الأقسام الرئيسية

يتفوقن خارجيا ويمنعن داخليا: نساء السعودية تميزن في "آيار" وأعينهن على "حزيران"

. . ليست هناك تعليقات:

عبدالله آل هيضه من الرياض

GMT 4:30:00 2011 الأربعاء 1 يونيو

تميز شهر آيار/مايو بحضور طاغ لأسماء سعوديات فضلن العيش خارج جغرافيا وطنهن، وحققن بالخارج تميز، يسجل فيه إنجازهن لسعوديات الجنسية، في ظل ممانعة عرفية وشبه قانونية لنيل السعوديات بعضا من طلباتهن داخليا، كان أبرزها ممانعتها من قيادة المرأة للسيارة وكذلك منعها من المشاركة في الانتخابات.


الرياض: هناك من أعتبر العام 2011 بعام ثورة النساء السعوديات؛ ثورة ليست كمثيلاتها من النسخ الثورية الاقتصادية والسياسية بتونس ومصر وبقية جمهوريات الربيع العربي، بل ثورة براجماتية لكسر قيود منظمة "عرفيا" أكثر من كونها قانونا يطبق وفق تشريع محدد.

ما بين قصص نجاح متوالية تسجلها المرأة السعودية خارجيا في مجالات عدة، وبين مطالبات داخلية لفرض الوجود، تميز شهر أيار/مايو بشواهد وأحداث كانت فيه السعوديات صاحبات الحضور الأكثر قوة ونفوذا في وسائل الإعلام.

فمن يتتبع أيام شهر آيار/مايو المنقضي سيحصي كثيرا أخبارا حضرت فيها المرأة السعودية، ربما تكون سوداويات يراها البعض من أبناء وطنها أو بناته، أو أن تكون من معجزات الحديث عنها خصوصا في وسائل الإعلام المحلية، إلا أنها كانت ذات نفوذ وتبؤ مميز في وكالات ونشرات وسائل الإعلام الخارجية.

كل من شاركت وحضرت في شهر آيار/مايو خصوصا؛ كانت مميزة، فهي بلا شك تعمل مع نساء كثر في إعادة صياغة للحضور النسائي السعودي، إذ أنه كان إلى حد بعيد أكثر تميزا في مجالات متنوعة من رجاله، الذين يشكك البعض منهم في مدى قدرة الكائن المعتادين على تسميته بـ"المعوج" أو "ناقص العقل" على أن يجعل من الإعجاز إنجازا.

وصفة النساء السعوديات نحو التغيير وفرض الحضور ربما أنها ولدت من رحم المعاناة، الذي أفرز وأخرج من يسعين إلى الاستقلالية، فغادرن وطنهن لصناعة أحلامهن التي أبهرت من بالخارج، ومن بقين به يسعين بجلد وصبر نحو تغيير صياغة الفهم والواقع الذي فرض بفعل تنامي صوت رجالي يخشى من المرأة أكثر مما يخشى عليها.

منال الشريف.. قيادة إلى "خلف القضبان"

منال الشريف

الحضور الأبرز في آيار/مايو كان للقضية المعاد اجترارها في 1991 و 2005 وهي قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة، قضية صرح فيها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2005 حول إثارة سابقة، أنها تعتبر قرارًا وشأنا اجتماعيًا، دور الدولة الدائم هو ضمان توفير المناخ الملائم لأي قرار يراه المجتمع مناسبًا وفق حديث الملك.

إلا أن السيدة السعودية منال الشريف التي تعمل كخبيرة للأمن الإلكتروني في أكبر شركة نفط في العالم "أرامكو السعودية" وحاصلة على شهادة الاختراق الإلكتروني الأخلاقي من المجلس العالمي لمستشاري التجارة الإلكترونية، كأول سعودية تحصل على هذه الشهادة العالمية في مجال أمن المعلومات الإلكتروني، كانت كبش الفداء وسيل العرم الموقوف بسد الجهات التشريعية التي أعلن لاحقا أنها تطبق النظام بمنع المرأة من قيادة السيارة، وفق "بيان" من هيئة كبار العلماء صدر في العام 1991 حيث صرح بذلك نائب وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز في احتفاء ديني.

وقبض على الشريف التي أطلق سراحها الاثنين بعد أيام عشرة قضتها خلف القضبان، بسجن مدينة الدمام (شرق السعودية) بعد قيادتها سيارتها للمرة الثانية، بتهم منها هي "إثارة الرأي العام" و"تحريض النساء" وكذلك "تجاوز الأنظمة والقوانين المعمول بها في السعودية" وكذلك تهمة "قيادتها للسيارة والتجول بها دون رخصة سعودية".

الشريف كانت مبادرتها وقيادتها للسيارة بمثابة إجهاض لحملة أنثوية سعودية كبرى كان مقررا لها السابع عشر من حزيران/يونيو، ثارت مع الحملة ودونها؛ حملات مضادة من الجنسين، فهناك من تقدم بعرائض من خلف عباءات رجال الدين يعتبرون فيها أن أمر قيادة النساء سيجر إلى جرائم أخلاقية، بينما رفض طيف من النساء الأمر؛ متقدمات بطلب للملك السعودي يوضحن فيه اعتراضهن وشجبهن للأمر برمته.

قطار العاهل السعودي بقيادة امرأة

إمرأة قادت قطار العاهل السعودي

مناسبة جديدة عززت حضور المرأة السعودية عالميا، كان ذلك عبر افتتاح الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، وهي المدينة الجامعية الأولى من نوعها الخاصة بالطالبات.

كان لافتا في حفل افتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تصنف أنها أكبر جامعة من نوعها في العالم، قيادة امرأة سعودية لقطار العاهل السعودي الذي تجول به لمدة تزيد عن الخمس عشرة دقيقة على عدد من مرافق الجامعة الحلم.

صراعات المجتمع حول حملة السابع عشر من حزيران/يونيو، وقضية منال الشريف بشأن قيادة المرأة للسيارة كانت نارا تتلظى كل يوم، شعبيا، بينما كان أمر قيادة المرأة لقطار جامعة الأميرة نورة أمرا يدعو للفخر، شعبيا ورسميا. في وقت استقطب قطار المشاعر بمدينة مكة قائديه من جنسيات أخرى، نظرا للشح في وجود قائد قطار سعودي.

سعوديات يَطعنّ في الانتخابات البلدية

القضية الأكثر حضورا بين قضايا السعوديات إعلاميا محليا وخارجيا، كانت قضية تقدم عدد من النساء إلى المحكمة الإدارية، بطعن في وزارة الشئون البلدية والقروية ممثلة في لجنة الانتخابات العامة، التي رفضت تقييد أسماء العديد من النساء كناخبات، وهو القرار الذي أثار رفض العديد من أطياف المجتمع السعودي باستبعاد النساء من الانتخاب أو الترشح.

إلا أن سمر بدوي وهي طبيبة وحقوقية سعودية تقدمت بالطعن الذي قبلته المحكمة بفرعها بمدينة جدة، قبل أن ترفضه اللجنة الخاصة بالفصل في الطعون الانتخابية لأسباب قانونية من أبرزها تأخرها في تقديم الطعن وفقا للنظام الذي يشترط تقديم الطعن في مدة لا تتجاوز الثلاثة أيام من تاريخ إبلاغها برفض تقدمها للانتخابات.

المثقفات يغيرن سياسة انتخابات الأندية الأدبية

على عكس اتجاه المطالبات بالسماح للمرأة بالانتخاب بالمجالس البلدية، كان حضور المثقفات السعوديات أعلى صوتا وأعمق في الوصول، على إثره تغيرت سياسة الانتخابات بالأندية الأدبية، بقرار وتوضيح رسمي من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان.

مقدرة "النخبويات" في مجتمعهن من تغيير سياسة ودفة انتخابات مجالس الإدارة بالأندية الأدبية السعودية، كانت أبرز أحداث أواخر شهر آيار/مايو، فبعد إعلان وكالة الوزارة للشئون الثقافية عن حصر انتخاب المرأة في "اللجنة النسائية" واتجاهها أن تكون مجالس الإدارة رجالية، قررت عدد كبير من المثقفات الانسحاب من المشاركة في هذه الانتخابات التي رأوا أنها مهمشة للمثقفات والنساء السعوديات.

ذلك الاحتجاج النسائي الأشبه بالإعصار شتت قرار الأمس، لتعيد وكالة الوزارة النظر في المحتوى وتقرر إعطاؤهن الضوء الأخضر للمشاركة في انتخابات مجالس إدارات الأندية، بشرط حصولهن على الأصوات المنتخبة من الجمعيات العمومية للأندية.

خارج الحدود... السعوديات يتميزن

خارجيا في نطاق الجغرافيا، تثبت السعوديات يوما بعد آخر مدى قدرتهن وكفاءتهن في حضورهن ومشاركتهن في المنتديات والمنافسات العلمية، البعض منهن اخترن عشا مختلفا للإقامة خارج الكيان الوطني، لا يزلن يعترفن بوطنهن وحبهن له، الأمثلة عديدة لم تأخذ نصيبها في الصحافة السعودية منهم:

أفنان الشعيبي

أفنان الشعيبي .. دبلوماسية العام 2011

آخر المتميزات المكرمات في شهر آيار كانت أفنان الشعيبي التي تتبوأ منصب الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية، حيث حصلت على جائزة دبلوماسي العام عن العام 2011 نظير مساهمتها في تحسين العلاقات التجارية بين العالم العربي وبريطانيا وتطوير قطاع التجارة.

وجرى تسليم الجائزة في احتفال كبير في لندن بحضور عدد كبير من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى المملكة المتحدة ونخبة من كبار الشخصيات وممثلين عن كبرى المؤسسات في المملكة المتحدة. وحصلت الشعيبي على ثناء ناشر مجلة "الدبلوماسي" على الدور الكبير الذي قامت به في تنمية العلاقات العربية البريطانية والمكانة التي وصلت إليها غرفة التجارة العربية البريطانية تحت قيادة الدكتورة الشعيبي.

هبة الدوسري... علاج السرطان بتقنية النانو

هبة الدوسري باحثة سعودية مقيمة هي الأخرى باسكتلندا، وهي ابنة الصحراء التي تغلبت على برودة الطقس والجليد، ونحتت فيه اسمها لتكون الفائزة بجائزة المجلس الثقافي البريطاني؛ لإنجازاتها البحثية في محاولة إيجاد علاج للسرطان، باستخدام تقنية “النانو”، متفوقة بذلك على أكثر من ألفي طالب من أكثر من مئة دولة، في المؤتمر التاسع للطلاب الأجانب في المملكة المتحدة.

وفي بيان صحفي، وصف الرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني، مارتن ديفيدسون، الرسالة التي تضمنت إنجازات الدوسري بـ “المؤثرة والملهمة”. وعلقت مشرفتها في جامعة إسترثكلايد كريستين دوفيس، بزهو على إنجاز طالبتها هبة قائلة" "إنه ليس إنجازها الوحيد، لقد فازت في مناسبات عديدة خلال دراستها للدكتوراه".

الزنبقي وزيلعي... الميدالية الفضية بالاختراعات

الخبر النسائي المتميز الآخر كان في أوائل شهر آيار/ مايو، حيث حصلت فيه الباحثتين السعوديتين من جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ناجية الزنبقي ونهى زيلعي، على الميدالية الفضية وشهادة عليا من معرض جنيف الدولي للاختراعات نظير اختراعهما لعلاج مرض (التوكسوبلازما) الذي يعرف بداء القطط. ويعد العلاج الذي اكتشفته ناجية الزنبقي بمشاركة زيلعي ذو أهمية كونه يستخدم بديلاً للعلاج الكيمائي.

توسيع عمل المرأة

ومنذ العام 2005 مع تولي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز عرش الحكم في بلاده، تزايدت قصص النجاح التي تكتبها السعوديات داخليا وخارجيا، تجلت قصص هذا الإبداع والتميز خارجيا وهو المكان الذي فضلن العيش فيه بعيدا عن قضايا تفصيلية في مسيرة تقدم وطنها، الذي غابت بشكل كبير مناقشة عمومياته. إذ بدأ بقيادة إصلاحية وداعمة لتوسيع مجالات عمل المرأة التي كانت مغيبة عنها بفعل عوامل مجتمعية وأيدلوجية من بعض التيارات المتشددة التي ترى في انخراط المرأة فيها بعدا عن هويتها الدينية.

ومشاركة المرأة كانت جلية في عهد الملك عبدالله الذي اعتلت فيه لأول مرة في التاريخ السعودي امرأة منصبا قياديا بمرتبة وزير وكانت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز هي من فتحت باب التاريخ "القيادي النسائي" لتحمل هذه المرتبة التي اعتادت البلاد السعودية أن تكون فقط للرجال دون النساء.

ولم تكن الفايز هي الوحيدة التي أتاح لها الملك عبدالله كسر المواريث الاجتماعية والعادات الوزارية؛ بل كانت الدكتورة أروى الأعمى متخطية هي الأخرى صفوف الرجال في أمانة مدينة جدة لتعتلي منصب نائب أمين المدينة، إضافة إلى الدكتورة منيرة العلولا التي غادرت قاعات التعليم النظري الأكاديمي نحو مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني كنائبة لمحافظ المؤسسة لتقنية البنات، مما يعطي إشارة واضحة إلى التوجه الملكي نحو إدخال الفتاة السعودية في خضم العمل التطبيقي الفني.

يذكر أن السعودية جاءت في المرتبة (129) من بين (134) دولة في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لقياس "الفجوة بين الجنسين على مستوى العالم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer