بقلم عمر طاهر ٩/ ٥/ ٢٠١١
(١) ظهر عمرو حمزاوى مع عمرو أديب مطالبا بالسماح للفتاة المسلمة بالزواج من مسيحى، هو الآن يقف فى صف واحد مع الشيخ شومان الذى قال إن الليبرالية هى أن أمك تقلع الحجاب، تطرف شومان فى التعريف وهو يعتقد أنه يدافع عن الإسلام، وبالغ حمزاوى فى مطلبه وهو يعتقد أنه يدافع عن الحرية. حمزاوى (الذى أحبه وأحترمه كثيرا) خانه التوفيق وهو يدعو للحرية حسب كتالوج لا يشبهنا أبدا، يا دكتور لقد جعلك هذا التصريح تبدو كأنك تلوى ذراع مجتمع بتركيبته الاجتماعية والثقافية حتى نتقدم ونواكب العالم المتحضر، وفاتك أن تمسّك كل أمة بخصائصها هو مفتاح تقدمها، الحرية أن تحترم حرية المجتمع فى اختيار أفكاره، وأن تبصر الأرض التى تقف عليها قبل أن تطلق تصريحا يجعل الناس بين اختيارين، الأول أن يختبئوا تحت الغطاء الحجرى كالسلاحف فى كل مرة يظهر شخص يكلمهم عن الحرية، أو أن يبادلوا تطرفك الفكرى بتطرف آخر. نحن مجتمع لديه أفكار أكثر ضيقا من حيز فكرة الزواج المدنى.. ألم يشرع الله للرجل أن يتزوج أكثر من مرة؟، لكن المجتمع اتفق ضمنيا على التعامل فيما شرع الله وأحله بطريقة تشبهه.. قنن المجتمع الفكرة وأصبحت ثقافته تسامح من يفعل ذلك مضطرا أو لظروف غير اعتيادية، وجعل من يفعلها كنوع من الطفاسة فى نفس مكانة المنحل أخلاقيا، لقد هضمنا شرع الله وأضفنا له طعمنا كمصريين.. قوم تيجى حضرتك تقول جواز المسلمة بمسيحى؟ أتابعك وأنت تبذل جهدا مكثفا فى تنوير الناس لكن أخشى أن تكون قد هدمت بتصريح مجازف كل ما بنيته!.. كنت أتوقع من حضرتك جهدا كافيا فى الأول لتقنع الناس بحرية اختيار الدين وحرية أصحاب الدين الآخر فى أن يعيشوا بيننا كشركاء.. هل أنجزت هذة الجزئية أولا قبل أن تحاول إقرار حرية المسلمة فى الزواج من مسيحى؟.. كلامك فى الإعلام يا دكتور يختلف كثيرا عن كلامك فى جلسة نقاش مع القادرين على مبادلتك الحجة بالحجة وهم يقرون بأحقيتك الكاملة فى طرح الأحلام والأفكار دون أن يغير هذا من نظرتهم لك، لكن كلامك لعامة المصريين كانت به إهانة لفطرتهم فى جزئية لا يوجد دليل واحد على أن تغييرها سينهض بهذا البلد. (٢) إذا أراد السلفيون أن يعيشوا بيننا فى سلام فعليهم أن يطهروا أنفسهم وأن يتخلصوا أولا من «المتسلفنين». وأكبر نموذج لهم هذا الكيان المسمى ائتلاف دعم المسلمين الجدد، الذى أرهقنا طوال يوم السبت الماضى برسائل على الفيس بوك وتويتر تشعلل العالم، وإليك عينة: «ساعتان من أمطار طلقات النار من فوق أسطح الكنيسة على المسلمين وعشرات القتلى يتساقطون برصاص القساوسة»، «الجيش المصرى الذى عبر خط بارليف يحاول منذ خمس ساعات دخول الكنيسة لإخراج المسلمة التى اختطفوها ولا يستطيع».. من أين للكنيسة كل هذه الذخيرة؟! وإذا أراد الأقباط أن يعيشوا بسلام بيننا عليهم أن يتخلصوا من «المتأقبطين»، من أمثال موريس صادق ومذيعى قناة الحقيقة وضيوفهم الثابتين والمعتصمين أمام السفارة الأمريكية، تلك القائمة التى تسابق الوقت لتلبية دعوتها لفرض الحماية الدولية على مصر. المتسلفنون والمتأقبطون، إن تخلصنا منهم أنقذنا هذا البلد، لكن قبل ذلك إذا أردنا جميعا أن نعيش فى سلام فعلينا أن نتخلص من كل اللى عاملين نفسهم مصريين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات