الحمد لله الذى مر بفضله يوم الجمعة الماضى على خير.
لا أود أن أذكر أسماء، ولكن شكرى الجزيل لقيادات شباب الثورة الذين دعوا إلى مظاهرات الجمعة وحموها.
أظن أننا كنا بحاجة لهذه المظاهرات بالطريقة التى خرجت بها. أشكرهم لأنهم حموها يوم أن عرفوا أن البعض يريدون أن يجعلوا منها «ثورة ثانية» وكأن مبارك لم يترك السلطة وكأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يسير على درب مبارك فى الاحتفاظ بالحكم ضد إرادة الناس.
وهؤلاء قطعا لا يدركون الفارق بين من أراد أن يحتفظ بالسلطة وأن يورثها لابنه من بعده ولم يجد غضاضة فى استخدام الرصاص ضد مجموعة من أنبل أبنائنا وبين من يحمى الثورة ويرفض أن تنزلق إلى الفوضى ويسعى للخروج من السلطة فى أسرع وقت ممكن.
فى ظنى أن مبارك ومن معه أرادوا الباطل فأصابوه، والمجلس الأعلى والحكومة أرادوا الحق فأصابوا الكثير منه. والحمل فعلا ثقيل، والكلام فعلا سهل، ولكن الكلام يحمل فكرا مهما وضروريا لأنه يفتح آفاقا أوسع وأرحب للنقاش.
أود أن أشكر شباب الثورة يوم أن نبهونا إلى من يريد الوقيعة بين الجيش والشعب بالمعنيين المعنوى والمادى. وكل الشكر لشباب مصر الواعى الذى استجاب لنداء التظاهر دون احتلال الميادين أو إغلاق الشوارع. وكان قرار القوات المسلحة حكيما بسحب قواتها من الميادين حتى يفوتوا الفرصة على من يريد بهذا الوطن وأهله شرا.
ولكن علينا أن نتأمل رسائل المظاهرات التى حدثت يوم الجمعة، والتى أحسبها متوازنة ومهمة وضرورية.
أولا، هناك احترام للقوات المسلحة وللمجلس الأعلى من أغلبية المتظاهرين، لكن هناك عدم رضا عن الكثير من الأمور التى تستحق أن يجتمع عدد من أعضاء المجلس الأعلى مع شباب الثورة ليستمع إليهم ويجيب مطالبهم المشروعة بشأن المحاكمات العسكرية والمحاكمات السياسية وإدارة البلاد فى الفترة القادمة.
المصريون يقتنعون بالكلام المباشر والصريح. وحين نضعهم فى الصورة هم يستوعبون التحديات. أعلم أن ليس كل ما يعرف يقال. والحقيقة أننى فى وضع جعلنى فعلا أعلم الفارق الهائل بين تحليل السياسات وصنع السياسات. والفارق بينهما يقتضى الحذر والحيطة.
ثانيا، المتظاهرون يقولون بوضوح للدكتور عصام شرف، هذه الوزارة ليست وزارة الثورة رغما عن أن الدكتور شرف كان الاختيار الأول لأغلبهم. ولكنه مطالب هو وحكومته بتغيير حقيقى فى الأداء. هل الأمور سهلة وقابلة للتغيير بسرعة فى كل المجالات؟ الإجابة قطعا بالنفى. هل هناك تقصير واضح فى بعض المجالات وسوء اختيار لعدد من القيادات؟ الإجابة قطعا بالإيجاب. إذن نحن بحاجة لقرارات جراحية فى الفترة القادمة توازن بين البعدين السابقين.
ثالثا، المتظاهرون قالوا بوضوح للقوى التى لم تشارك فى المظاهرات: تواضعوا فمصر أكبر من أى من أجزائها. وهذه رسالة مهمة لا نريد المبالغة فى معناها، ولكن لا نريد المبالغة فى تجاهلها أيضا. استفتاء مارس لم يعط أحدا صكا مطلقا للحديث باسم مصر أو المصريين. والتدافع بين المصريين بالتى هى أحسن ضرورة ملحة.
رابعا، الحوارات الوطنية لم تنجح بما يكفى فى أن تكون ساحة للنقاش العام بين الجميع. وإن كانت لها دلالة أساسية وهى أننا لم نزل فى أولى مراحل الحوار الديمقراطى. نحن كمن يتعلم المشى: خطوة ثم نقع فننهض ثم نقع حتى نتقن فن الحياة الديمقراطية.
لا أود أن أذكر أسماء، ولكن شكرى الجزيل لقيادات شباب الثورة الذين دعوا إلى مظاهرات الجمعة وحموها.
أظن أننا كنا بحاجة لهذه المظاهرات بالطريقة التى خرجت بها. أشكرهم لأنهم حموها يوم أن عرفوا أن البعض يريدون أن يجعلوا منها «ثورة ثانية» وكأن مبارك لم يترك السلطة وكأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يسير على درب مبارك فى الاحتفاظ بالحكم ضد إرادة الناس.
وهؤلاء قطعا لا يدركون الفارق بين من أراد أن يحتفظ بالسلطة وأن يورثها لابنه من بعده ولم يجد غضاضة فى استخدام الرصاص ضد مجموعة من أنبل أبنائنا وبين من يحمى الثورة ويرفض أن تنزلق إلى الفوضى ويسعى للخروج من السلطة فى أسرع وقت ممكن.
فى ظنى أن مبارك ومن معه أرادوا الباطل فأصابوه، والمجلس الأعلى والحكومة أرادوا الحق فأصابوا الكثير منه. والحمل فعلا ثقيل، والكلام فعلا سهل، ولكن الكلام يحمل فكرا مهما وضروريا لأنه يفتح آفاقا أوسع وأرحب للنقاش.
أود أن أشكر شباب الثورة يوم أن نبهونا إلى من يريد الوقيعة بين الجيش والشعب بالمعنيين المعنوى والمادى. وكل الشكر لشباب مصر الواعى الذى استجاب لنداء التظاهر دون احتلال الميادين أو إغلاق الشوارع. وكان قرار القوات المسلحة حكيما بسحب قواتها من الميادين حتى يفوتوا الفرصة على من يريد بهذا الوطن وأهله شرا.
ولكن علينا أن نتأمل رسائل المظاهرات التى حدثت يوم الجمعة، والتى أحسبها متوازنة ومهمة وضرورية.
أولا، هناك احترام للقوات المسلحة وللمجلس الأعلى من أغلبية المتظاهرين، لكن هناك عدم رضا عن الكثير من الأمور التى تستحق أن يجتمع عدد من أعضاء المجلس الأعلى مع شباب الثورة ليستمع إليهم ويجيب مطالبهم المشروعة بشأن المحاكمات العسكرية والمحاكمات السياسية وإدارة البلاد فى الفترة القادمة.
المصريون يقتنعون بالكلام المباشر والصريح. وحين نضعهم فى الصورة هم يستوعبون التحديات. أعلم أن ليس كل ما يعرف يقال. والحقيقة أننى فى وضع جعلنى فعلا أعلم الفارق الهائل بين تحليل السياسات وصنع السياسات. والفارق بينهما يقتضى الحذر والحيطة.
ثانيا، المتظاهرون يقولون بوضوح للدكتور عصام شرف، هذه الوزارة ليست وزارة الثورة رغما عن أن الدكتور شرف كان الاختيار الأول لأغلبهم. ولكنه مطالب هو وحكومته بتغيير حقيقى فى الأداء. هل الأمور سهلة وقابلة للتغيير بسرعة فى كل المجالات؟ الإجابة قطعا بالنفى. هل هناك تقصير واضح فى بعض المجالات وسوء اختيار لعدد من القيادات؟ الإجابة قطعا بالإيجاب. إذن نحن بحاجة لقرارات جراحية فى الفترة القادمة توازن بين البعدين السابقين.
ثالثا، المتظاهرون قالوا بوضوح للقوى التى لم تشارك فى المظاهرات: تواضعوا فمصر أكبر من أى من أجزائها. وهذه رسالة مهمة لا نريد المبالغة فى معناها، ولكن لا نريد المبالغة فى تجاهلها أيضا. استفتاء مارس لم يعط أحدا صكا مطلقا للحديث باسم مصر أو المصريين. والتدافع بين المصريين بالتى هى أحسن ضرورة ملحة.
رابعا، الحوارات الوطنية لم تنجح بما يكفى فى أن تكون ساحة للنقاش العام بين الجميع. وإن كانت لها دلالة أساسية وهى أننا لم نزل فى أولى مراحل الحوار الديمقراطى. نحن كمن يتعلم المشى: خطوة ثم نقع فننهض ثم نقع حتى نتقن فن الحياة الديمقراطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات