الأقسام الرئيسية

المطلوب من الأقباط الآن

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

12 مايو 2011 08:35:27 ص بتوقيت القاهرة

لا يمكن لعاقل أو لمسلم يعرف جوهر دينه أن يلوم بعض الأقباط حينما يقررون الاعتصام، وهم يرون إحدى كنائسهم تتعرض للحرق أو بعض المتطرفين وهم يواصلون الضغط النفسى عليهم طوال الوقت.

لكن يمكن لنا أن نناشد كل الأقباط أن يحسبوا المسألة بالعقل، وأن يفكروا بهدوء فى كامل المشهد، ولا يركزوا فقط على حادثة هنا وأخرى هناك.

نلتمس كل الأعذار للأقباط وهم يشعرون بأنهم صاروا «الحيطة الواطية» التى يتسلقها الجميع، أو يضغط عبرها متآمر أو أحمق كى ينتقم من كل الوطن.

وإذا كان من حق الأقباط أن يغضبوا فليس من حقهم أن يقطعوا طريقا، أو يدمروا مرافق عامة أو خاصة
.
المطلوب من الإخوة الأقباط وهم يعبرون عن غضبهم أن يتذكروا أن هناك من يتربص بهم ويحسب عليهم كل كلمة، وبالتالى فالمطلوب ألا ينسوا أن يتصرفوا باعتبارهم مواطنين مصريين وليسوا أبناء طائفة شاء حظها أن تكون أقلية.

هناك فرق شاسع عندما تتصرف كمصرى أو تتصرف كمسيحى فقط.

فى الحالة الأولى أنت شخص كامل الأهلية تريد حقوقك كمواطن طالما أنك تؤدى واجباتك، وأول هذه الحقوق المساواة.. فى الحالة الثانية أنت تتحدث كابن لطائفة فإذا حصلت على بعض الحقوق الآن فقد تخسرها غدا حسب الظروف السياسية.

فى الحالة الأولى عندما تتصرف كمواطن مصرى تكون شعاراتك عامة وإنسانية ويلتف حولك الكثيرون ويؤيدك معظم إخوانك المسلمين.

فى الحالة الثانية إذا تصرفت كقبطى فقط، قد تنال دعم بعض المتطرفين الأقباط وبعض الليبراليين وكل من لا يريد لمصر خيرا، لكنك ستخسر آليا كل تعاطف المصريين بل وتعاطف بعض أبناء طائفتك العقلاء.
إذا تصرفت كمصرى يراهن على مستقبل أفضل لهذه البلاد فسوف تجد نفسك مشاركا بإيجابية فى النضال السلمى والديمقراطى للانتقال إلى حياة حرة وكريمة شعارها دولة مدنية لكل مواطنيها تحت حكم القانون، وفى هذه الحالة فإن خانة الديانة لن تكون لها الأولوية فى تعريف هويتك وستتذكر أنك مواطن مصرى أولا.

فى حين أنك إذا تصرفت كقبطى فقط واعتمدت على الصدام واللغة التحريضية واستعارة بعض الأناشيد والعبارات الدينية ضد «الآخر» فسوف تنتهى «متقوقعا ومحشورا» فى زاوية، ولن تجد إلا السفارات الغربية وربما الإسرائيلية كى تطلب منها الدعم والحماية.

الإخوة الأقباط الذين يعتقدون أن أمريكا أو الغرب أو إسرائيل قد يحمونهم واهمون. هذا الغرب لا دين له، دينه هو المصالح، وتذكروا أن هذا الغرب نفسه هو الذى ترككم تحت رحمة نظام حليفه حسنى مبارك.

تذكروا أن علاقة الغرب مع السعودية «الوهابية» أقوى مليون مرة من علاقته مع فنزويلا أو كوبا المسيحيتين.

لو راهنتم على الغرب، لا قدر الله، فستكون تلك هى الكارثة، التى يحلم بها أنصار نظام مبارك.

الى كل الأقباط خصوصا الشباب المتحمس: أرجوكم «شغلوا دماغكم» واسألوا أنفسكم سؤالا واحدا: من المستفيد من الفتنة هذه الأيام؟!.

المؤكد أن الإخوان لا يريدون ذلك ــ بحكم المصلحة ــ وحتى غالبية السلفيين، وكل أنصار الثورة بالطبع.

طرف وحيد فى الداخل هو المستفيد، نظام مبارك وكل الذين تضرروا بسقوطه، وإسرائيل فى الخارج التى خسرت كنزها الاستراتيجى.

يا أيها الأقباط: لا نطالبكم بأن تكونوا ملائكة، أو حتى تديروا خدكم الأيسر عندما تتعرضون لصفعة على خدكم الأيمن.. نطالبكم فقط بالهدوء قليلا والتفكير فى المؤامرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer