جاء فى وكالات الأنباء أن «نتنياهو يفخر بالوحدة الوطنية فى إسرائيل بعكس ما يحدث فى مصر». والحقيقة أن فى كلامه بعض الصحة رغما عن أن دولته دولة احتلال تمارس العنصرية والاضطهاد ضد الفلسطينيين. ولكنهم يملكون من الترتيبات المؤسسية لفلسطينيى إسرائيل (أى الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية) ما لا نملك. لهذا تتحول بعض الحوادث الفردية فى مصر إلى تهديد لأمن الوطن بمجمله. وهو ما جعل الدكتور عصام شرف يستعين ببعض الأسماء النيرة من أبناء الوطن كى يقدموا حلا مؤسسيا يعمل على حماية المواطنة المصرية من العدوان عليها. ولكن مع الجوانب المؤسسية، فقد لمست من زيارتى إلى شباب ماسبيرو من المسيحيين حجم الإحساس بالظلم الواقع عليهم وفى نفس الوقت وعيهم بالرحمة التى جاء بها الإسلام ولكن بعض المسلمين لم يرتقوا، بل أساءوا، إليها. وقد كانت لى فرصة أن أجيب عن عدد من الأسئلة التى اعتبرها أحد الشباب المسيحى «شائكة» وأظنها غير ذلك.
السؤال الأول الذى سألنى إياه أحد الشباب المسيحى: لماذا أنتم تقولون عنا أننا كافرون؟ وكان ردى عليه أن نص القرآن فى هذا الأمر واضح، ولكن أوضحت له أنه الكفر الذى لا ينال من إنسانية صاحبه. فالقرآن الكريم قال: «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم» وتقدير الكلام أن الذى قال إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم كفر بالإسلام. مثلما أقول لقد كفر بالمسيحية من يقول إن عيسى ليس مرسلا من ربه.
وكلمة الكفر هنا كلمة تقنية عقيدية، ليست شتيمة أو إهانة، وإنما هى توصيفية. فأنا كافر بالبوذية ومؤمن بالإسلام. والمسيحى كافر بالبوذية ومؤمن بالمسيحية. إذن استبدل «البوذية» بأى ديانة أخرى غير ديانة المتحدث، ينطبق عليه نفس الكلام.
ومع ذلك فقد أوضحت لأخى المسيحى أننى «أكفر بالمسيحية كعقيدة، وأؤمن بأتباعها كنظراء مُكرّمين لى فى الخلق، وأحترم الإنجيل كمصدر للخبرة والحكمة الدنيوية وليس كمصدر للعقيدة والإيمان. عقيدة المسيحى أنكرها لأنها تتناقض مع عقيدتى، وإنسانية المسيحى ككل البشر أحترمها لأنها جزء من عقيدتى». ولهذا قال القرآن الكريم: «ولقد كرمنا بنى آدم». وأحسب أن إخوانى المسيحيين يتبنون نفس الموقف وعليهم وعلينا أن نتواصى به.
السؤال الثانى، هل تقبل أن يحرق مسيحى مسجدا؟
وكانت الإجابة بالنفى قطعا، وكذلك الكنيسة. فى حدود ما أفهمه من دينى، أنا مطالب بحماية الكنيسة شرعا. وهذا معنى الآية الكريمة: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرا». أى أن الله حمى الأديرة والكنائس والمعابد والمساجد بأن أمر خيار الناس بأن يدفعوا الأشرار عن هدم دور العبادة هذه. إذن حياد المسلم تجاه دور عبادة غير المسلمين ليس حيادا سلبيا، وإنما هو حياد إيجابى يتضمن واجب المشاركة والذود عن حق غير المسلمين فى العبادة.
نتنياهو وأمثاله سعداء بأن أصبحت إسرائيل، بزعمهم، ساحة للتسامح ومصر، بغفلتنا، ساحة للتباغض. ما لكم كيف تحكمون؟
السؤال الأول الذى سألنى إياه أحد الشباب المسيحى: لماذا أنتم تقولون عنا أننا كافرون؟ وكان ردى عليه أن نص القرآن فى هذا الأمر واضح، ولكن أوضحت له أنه الكفر الذى لا ينال من إنسانية صاحبه. فالقرآن الكريم قال: «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم» وتقدير الكلام أن الذى قال إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم كفر بالإسلام. مثلما أقول لقد كفر بالمسيحية من يقول إن عيسى ليس مرسلا من ربه.
وكلمة الكفر هنا كلمة تقنية عقيدية، ليست شتيمة أو إهانة، وإنما هى توصيفية. فأنا كافر بالبوذية ومؤمن بالإسلام. والمسيحى كافر بالبوذية ومؤمن بالمسيحية. إذن استبدل «البوذية» بأى ديانة أخرى غير ديانة المتحدث، ينطبق عليه نفس الكلام.
ومع ذلك فقد أوضحت لأخى المسيحى أننى «أكفر بالمسيحية كعقيدة، وأؤمن بأتباعها كنظراء مُكرّمين لى فى الخلق، وأحترم الإنجيل كمصدر للخبرة والحكمة الدنيوية وليس كمصدر للعقيدة والإيمان. عقيدة المسيحى أنكرها لأنها تتناقض مع عقيدتى، وإنسانية المسيحى ككل البشر أحترمها لأنها جزء من عقيدتى». ولهذا قال القرآن الكريم: «ولقد كرمنا بنى آدم». وأحسب أن إخوانى المسيحيين يتبنون نفس الموقف وعليهم وعلينا أن نتواصى به.
السؤال الثانى، هل تقبل أن يحرق مسيحى مسجدا؟
وكانت الإجابة بالنفى قطعا، وكذلك الكنيسة. فى حدود ما أفهمه من دينى، أنا مطالب بحماية الكنيسة شرعا. وهذا معنى الآية الكريمة: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرا». أى أن الله حمى الأديرة والكنائس والمعابد والمساجد بأن أمر خيار الناس بأن يدفعوا الأشرار عن هدم دور العبادة هذه. إذن حياد المسلم تجاه دور عبادة غير المسلمين ليس حيادا سلبيا، وإنما هو حياد إيجابى يتضمن واجب المشاركة والذود عن حق غير المسلمين فى العبادة.
نتنياهو وأمثاله سعداء بأن أصبحت إسرائيل، بزعمهم، ساحة للتسامح ومصر، بغفلتنا، ساحة للتباغض. ما لكم كيف تحكمون؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات