكشف عنها.
وفي مسعى لتوفير تلك الآلية، يتم منذ 3 سنوات تطوير "القنابل الذكية" التي تزن 13 رطلاً، وكذلك القنابل التي يبلغ طولها قدمين ويتم توجيهها بنظام يعمل بتقنية الـ GPS، وهي القنبلة التي يطلق عليها اختصاراً " STM"، وتطورها شركة Raytheon Co.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات