كم نحتاج من حوادث مصنوعة بمنتهى الخسة والوضاعة مثل ذلك الذى جرى فى إمبابة مساء أمس الأول لكى نستقر فى قاع الجحيم؟
كم يكفى لكى نمارس جنون «اللبننة» فى مصر؟ اللبننة التى أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة على لسان أحد أعضائه وهو اللواء مختار الملا خوفه منها الأسبوع الماضى فى ندوة عقدها المجلس تحت عنوان «الأمن وآلية تحقيقه فى ظل الظروف الحالية».
كلمات الملا نشرت على أوسع نطاق صباح الأربعاء الماضى، وبعدها بساعات كانت بروفة صغيرة لتلك اللبننة البائسة تدور على أرض شارع عبدالعزيز بوسط القاهرة، حتى كان الكابوس المخيف الذى شهدته إمبابة أمس الأول، الذى تؤكد كل الوقائع على الأرض أنه مصنوع بدقة شيطانية متناهية.
وما يقال عن أن أحد ذيول الحزب الوطنى فى المنطقة كان وراء إطلاق شائعة احتجاز فتاة أشهرت إسلامها فى الكنيسة، يعنى أن النظام السابق يلعب بالورقة الأخيرة والأخطر على الإطلاق لمقاومة الثورة المصرية وإحراقها فى جحيم الفتنة الطائفية، غير أنه لابد من التمعن قليلا فى السياق الذى اندلعت به الفاجعة الأخيرة، ومن المهم هنا العودة إلى ما قاله اللواء الملا عن الأخطار المحدقة بمصر الثورة وفيه «إن أخطر ما يواجه المرحلة المقبلة، والمتمثل فى أعمال الترويع والبلطجة التى ينظمها ويحركها قيادات داخلية فقدت مكاسبها غير الشرعية، وجهات خارجية تسعى لانهيار مصر».
وعند «الجهات الخارجية» يجب أن نتوقف ونفكر ألف مرة فى تصاعد حالة الانفلات بالشارع المصرى بالتزامن مع حدثين مهمين وقعا فى الأيام الماضية، الأول هو إنجاز عملية المصالحة الفلسطينية فى مصر، وما تلا ذلك من حالة سعار انتابت الإسرائيليين فور توقيع الاتفاق.. والثانى هو الحكم بسجن وزير الداخلية المخلوع حبيب العادلى 12 عاما فى قضية الفساد المالى، وأزعم أن قراءة المشهد الراهن بعيدا عن هذين المتغيرين هى قراءة منقوصة.
لكنه من السذاجة أن نكتفى بالنظر إلى ما جرى على ضوء هذين المتغيرين فقط، فهناك عوامل أخرى لابد من وضعها فى الاعتبار، وفى مقدمتها حالة الحشد الطائفى التى تصاعدت بشكل مخيف بعد فتنة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وما أعقبها من عبث فى أزمة كنيسة أطفيح، واستدعاء شرير لقضايا وملفات «أرشيفية» ومنها مشكلة كاميليا شحاتة التى تنفسنا الصعداء بعد الإعلان عن انتقالها إلى النيابة العامة.
وعلى الرغم من التسليم بأن ما يحدث هو سيناريو محبوك ينتمى إلى دراما النظام السابق، لكى ينشغل المصريون عن ثورتهم، إلا أنه يكشف أيضا عن هشاشة وهزال فى النسيج الاجتماعى، بما يجعل مصر معرضة للإصابة بسعال طائفى حاد مع تعرضها لأى لفحة هواء تأتى من هنا أو هناك، وهو ما يضع المؤسسات الدينية على الجانبين فى دائرة الاتهام بممارسة الشحن وصناعة الاحتقان.
إن جحيم الحرب الأهلية اللبنانية اندلع عقب انتصار مذهل حققته مصر والعرب على العدو الصهيونى، والآن نحن نعيش أفراح الانتصار بالثورة فى مصر وتونس.. انتبهوا أيها السادة.
كم يكفى لكى نمارس جنون «اللبننة» فى مصر؟ اللبننة التى أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة على لسان أحد أعضائه وهو اللواء مختار الملا خوفه منها الأسبوع الماضى فى ندوة عقدها المجلس تحت عنوان «الأمن وآلية تحقيقه فى ظل الظروف الحالية».
كلمات الملا نشرت على أوسع نطاق صباح الأربعاء الماضى، وبعدها بساعات كانت بروفة صغيرة لتلك اللبننة البائسة تدور على أرض شارع عبدالعزيز بوسط القاهرة، حتى كان الكابوس المخيف الذى شهدته إمبابة أمس الأول، الذى تؤكد كل الوقائع على الأرض أنه مصنوع بدقة شيطانية متناهية.
وما يقال عن أن أحد ذيول الحزب الوطنى فى المنطقة كان وراء إطلاق شائعة احتجاز فتاة أشهرت إسلامها فى الكنيسة، يعنى أن النظام السابق يلعب بالورقة الأخيرة والأخطر على الإطلاق لمقاومة الثورة المصرية وإحراقها فى جحيم الفتنة الطائفية، غير أنه لابد من التمعن قليلا فى السياق الذى اندلعت به الفاجعة الأخيرة، ومن المهم هنا العودة إلى ما قاله اللواء الملا عن الأخطار المحدقة بمصر الثورة وفيه «إن أخطر ما يواجه المرحلة المقبلة، والمتمثل فى أعمال الترويع والبلطجة التى ينظمها ويحركها قيادات داخلية فقدت مكاسبها غير الشرعية، وجهات خارجية تسعى لانهيار مصر».
وعند «الجهات الخارجية» يجب أن نتوقف ونفكر ألف مرة فى تصاعد حالة الانفلات بالشارع المصرى بالتزامن مع حدثين مهمين وقعا فى الأيام الماضية، الأول هو إنجاز عملية المصالحة الفلسطينية فى مصر، وما تلا ذلك من حالة سعار انتابت الإسرائيليين فور توقيع الاتفاق.. والثانى هو الحكم بسجن وزير الداخلية المخلوع حبيب العادلى 12 عاما فى قضية الفساد المالى، وأزعم أن قراءة المشهد الراهن بعيدا عن هذين المتغيرين هى قراءة منقوصة.
لكنه من السذاجة أن نكتفى بالنظر إلى ما جرى على ضوء هذين المتغيرين فقط، فهناك عوامل أخرى لابد من وضعها فى الاعتبار، وفى مقدمتها حالة الحشد الطائفى التى تصاعدت بشكل مخيف بعد فتنة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وما أعقبها من عبث فى أزمة كنيسة أطفيح، واستدعاء شرير لقضايا وملفات «أرشيفية» ومنها مشكلة كاميليا شحاتة التى تنفسنا الصعداء بعد الإعلان عن انتقالها إلى النيابة العامة.
وعلى الرغم من التسليم بأن ما يحدث هو سيناريو محبوك ينتمى إلى دراما النظام السابق، لكى ينشغل المصريون عن ثورتهم، إلا أنه يكشف أيضا عن هشاشة وهزال فى النسيج الاجتماعى، بما يجعل مصر معرضة للإصابة بسعال طائفى حاد مع تعرضها لأى لفحة هواء تأتى من هنا أو هناك، وهو ما يضع المؤسسات الدينية على الجانبين فى دائرة الاتهام بممارسة الشحن وصناعة الاحتقان.
إن جحيم الحرب الأهلية اللبنانية اندلع عقب انتصار مذهل حققته مصر والعرب على العدو الصهيونى، والآن نحن نعيش أفراح الانتصار بالثورة فى مصر وتونس.. انتبهوا أيها السادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات