الأقسام الرئيسية

الصحافة القومية من «يوم وُلدت مصر» إلى «روح منك لله»

. . ليست هناك تعليقات:


٥/ ٥/ ٢٠١١

الفارق الزمنى بين عيد ميلاد مبارك الأخير وعيد ميلاده بالأمس، عام بالتمام والكمال، تغيرت الصحافة القومية فى استقبالها لعيد مولد مبارك بشكل جذرى، بعد أن كانت تعتبر مولده مولداً لمصر بالكامل، وصورته تصاحب سنابل القمح فى الصفحة الأولى، واسمه تسبقه كلمة «ريس»، أصبحت صورته العابسة واسمه مسبوقاً بكلمة «المخلوع» وعدم اهتمام بمولده، «المصرى اليوم» رصدت تعامل الصحف خلال عام مع عيد ميلاد الرئيس.

أسامة سرايا وممتاز القط تنافسا بشدة فى مديح الرئيس فى مولده، فرفع سرايا مانشيتاً عريضاً لجريدة «الأهرام» يقول «يوم أن ولدت مصر من جديد»، ووصف عيد ميلاد الرئيس بالعرس والآية لكل المصريين الشرفاء، حيث قال «وهو عرس للشرفاء الوطنيين يسترجعون فيه بكل التقدير مسيرة قائدنا، الذى أصبح لنا رمزاً وآية لجهودنا فى بناء مصر الحديثة فى كل المجالات»، وأسهب سرايا فى مدح الرئيس قائلاً «مبارك يقف معنا فى تصحيح أى أخطاء أو كوارث مثلما كان معنا عندما صححنا أوضاع الوطن من الهزيمة إلى النصر، ومن ضياع الأرض إلى استردادها، ومن تفكك الوطن عندما روعنا الإرهابيون والمتطرفون إلى تماسكه،

فواجهناهم إلى أن صححوا أمورهم واسترد أغلبهم عقولهم»، لم يكن سرايا هو الوحيد فى الأهرام، حيث كتب مرسى عطاالله يقول: «إننا لا نكتب فقط عن ٤ مايو كعيد ميلاد الرئيس مبارك ـ أمد الله فى عمره ـ وإنما نكتب عن مصر ودورها، الذى تجاوز فى تعامله مع الأزمات الطاحنة التى دهمت أمتنا فى السنوات الأخيرة»، بينما اهتم القط فى جريدة «أخبار اليوم» بعنوان عامى يقول «ليه بنحبك يا ريس؟» قال فيه «يا ريس كل سنة وإنت طيب وربنا يخليك لينا.. كل سنة ومصر تعيش معك أغلى وأعز أيامها..

سنوات مرت وكأنها حلم جميل داعبنا، وجعلنا نبتسم لكل أيامنا.. فى عيد ميلادك يا ريس ندعو الله لك بالعمر المديد، لكى تحقق لنا المزيد والمزيد.. فنحن سيدى الرئيس قدرك، وأنت قدرنا. لمن غيرك نشكو؟! من مين غيرك نطلب!!

لمن غيرك نروى أحلامنا وآمالنا فى مستقبل نملك فيه القدرة على أن نحقق طموحاتنا، ونترك لأولادنا وأحفادنا وطناً عزيزاً وقادراً على أن يحقق لنا كل ما نتمناه. بصراحة.. إحنا بنحبك لأنك إنسان أصيل.. بتعرف تحافظ على كرامة وكبرياء بلدك وشعبك.. بتعرف تقرأ المستقبل صح يا ريس.. وفى كل حاجة.. بره وجوه. بنحبك.. لأنك ما بتعملش حاجة إلا بعد ما تحسبها صح».

واختتم مقاله بأن العالم بأكمله يحسدنا على الرئيس، ويتمنى أن يكون رئيسه، فى «روزاليوسف» تولى مهمة مديحه محمد النشائى، حيث كتب مقالاً بعنوان «مبارك لكم رئيسكم» تحدث فيه عن فرحة مصر بمولد الرئيس السابق، ودور مبارك فى البلاد اقتصادياً وسياسياً وقال: «شكرا سيادة الرئيس على ما أنجزته لوطنك وشعبك.. شكراً على النهضة.. شكراً على السلم الذى نعيشه.. والتصدى لإسرائيل المارقة.. شكراً على الأمن والأمان والصحة.. شكراً على الخروج من الاشتراكية إلى الرأسمالية المقننة. واليوم وبمناسبة عيد ميلاد الرئيس حسنى مبارك، أقول لشعب مصر: مبارك لكم رئيسكم».

اليوم وقد تغيرت الصورة خرجت جريدة الأهرام دون أى ذكر لمولد الرئيس مبارك فى صفحتها الأولى، على عكس باقى الصحف القومية، التى وجدت فرصة لإزالة تاريخها السابق مع الواقعة، وربما التشفى فى مبارك نفسه، حيث خرجت جريدة الأخبار بعنوان «مبارك يحتفل بعيد ميلاده اليوم فى الحبس»، بينما خرجت الجمهورية بعنوان «الجماهير للرئيس المخلوع فى عيد ميلاده: روح منك لله» بينما حملت روزاليوسف موضوعاً رئيسياً عن الرئيس فى صفحتها الأولى تحت عنوان «أسوأ عيد ميلاد فى حياة مبارك».

ولم تشهد الصحف القومية إعلاناً واحداً للتهنئة بعيد ميلاد الرئيس وهو ما كان متعارفاً عليه فى الأعوام الماضية، واشتهرت به جميع الصحف القومية.

باب الأبراج الذى كان يضم رسائل مديح ومباركة للرئيس لم يعد كذلك هو الآخر، ففى العام الماضى تضمنت أبواب «حظك اليوم والأبراج»، عبارات خاصة لمواليد برج الثور، الذى ينتمى له الرئيس مبارك، امتازت أغلب العبارات بالتأكيد على «واقع سعيد»، أو التبشير بـ«مستقبل باهر» للمنتمى لهذا البرج، وحمل بعضها عبارات تؤكد أن الناس تحب مواليد يوم ٤ مايو.

ففى العام الماضى قالت جريدة «الجمهورية» فى باب الأبراج: «حب الناس لك لا يأتى من فراغ»، وهو ما لم تفعله هذا العام فذكر البرج «وداع مؤثر لشخص عزيز عليك»، فى الوقت الذى طمأنت فيه جريدة «الأخبار» الرئيس السابق على صحته العام الماضى، وأنه يمتلك مشروعات جديدة، فقالت: «نشيط العقل وتمتلك كماً هائلاً ومتنوعاً من الأفكار»، بينما جاء الحظ هذا العام مقتضباً يقول «تبحث مواضيع وأموراً مهمة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer