أمين محمد-نواكشوط دخل العمال غير الدائمين في الشركة الوطنية لاستخراج وتصدير الحديد (اسنيم) في اعتصام مفتوح وإضراب عن العمل احتجاجا على أوضاعهم التي يصفونها بالمزرية وغير اللائقة، وللمطالبة بتثبيتهم بعد عقود من العمل دون حقوق. وتفاقمت أزمة العمال غير الدائمين والذين يسمون (بالجرنالية) بعدما أصروا على تنظيم مسيرات واعتصامات اعتبرتها السلطات المحلية بمدينة زويرات (780 كلم شمال العاصمة نواكشوط) غير مرخصة وقمعتها قوات الشرطة بشكل عنيف، وأدت إلى إصابة خمسة من العمال وبعض عناصر الشرطة بجروح متفاوتة. ويقول ممثلو العمال إن الشرطة أطلقت عليهم الرصاص الحي وأصابت أحدهم في رجله، وهو ما نفته السلطات المحلية والأمنية بالمدينة، وأكدت أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيلة للدموع فقط لإبعاد المتظاهرين ومنعهم من اقتحام أماكن عامة. وسمحت السلطات المحلية بعد ذلك للعمال بالتجمع والاعتصام في الساحة الرئيسية بالمدينة (ساحة العيدين)، حيث بنوا عددا من الخيام، وباتوا ينظمون من خلالها مهرجاناتهم وأنشطتهم المختلفة وسط تضامن واسع من سكان المدينة الشمالية ذات الأغلبية العمالية. تحرك حكومي وأوفدت الحكومة الموريتانية الخميس وفدا وزاريا مكونا من وزيري الداخلية والنفط للتفاوض مع المعتصمين من أجل حلحلة الأزمة التي اندلعت بشكل مفاجئ وباتت تشغل الرأي العام العمالي، وتثير مخاوف لدى الحكومة من استفحالها في وجه اليوم العالمي للعمال الذي يوافق الأول من مايو/أيار القادم.
ويبلغ عدد عمال الجرنالية في مدينتي زويرات ونواذيبو العاملين في شركة اسنيم نحو أربعة آلاف عامل يوجد منهم نحو ثلاثة آلاف في مدينة زويرات لوحدها، يتم تشغيلهم في شركة اسنيم من خلال عشرين مؤسسة وسيطة. المطالب ويقول ممثل الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا المختار ولد سيدي مولود –وهو أحد قادة التحرك- للجزيرة نت إن مطالبهم تتمثل أساسا في تثبيتهم بعقود محددة وواضحة في شركة اسنيم بعيدا عن شركات السمسرة. ويضيف أنهم ملوا من الوعود الحكومية حيث تعهد لهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتسوية وضعيتهم أثناء حملته الانتخابية 2009، ثم عاد العام الماضي خلال زيارته لمدينة زويرات ليتعهد لهم من جديد بحل مشكلتهم قبل بداية العام الحالي، وذلك بموازاة مع عدد كبير من الوعود والتعهدات من قبل السلطات المحلية، لكن شيئا من ذلك لم يتم وهو ما أقنع العمال بأنه لا توجد مساع فعلية لحل مشكلتهم. ويضيف مسؤول عمال البنى التحتية في نقابة الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية عبدي ولد بخير للجزيرة نت أن من المطالب الرئيسية للعمال مساواتهم مع العمال الدائمين في الرواتب الإضافية انطلاقا من كونهم شركاء في الإنتاج، علما بأن الشركة تدفع رواتب إضافية من كل فترة بحسب الأرباح. ووفقا للمصدر نفسه، دفعت في يناير/كانون الثاني من العام الحالي راتبا واحدا للعمال غير الدائمين، وثلاثة رواتب للمثبتين، ثم دفعت أيضا في أبريل/نيسان الجاري ثلاثة رواتب للرسميين ولم تدفع شيئا لغير الدائمين. استمرار الاعتصام ويصر العمال على أنهم لن يغادروا ساحة الاعتصام قبل الاستجابة لمطالبهم التي يأتي في صدارتها التثبيت والمساواة في صرف الرواتب الإضافية. ونددت الفرق البرلمانية المعارضة بقمع مظاهرات العمال وقالت إنه جاء بعد قمع مظاهرات الشباب في نواكشوط، كما سجل سابقة خطيرة باستخدام الرصاص الحي ضد العمال المتظاهرين، حسب قولهم. وطالبت السلطات بفتح تحقيق فوري في عملية إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عنها، وحذرتها من التمادي "في انتهاج القمع وتقييد الحريات بدل التجاوب مع مطالب المواطنين والبحث عن حلول لها". | ||||||
|
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات