سياح وضعوا أكاليل ورود وشموع قرب مقهى "أركانة"
السبت 26 جمادى الأولى 1432هـ - 30 أبريل 2011ماستعادت الحياة طبيعتها في ساحة جامع الفنا التي تعتبر القلب النابض لمدينة مراكش المغربية، وذلك بعد مرور يوم على تفجير إرهابي استهدف مقهى أركانة الخميس الماضي مما أدى إلى مقتل 16 شخصاً بينهم سواح أجانب.
وخلال ساعات الصباح الأولى من أمس الجمعة كانت هناك حركة عادية في ساحة جامع الفنا وإقبال اعتيادي من قبل المواطنين المغاربة على الحياة الروتينية، في حين تزايد توافد السياح الأجانب مع توالي ساعات النهار ليتجولوا بكل حرية بين الشوارع الرئيسية للمدينة وداخل الساحة الأشهر في العالم العربي، لتعلن الساحة عن مفاجأة من العيار الثقيل بحسب تعبير تجار ساحة جامع الفنا، رواج وحركة ودينامية وحلقيات للحكواتيين ولـ"صانعي الفرجة" من الفرق الموسيقية ومروضي القرود والأفاعي ومن لاعبي الخفة وقارئي الطالع.
وكلما اقترب غروب الشمس كانت تزداد وتيرة الحركة التجارية عند أصحاب أكشاك الوجبات السريعة وبائعي الأكلات المغربية، وإقبال من سياح أوروبيين وأمريكيين في مشهد لانتصار الحياة كما ذكر بعض المراكشيين في حديثهم لـ"العربية" حيث عبروا عن فرحتهم في "نجاحهم في الانتصار لخيار الحياة في مواجهة مخطط عبر حقيبة مفخخة فجرت عن بعد لإزالة الفرح عن ساحة جامع الفنا".
وعبر رهط كبير من السياح الأجانب في أحاديث لـ"العربية.نت" عن انبهارهم بنبض الحياة في الساحة الذي لم يكونوا يتوقعونه ومشددين على "استمتاعهم بهذا الجو الاحتفالي الذي سمعوا عنه قبل زيارة المغرب".وأعلنوا عن تضامنهم مع الضحايا ورغبتهم في زيارة أخرى لمراكش بغض النظر عن تعرضها لتفجير إرهابي.
ورصدت" العربية.نت" انهماك سياح في التبضع وشراء سلع من الصناعة التقليدية والملابس المحلية المغربية، فيما آخرون يضبطون الكاميرا على صور تذكارية من الساحة، ومنهم من اختار التجول للتوقف لتتبع ما تقدمه الساحة من عروض من مسرح الهواء الطلق كما قام بعض السياح الأجانب من وضع إكليل ورد وشموع قريبا من مقهى أركانة حدادا على من سقط من الضحايا.
وسجلت الساحة حراكا من المجتمع المدني غير الحكومي للتعبير عن رفض الإرهاب، كما نظم العاملون في القطاع السياحي مسيرة صامتة في الساحة قبل قراءة الفاتحة ترحما على من لقي مصرعه في التفجير الإرهابي ووضعوا ورودا قرب مقهى أركانة، وقبل ذلك وقف شباب حركة "20 فبراير" للتعبير عن رفضهم التام للإرهاب ومطالبتهم بتحقيق في الحادث وتقديم المتورطين للمحاكمة وعدم اتخاذ العمل مطية للتضييق على الحريات وعلى الحق في التظاهر وفق تعبير الحركة.
جولة ليلية
إلا أن مدينة مراكش بحسب المحللين من المرتقب أن تواجه في المرحلة المقبلة امتحانا عسيرا في القطاع السياحي من جهة الرواج من عدمه خاصة وأن قراءات تشير إلى إمكانية تأثير تفجير مقهى أركانة على صورة المدينة لدى السياح الأجانب.
وكانت فرق التحقيق المغربية عادت لليوم الثاني على التوالي لإعادة التنقيب في الطابق الثاني من مقهى أركانة، للعثور على ما قد يساعد على تضييق الخناق على منفذ العملية أو الجهة التي خططت لها، وقدمت كل من فرنسا وإسبانيا مساعدة لوجيستيكية من خلال حضور فريقي تحقيق متخصصين إلى مدينة مراكش للوقوف على ما جرى.
وروى شاهد عيان التقته لـ"العربية.نت" أنه حضر دقائق قليلة عقب التفجير ليشاهد جثثا متناثرة وسياحا أجانب مقطوعي الأطراف فيما تهاوت قريبا منه جثة سائح من الطابق العلوي.
تجدر الإشارة إلى أنه وعقب صلاة الجمعة، تمت إقامة صلاة الجنازة على الغائب لأرواح ضحايا التفجير قبل أن تنطلق مسيرة تتكون من عشرات المراكشيين الذين رفعوا شعار الشعب يريد إسقاط الإرهاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات