الأقسام الرئيسية

حرب الأنفاق... واقع قتالي يفرض على إسرائيل تدريبات غير تقليدية

. . ليست هناك تعليقات:
إستعدت له تل أبيب بكتيبة «سمور» وجهاز إلكتروني يزن 30 كيلو غراماً

إيلاف من القاهرة

GMT 8:00:00 2011 الخميس 9 يونيو

كتيبة "سمور" معنية بادارة المعارك في المخابئ والانفاق

أعربت دوائر عسكرية في تل أبيب عن تقديراتها بوقوف إسرائيل على أعتاب ما يُعرف بـ "حرب الأنفاق والمخابئ"، أمام جبهات مثل سوريا ولبنان وقطاع غزة، وتفادياً لهزيمتها في تلك الحرب غير التقليدية، أجرت كتيبة "سمور" التابعة لسلاح المهندسين العسكريين تدريبات مكثفة قرب قاعدة "اليكيم".


أدركت المؤسسة العسكرية في تل أبيب، أن مفهوم الحرب البرية لم يعد مقتصراً على فقه القتال التقليدي بين جبهة واخرى فوق سطح الارض، وانما طال رحى المعارك غير التقليدية داخل الانفاق والمخابئ. وربما كان لحرب لبنان الثانية عام 2006 بالغ الاثر في لفت انتباه جنرالات الجيش الاسرائيلي لتلك الاستراتيجية الجديدة، إذ واجه الاسرائيليون للمرة الأولى حرب الانفاق والمخابئ أمام عناصر حزب الله، وأدى ذلك إلى تدمير الدبابة الاسرائيلية "مركافا"، الأكثر تطوراً على مستوى مدرعات جيوش العالم.

سيناريو الحرب الوشيكة

الحرب في باطن الأرض، اختزل هذا العنوان العريض سيناريو الحرب الوشيكة التي تنتظر الجيش الاسرائيلي خلال الفترة المقبلة، خاصة حال اندلاع مواجهة مسلحة مع عناصر حزب الله في الجنوب اللبناني او مع سوريا بحسب تقرير موسع نشرته يديعوت احرونوت، إذ تؤكد معطيات الصحيفة العبرية ان حرب لبنان الثانية عام 2006، واختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة، هو المقدمة الحتمية للحرب التي قد تُفرض على اسرائيل في المستقبل القريب.

امام هذا السيناريو المرتقب، القى جنرالات الجيش الاسرائيلي مسؤولية ادارة هذا النوع من المعارك على كتيبة الاحتياط الجديدة "سمور"، وهى الفصائل العسكرية المعنية بادارة المعارك في المخابئ والانفاق، ويخدم بها عدد من الجنود النظاميين والاحتياط في الجيش الاسرائيلي.

وفي ليلة مظلمة لا يظهر فيها القمر يبدأ جنود تلك الكتيبة في التدريب على ملاحقة من تصفهم اسرائيل بـ "الارهابيين" في ساحات القتال العربية، ويحمل احد جنود تلك الفصائل على ظهره جهاز رصد بالغ التعقيد التقني يبلغ وزنه 30 كيلو غراماً، ويستخدم هذا الجهاز في الكشف عن فتحة الانفاق المترامية في ساحة القتال، وتكون عادة في مقدمة تل او جبل بحسب تقديرات الخبراء العسكريين في تل ابيب.

ولكن قبل عملية البحث عن فوهة النفق، يجب مسح سطح المنطقة التي تدار فيها رحى المعارك من العدو، على ان تدار هذه العمليات بحذر وبطئ بالغين، سيما انه عند اطلاق جهاز الكشف عن الانفاق للقيام بمهامه، تصدر عنه اصوات تحذيرية منخفضة بمجرد اصطدامه بأحد الانفاق، وقد يثير هذا الصوت - رغم انخفاضه الى حد الصمت – انتباه الاعداء المتحصنين داخل الانفاق، فضلا عن ان ذبذباته يمكن استشعارها على عمق سبعة امتار تحت سطح الارض، بحسب الصحيفة العبرية.

معارك في باطن الأرض

الخطوات التي يدور الحديث عنها، تُجرى على قدم وسائق حالياً في اطار تدريبات مكثفة على مقربة من قاعدة "اليكيم" العسكرية المتاخمة لمنطقة "يوكناعم"، وتقوم بهذه التدريبات الكتيبة الاسرائيلية الجديدة، المكلفة بالحرب في باطن الأرض، فالمعارك التي تدار رحاها في الانفاق والمخابئ، أرقت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال العقد الأخير بحسب التقرير العبري، فكان اهتمام اسرائيل عسكرياً منصباً على ساحة القتال المفتوحة وفوق سطح الارض، غير ان تجارب الماضي والمعلومات الاستخباراتية وتحليل انشطة العدو في مختلف القطاعات، تعطي انطباعاً بأن المواجهة المقبلة مع اسرائيل ستدار في معظمها داخل الانفاق والمخابئ، وانهت كتيبة الاحتياط العسكرية المعنية بهذا النوع من القتال تدريباتها، وانضمت الى القوات النظامية في الجيش الاسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية.

ووفقاً لما نقلته يديعوت احرونوت عن قائد كتيبة "سمور" التابعة لوحدة الهندسة للمهام الخاصة الرائد "عيدو"، تتطور حرب المخابئ والانفاق بشكل سريع في قطاعات مختلفة تتقدمها غزة ولبنان وسوريا، وقال الضابط الذي دشن مؤخراً كتيبة الاحتياط الجديدة: "ان الحديث لا يدور حول نفق منعزل، وانما يدور حول قنوات قتالية متشعبة، تحت قيادة مواقع عسكرية، يعمل بداخلها عدد ليس بالقليل من المقاتلين غير التقليديين، وينبغي على الجيش الاسرائيلي التعامل مع هذا الواقع الذي بات خطيراً جداً".

من جانبه اوضح قائد مدرسة وحدة الهندسة للمهام الخاصة الرائد "ماكس" في حديث للصحيفة العبرية: "انه من الواضح ان اي مكان تنتشر فيه قواتنا، يوجد عدد كبير من شبكات الانفاق المتشعبة، فهناك انفاق التهريب، وغيرها انفاق مفخخة، واخرى تستخدم في القتال، ومن الضروري ان نتعامل مع كل نفق من هؤلاء باستراتيجية وتكتيك عملياتي خاص، وربما يتطلب ذلك انضمام اعداد جديدة من الجنود للكتيبة المعنية بإدارة هذا النوع من الحرب، ولذلك نجحنا في مضاعفة قوات الجيش الاسرائيلي، المكلفة بتلك المهام العسكرية".

وتؤكد معلومات التقرير العبري أن الكتيبة الجديدة التي تم تدشينها، باتت على دراية كاملة بما يجري تحت الارض، ويرى الرائد "عيدو" في حديثه ليديعوت احرونوت: "ان انشاء كتيبة كالتي يدور الحديث عنها أضحى ضرورة، في ظل ارتفاع وتيرة اعتماد الجيوش غير التقليدية في المنطقة العربية على معارك الانفاق، فجنودنا اصبحوا على وعي بمفهوم العمل العسكري في هذا الاطار".

تنامي ظاهرة حفر الانفاق

وتعتبر الكتيبة "سمور" احدى كتائب وحدة الهندسة للمهام الخاصة في الجيش الاسرائيلي، وتتألف من عناصر الكوماندوز التي تمارس انشطتها العسكرية تحت سطح الارض، ودرست المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تدشين هذه الكتيبة بعد تنامي ظاهرة حفر انفاق التهريب في قطاع غزة خاصة عند محور فيلادلفي "صلاح الدين" ومنطقة رفح، بحسب معلومات الموسوعة العسكرية العبرية، وكان طاقم مكافحة هذه الانفاق مقتصراً على كتائب اخرى في الجيش الاسرائيلي مثل "فرسان الصلب"، و"كتيبة غزة"، غير انه تم دمج هذه الكتائب مع كتيبة "سمور"، التي باتت اكثر تخصصاً، وكان طاقم العمل العسكري في الكتيبتين السابقتين يعمل تحت اشراف النقيب "افيف حاكاني"، احد مؤسسي الطاقم الجديد لكتيبة "سمور"، واول مبادري تأهيل جنود الجيش الاسرائيلي لحرب الانفاق والمخابئ، الا ان حاكاني لاقى حتفه في عملية قام بها فلسطينيون ضد مدرعة اسرائيلية حال توغلها في قطاع غزة، إذ اصابت المجموعة الفلسطينية المدرعة التي كان يستقلها مع رفاقه من الجنود بقذيفة "آر بي جي 7"، كما اسفر ذلك عن تفجير المواد المتفجرة التي كانت تحملها المدرعة بداخلها وكان ذلك في الثاني عشر من أيار/ مايو عام 2004.

في اعقاب عملية التفجير الكبيرة، انتشر جنود الجيش الاسرائيلي لتمشيط المنطقة بشكل يدوي في الرمال للعثور على اشلاء الجثث، الا ان الفلسطينيين امطروا فريق التمشيط بالقذائف، مما حدا بالجيش الاسرائيلي الى التوغل في القطاع ليكتشف ما يربو على 90 نفقاً في منطقة رفح بحسب يديعوت احرونوت.

وفي عام 2005 بعد ستة اشهر من تفجير مدرعة الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، ادرك جنرالات اسرائيل ضرورة تشكيل كتيبة متخصصة في اكتشاف الانفاق، على ان تعمل تلك الكتيبة تحت لواء وحدة الهندسة للمهام الخاص التابعة لسلاح المهندسين العسكريين، ووفقاً لتقديرات عسكرية اسرائيلية، فإن النفق المستخدم في اختطاف الجندي جلعاد شاليط، والمخابئ المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت فقط طرف خيط في للاستراتيجية القتالية الجديدة التي تتبناها الجيوش غير التقليدية لدى الفلسطينيون والعرب بشكل عام، وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت تفهم العدو انه ينبغي لضرب الجيش الاسرائيلي، الذي يحظى بأفضلية جوية وبرية، اتباع طريقتين قتاليتين، اولهما اطلاق القذائف باتجاه الجبهة الداخلية الاسرائيلية، ثانياً نقل ساحة القتال الى باطن الارض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer