الأقسام الرئيسية

18 و18

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

1 يونيو 2011 08:08:11 ص بتوقيت القاهرة


انفجار الثورة المصرية يعنى وقف النزيف الذى كان حادثا فى مخ مصر فى خلال السنوات الطوال الماضية. الثورة كانت ينبغى أن تندلع، لا يوجد عندى أدنى شك فى ذلك. وكل من وقف، ولم يزل يقف بجوارها، على حق. وكل من ينتقد الكثير من الأمور التى تجرى فى حياتنا السياسية الآن عنده الكثير من المنطق فيما يقول. وأتذكر لحظة التقائى بأحد السادة الوزراء وكان خارج الأسوار هناك من يوجه انتقادات للحكومة، فقال السيد الوزير: «عندهم حق، ناس مظلومة ومكبوتة لعقود ولا يعرفون حقيقة أوضاعنا».

جزء من دورى أن أوضح حقيقة أوضاعنا، بنفس منطق حكومات أوروبا الشرقية التى فوجئت بكم الفساد والفشل الذى كان متراكما لسبعين عاما. والحل لم يكن فى شهور ولكنه اقتضى عدة سنوات. ولهذا أنا أكرر ما قاله الصديق العزيز د. علاء الأسوانى من أن ثورة 1919 بدأت تحقق إنجازات ملموسة بعد 5 سنوات، وأعتقد أنه يقصد انتخابات عام 1924 التى فاز فيها حزب الوفد. وهو نفس ما سبق وأن قاله الصديق العزيز أسامة هيكل بألا نخطئ خطأ بعض من وصفهم القرآن «منكم من يريد الدنيا» حين تعجلوا حقهم فى المغانم قبل قيامهم بواجبهم فى تأمين ظهر المسلمين فى غزوة أحد. وهو نفس المعنى الذى أكده الصديق العزيز والإعلامى اللامع محمود الوروارى والذى أكد أن علينا أن نحمى ظهر الثورة وأن ندافع عنها بأن نجتهد وأن نعمل، وأن نتحاور وأن نمد جذور الثقة بين القوى السياسية المختلفة.

أسقطنا مبارك فى 18 يوما. وسنحتاج 18 شهرا كى نسقط كل النظام (REGIME) نظام نجح فيما وصفته فى إحدى مقالات فى جريدة البديل منذ عامين: «بالقدرة الإفسادية للدولة». وقد أفسدت فيه النخبة الحاكمة الأغلبية المحكومة بدليل قبولهم للفساد وتعايشهم معه وخوفهم من الخروج من حضانته لفترة طويلة.

الآن خرجنا، وعلينا أن نجتهد فى بناء مصر الجديدة. وعلى هذه الحكومة القائمة أن تنجح أو أن ترحل لأن الثورة إن لم تستطع أن تترجم انجازها فى صورة حكومة قادرة على تحسين أحوال المصريين وبناء مصر الحديثة على أساس سليم، فإن الثورة ستكون قد فشلت.

وعلى جميع القوى السياسية أن تتقبل فكرة الحوار. أرجو أن نحضر جميعا إلى كل حوار ندعى إليه وأن نشارك فيه بإيجابية. هناك نور فى نهاية الجسر، ولكن لا يوجد جسر، لأننا مصرون على حرق كل الجسور التى لا نصنعها بأنفسنا. ما المشكلة أن نسير جميعا على نفس الجسر المفضى إلى الصالح العام حتى لو كان من دعا إليه من يختلف معنا فى الرأى والرؤية؟

كن صاحب رأى، ولا تدعى لنفسك أنك صاحب الرأى، ولا تكن بلا رأى، كما كتب الزكى النجيب محمود.

هذه الثورة تحتاج عقلا واتزانا، والقليل من البحث عن النجومية والرغبة فى تصدر المشهد.

لا تسيئوا لمصر بخصخصة ثورتها وتفتيت قوتها الصلبة. أقول للقوى السياسية المختلفة: ضحوا من أجل مصر بأن تتواضعوا لله. من تواضع لله رفعه، ومن ضحى من أجل مصر، سيكرمه الله (وربما يكرمه المصريون أيضا، ولو بعد حين).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer