الأقسام الرئيسية

ناصر البحرى «أبوجندل» الحارس الخاص لأسامة بن لادن فى أول حوار لصحيفة مصرية:الظواهرى قال لى إنه نادم على ما فعله ضد مصر (٦)

. . ليست هناك تعليقات:


أجرى الحوار فى صنعاء شارل فؤاد المصرى ١٢/ ٤/ ٢٠١١

ناصر البحرى

فى الحلقة الماضية كشف ناصر البحرى قصة انضمامه إلى القاعدة وقال: انضممت إلى القاعدة بعد عامين من عملى كحارس شخصى لأسامة بن لادن، مؤكداً أن الشيخ أسامة لم يطلب مبايعته وأنه عمل معه أربع سنوات، مشيراً إلى أن أسامة بن لادن كان يهتم بأن من يعمل معه يتوافر فيه الصدق والإخلاص، وقال إن الشيخ أسامة طلب منه قتله بإطلاق الرصاص عليه إذا وقع فى أسر الأمريكان واعتبر ذلك استشهادا .. وإلى الحلقة السادسة من الحوار:

■ وماذا حدث بعد حادث نيروبى ودار السلام فى كينيا؟

- دارت الأيام وبدأت الجماعات تنضم إلى القاعدة.

■ ما هى تلك الجماعات؟

- جماعة الجهاد المصرية، والجماعة الإسلامية المصرية، وقلت له يا أبوعبدالله: وقف هنا.. هذه الجماعات لها فكر وتاريخ وآليات وتجارب وقناعات، ونحن أناس -يقصد القاعدة- لنا بيئتنا ولنا طبيعتنا ولا نقل عنهم خبرة، وأنا لا أخفيك سراً نحن شباب الجزيرة العربية نعتبر الجماعة الإسلامية المصرية هى الأقرب إلينا من جماعة الجهاد.

■ لماذا؟

- لسبب واحد وهو أن الجماعة الإسلامية حركة شعبية فى الأساس أما تنظيم الجهاد، فهو حركة سرية تنظيمية، والجماعة الإسلامية يوجد لديها طلبة علم ولديها شيوخ وعلماء من ضمن كيان الجماعة، ولكن جماعة الجهاد شوية دكاترة مع احترامى للدكتور أيمن الظواهرى وشكلوا خلية تأثرت بفكر سيد قطب لا أكثر، ولكن ككيان له علاقة بالجماهير لا يوجد، والجماعة لديها شيوخ علم، مثل الشيخ رفاعى طه، والشيخ عمر عبدالرحمن. ولكن أنتم يا جماعة الجهاد من عندكم شيخ؟

وتوقفت عند فكرة انضمام هؤلاء، وتحديداً جماعة الجهاد إلى القاعدة، وتساءلت: هل سيكون انضمامهم مجلس شورى تنسيقياً أم انضماماً كاملاً؟ وما استطعت ابتلاع ذلك، خاصة قتل المدنيين.. ووقتها قالوا انضمامنا سيكون انضماماً كاملاً وسيكون أميرنا أبوعبدالله أسامة بن لادن، فقلت لهم أنا رجل إدارة أعمال وعندما تنضم شركة إلى أخرى هناك عملاء وموظفون من سيغلب على من؟ ومن سيدير هذه الشغلانة.. وككثرة عددية شباب الجزيرة أكثر من المصريين فى القاعدة.. ولكن ظل السؤال من سيدير من؟

■ وماذا حدث ومن أدار من؟

- فى النهاية اكتشفنا أن المصريين هم الذين يديرون، وليسوا المصريين الذين فى القاعدة، ولكن المصريين فى جماعة الجهاد وهم لهم فكرهم بخلاف القاعدة أو الجماعة الإسلامية المصرية.

■ إذن أنت كنت مستاء من ذلك؟

- نعم، وقلت للشيخ أسامة باللهجة اليمنية «إمسك بريك يا أبوعبدالله» -تعنى فرمل- وحدثت مواقف تضايقت منها وكنت مستاءً.

■ ما هذه المواقف؟

- تجنيد الشباب العشوائى، وقلت لهم: يا جماعة أنتم تأتون بشباب من الشارع وهم شباب متحمس مندفع، ولكن أين الناس العقلاء؟

وأنا كرجل يقوم بتدريس إدارة الأعمال، هناك شىء اسمه تخطيط، وبالتالى هناك شىء آخر اسمه سقف التوقعات والشباب صغير السن وخريجو جامعات والوضع مع أمريكا ليس كالوضع مع السوفيت، فالمؤثرات والمتغيرات وأرض الواقع مختلفة فاحسبوا حسابكم.

■ عندما حذرتهم هل استجابوا؟

- لا لم يعرنى أحد اهتماماً.

■ إذن حادثة نيروبى ودار السلام أحدثت لك عصفاً ذهنياً أعدت معه حساباتك من جديد؟

- نعم.. ولكننى لم أبح بأفكارى لأحد من الأفراد العاديين حتى لا تكون فتنة بين أفراد التنظيم.

■ مع من كنت تتكلم؟

- مع بن لادن، وكان دائماً، يقول لى يا أبوجندل معلش، وهو يعلم أنه من المستحيل أن أكون سبباً فى فتنة أو سبب إزعاج له مع الشباب، ودارت الأمور بهدوء واتخذت قرار الخروج من القاعدة؟

■ كم من الوقت كان قد مر عليك؟

- ٤ سنوات، وكان احتكاكى بالقيادات، وكنت أرى أسامة بن لادن كيف يتعامل مع مجلس الشورى الموجود لديه، وكيف كان يتعامل مع الظواهرى وغيره.

وذات يوم قال الظواهرى لنا: يا شباب يا ليتنا نعود ونفعل ما فعلتموه فقلنا: لماذا؟ قال: كنت شعرت بحجم الخطأ الذى أخطأته فى حق مصر؟ وانفعل ناصر وقال: تقول هذا الكلام بعد عشرين سنة، وقلنا له يا أبومحمد - كان لدى الظواهرى ولد صغير اسمه محمد وقتل - ما هو سبب هذا الكلام؟ وما هو الخطأ.

قال يا ولدى نحن ضربنا فى الشرطة والشعب المصرى والجيش، واليهود والأمريكان موجودون.. ويبدو أنه أعاد حساباته مرة أخرى بعد عشرين سنة.

■ هل هذا الحوار كان بشكل شخصى؟

- نعم، ولا يستطيع أن يقوله فى العلن، خاصة مع وجود أفراد جماعة الجهاد، وأنا أشبههم بمجموعة قراصنة وسفينة، والزعيم يسيطر بقوته الجسدية، أما كقوة فكرية، فلا يوجد، لدرجة أنهم عندما يتناقشون ويعلو صوتهم كنت أعتقد أنهم سيضربون بعضهم البعض.

■ هل كان الشيخ أسامة يتقبل الحوار؟

- جماعة الجهاد عكس الشيخ أسامة تماماً، لأنه كان يفتح قلبه للحوار بطريقة عجيبة وقادراً على الإقناع، وهذه ميزة لديه وفى هذا الوقت قررت الخروج من القاعدة ومن أفغانستان.

■ هل تركوك تخرج؟

- لا، ما كانوا يريدون خروجى.

■ هل تكلمت مع أحد؟

- تكلمت مع اثنين من الإخوة اليمنيين، وفوجئوا بعد ذلك، وأحدهما يدعى على حمزة البهلولى، معتقل فى جوانتانامو، وخرج من عندى واتجه إلى الشيخ أسامة وقال له إحدى الركائز الأساسية عندك يريد الخروج من أفغانستان، ولم يذكر اسمى ولكن الشيخ عرف أنه أنا.

■ هل أرسل لك الشيخ أسامة بن لادن مرسالاً لكى يثنيك عن قرارك؟

- نعم أرسل لى الشيخ أبوحفص - أحمد أبوستة- وقال لى «مالك يا أبوجندل أنت تعرف أننا نحبك وما نريد أن يدخل أحد بيننا» فقلت: وأنا أحبكم ولكن زوجتى مريضة بالتهاب فى الكلى ولابد أن أسافر لأعالجها.

■ هل كنت تزوجت وقتها؟

- نعم وكان لدى ولد خلال أربع سنوات القاعدة والعمل مع أسامة بن لادن، وتزوجت فى صنعاء وسافرت معى إلى قندهار.

■ إذن أنت جئت إلى اليمن وأنت فى القاعدة؟

- نعم جئت لمدة ٣ شهور، تزوجت وعدت مرة ثانية دون أن يدرى أحد.

■ لماذا لم تقل لهم الحقيقة وأنك ستترك القاعدة؟

- ما أحببت أن أخبرهم بأن نيتى هى مغادرة القاعدة.

■ متى كان هذا الحديث؟

- فى أحد الأيام خرجت إلى الحدود، وفى المغرب وصلت إلى كراتشى وثانى يوم الظهر كنت فى صنعاء وكان يرافقنى صديق لى رفض أن يتركنى وزوجتى.

■ ما اسم صديقك هذا؟

- صديقى هذا كان اسمه رحمة الله عليه فؤاد الحماطى، وكنت دربته وكان يشعر أننى أستاذه دائماً.

■ هل كان معك كنوع من المساندة؟

- نعم كنوع من المساندة والحماية ومؤيد لفكرتى.

■ لماذا لم تتكلم؟

- لأننى إذا خرجت وعرفوا أننى خرجت سأقسم التنظيم، واضطررت إلى الخروج بهدوء، وأشعت أننى مسافر للعلاج.

■ ماذا حدث بعد ذلك؟

- بعض الناس فوجئوا من سرعة السفر فى أفغانستان، وعلم الكثيرون فى التنظيم، وكانت «هُلّيلة» وأنا كنت لدى تنظيم داخل التنظيم ليس من باب الانشقاقات، ولكن كان عندى الأفراد الذين دربتهم من الباكستانيين، وعند الحدود شاهدنى أحد الأفغان الذين كانوا معى وسألنى يا «أبوجندل» على وين.. قلت على اليمن.. سكت قال ليه.. قلت العلاج وساعدنى ووصلت إلى منزل أحد الإخوة فى مدينة «كويتا» وغيرت ملابسى ولبست ملابس عادية بنطلون جينز وقميصاً وحلقت لحيتى وزوجتى لبست اللبس اليمنى العادى.

■ هل كانت أوراقك سليمة؟

- لا.. جميع الأوراق مزورة تزويراً دقيقاً، فالجوازات معدلة وشهادة ميلاد ابنى سليمة مائة فى المائة ومختومة من الخارجية اليمنية وعليها جميع أختام الحكومة اليمنية.. لأنه كان لدينا جهاز توثيق كامل يفعل أى شىء ويستطيع تزوير أى فيزا فى العالم، وسافرت من «كويتا» إلى «كراتشى»، وفور أن غادرت «قندهار» كان الشيخ أسامة أرسل اثنين ورائى، وقال لهما «الحقا به».. وعبرت الحدود فأمر بن لادن أن «يعبرا ورائى» ووصلت إلى «كويتا» فقال: «الحقا به» وفرق التوقيت ساعة.

■ كيف كانوا يأخذون الأوامر؟

- عبر اللاسلكى المتصل بالستالايت.

■ ماذا حدث وما هى الخطة التى قمت بتنفيذها عند وصولك إلى كراتشى؟

- عندما وصلت إلى كراتشى ركبت تاكسى، استقبلنى أحد الإخوة الباكستانيين وركب معنا إلى يسارى، وقال لى يا أخ أبوجندل ما المطلوب؟ قلت: مطلوب قائمة برحلات الطيران من كراتشى إلى صنعاء الليلة خلال ساعة.. وقال لى: خلاص.

وبالفعل جاء بقائمة فيها ٧ رحلات إلى صنعاء، وقلت له: احجز لى على «أصعب» رحلة.

■ لماذا؟

- هناك رحلات الترانزيت محطة واحدة وهناك رحلات الترانزيت ٤ محطات، وأنا أريد أن أبدل طائرات ويكون الترانزيت كثيراً.

■ لماذا؟

- كنوع من التأمين، وحدث بالفعل، فنزلت فى المنامة بالبحرين ثم أبوظبى فى الإمارات ثم صنعاء فى اليمن حتى يفقدوا خط سيرى.

■ هل كنت خائفاً؟

- نعم، لأن زوجتى وابنى كانا معى، وإذا كنت وحدى ما كنت أحسب لها حسابا، فأنا لا يهمنى، وبالفعل خرجت من كراتشى ٦ صباحاً كنت فى صنعاء ٣ عصراً، ووصلت إلى بيت عمى وهو والد زوجتى.. وكانت مفاجأة له وصاحوا: أبوحبيب وأم حبيب وحبيب وصلوا.

■ ولدك اسمه حبيب؟

- نعم، اسمه حبيب، وعمره الآن ١١ عاماً وهو من مواليد قندهار.

■ هل أرسل الشيخ أسامة أحداً وراءك بعد وصولك إلى اليمن؟

- نعم، فوجئت بأن الشيخ أسامة أرسل ورائى عديلى زوج أخت زوجتى أم حبيب، وكان سائقاً له وتم إطلاق سراحه من جوانتانامو مؤخراً.

■ ماذا قال لك عديلك.. وما هى الرسالة التى أبلغك إياها من الشيخ أسامة بن لادن؟

- قال لى: ناصر ارجع.. قلت له نجوم السما أقرب لكم من أن أعود إلى هناك مرة أخرى، وقلت له: ارجع إلى عمى الشيخ أسامة وسلم عليه، وقل له جندل هو الجندى بتاعك فى اليمن، أما أفغانستان فانسوه ووقت ما يحتاجنى أنا موجود، ولكن أرجع إلى أفغانستان شيلوها من رؤوسكم، أما لماذا فأنا لا أتكلم معكم، وخاصة أن لى عدة ملاحظات؟

■ ما هى تلك الملاحظات؟

- هذه الملاحظات من ضمنها: العملية الإدارية والتنظيمية داخل التنظيم كانت توحى بالخطر، وأن التنظيم مقبل على مستقبل أسود وهذا ما يحدث الآن فى اليمن والعراق وفى كل مكان.

■ تقصد التفكك الحادث الآن وأن كل مجموعة تعمل وحدها دون تنسيق مع «الرأس»؟

- نعم، لأنه يفترض أن العناصر التى تعمل الآن وستكون قيادات فى المستقبل عناصر غير مؤهلة.

■ ما معنى التأهيل من وجهة نظرك؟

- ثلاثة أمور:

١- التأهيل الفقهى والشرعى.

٢- التدريب العسكرى.

٣- فن إدارة الحياة.

والأمر يختلف عندما تدير قطاعاً عسكرياً فى جيش من الجيوش العربية عنه عندما تدير مجموعة من المتطوعين العرب، وأذكر أن أحد الأفغان قال لنا.. نحن فى أفغانستان ٣٠ مليون نسمة و٧ أحزاب، أما أنتم فعددكم ٢٠٠٠ عربى تمثلون ٢٠٠٠ حزب، وقالوا هذا بناء على تجربتهم وقرأوا أننا متعصبون.

■ لكنك قلت من قبل إن تنظيم القاعدة هو أفضل تنظيم؟

- نعم، وهو متماسك بسبب التنوع الموجود فيه، ولكننى كنت أقرأ الواقع المعاش، وتوقعت ما يحدث الآن، وهو التفكك، وكان ذلك بدأ بالانضمام العشوائى للأفراد، وعدم وجود سيطرة كاملة وأيضاً عدم تغيير داخل «قندهار».

يا أخى إذا وصلت مجموعة من الشباب لابد أن يتم تدريبها لأنه يوجد فى إدارة الموارد البشرية شىء اسمه التدريب لتأهيل هؤلاء الأفراد.

■ كنت تتحدث مع أسامة بن لادن فى هذه الأمور؟

- نعم.. وكان يسعد بالحوار ويقول لى أنت الوحيد اللى فاهم.

■ ماذا كنت تقول له فى هذه النقطة؟

- كنت أقول له يا أبوعبدالله هناك من القادة من له شخصية كاريزمية والشخصية الكاريزمية لديها نقطة قاتلة، وهى أن كل الناس متعلقة بالشخصية، وليست بالمنظمة أو الفكرة، وغداً نقتل أو نموت ويتفرق التنظيم.

■ ماذا كان رده؟

- كان يقول لى تمام يا أبوجندل، لدرجة أنه كان مقتنعاً أن لدى رؤية، ومن هذا المنطلق كان يستشيرنى ويدخلنى فى اتخاذ قرارات لها شأن بعزل قيادات فى الجانب العسكرى، وهو مقتنع بأننى جالس بين الناس وبالتالى أعرفهم وهو مشغول بعلاقاته مع طالبان وإدارة التنظيم.

وأحياناً كان الشيخ أسامة يطلب منى النصح فأقول له يا شيخ أنا أنصحك: خلينى أقول لك بيت شعر يقول:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. وأنا أحبك ولا أرى عيوبك، وعندما أكرهك سأرى عيوبك.

■ كم من الوقت مر على تدمير المدمرة الأمريكية «كول» بعد وصولك إلى اليمن؟

- حادثة المدمرة كول وقعت بعد وصولى إلى اليمن بشهرين ونصف الشهر واسمى جاء من ضمن المتهمين بالمشاركة فى تدميرها.

■ ماذا حدث بعد ذلك؟ هل هناك من أبلغ عنك أو اعترف عليك؟

- من أسباب اعتراضى على القاعدة هو دخول الجماعات الإسلامية المتفرقة، إضافة إلى الفلسطينيين والأردنيين والأكراد والعراقيين، لدرجة أن المغاربة وحدهم جماعتان والأكراد ثلاث والجزائريين ثلاث والمصريين اثنتان والتوانسة ثلاث والموريتانيين اثنتان، بخلاف «المصريين اللى كل واحد ماشى بدماغه».

وهذا ما يجعلك تعلق أو كما يقولون عندكم «المسألة فيها إنّ» واقترحت عليهم فى القاعدة أن نقوم بتطعيم الجهاز الأمنى الخاص بنا بدلاً من أن الجهاز حول أسامة بن لادن فقط، وننشئ جهازاً أمنياً يغطى جميع القطاعات التابعة للقاعدة.

■ أين تقع هذه القطاعات؟

- فى خوست وقندهار وفى «حيرات» وأيضاً المعسكرات والبيوت السرية، فأقل شىء يجب عمله أن يتم تدريب أشخاص كجزئية أمنية على كيف يعرفون رفع التقارير، وكيف يتعاملون مع الأمور.

■ إذن كنت تريد إنشاء جهاز مخابرات خاص بالقاعدة؟

- نعم جهاز مخابرات مبسط.

■ هل قبلوا الفكرة؟

- نعم قبلوا الفكرة وجمعنا ٦٠٠ شخص، تمت تصفيتهم إلى ٧٥ شخصاً، وتم تأهيلهم بشكل أمنى تأهيلاً تاماً كاملاً من الألف إلى الياء، وقمنا بنشرهم فى المعسكرات والجبهة وكل الأماكن التى تتبع القاعدة، وأصبح الفرد من هؤلاء لا يتحرك من قندهار إلى كابول إلا وهناك تقرير يتحرك معه، وبالتالى أصبحت عيوننا مفتوحة على كل شىء أمامنا، وبدأنا فى تكوين خط يعرف بخط «حدود النار» للتنظيم بحيث من يعبر يعبر بشروطنا.. ولكن انضمام الجماعات كانت أول نقطة ضعف فى جهاز مكافحة الفيروسات عندنا.

■ لماذا؟

- لأنها فتحت للتنظيمات كل شىء فى القاعدة فأعضاؤهم يقبلون عندنا - يقصد القاعدة - ويدخلون معسكراتنا وكل مكان، ونحن نراقب أعضاءنا ووضعنا عليهم تليسكوبات، فما بالك بهؤلاء غير المراقبين وبدأ المشروع يتم تعطيله مرة ثانية بسبب تدخلات الشيخ أسامة، وكنت أقول له: يا أبوعبدالله هم إخواننا على العين والرأس ولكن لابد أن يكون لدينا خط عام.. ولكن هذه المسألة كسرت وتضايقت بشكل غير عادى، لدرجة أنه ذات ليلة دخل على بن لادن ٤٠ شخصاً يبايعونه للانضمام، وكنت أسأل الذين جاءوا بهم.. هل تعرفونهم.. يقولون لا.. هل هم طلبة علم، يقولون: لا.. فقلت لهم هى بطاطا ولا «حراج» - سوق شعبية - قاعدين نبيع فيها، وهذه من الأسباب التى جعلتنى أنسحب، وهذه النقاط هى التى كشفت خططنا بعد ذلك، ومن هنا عرف الأمريكان أن أبوجندل خرج من أفغانستان، ولكنهم لا يعرفون إلى أين ذهب وبدأوا رحلة البحث عنى، ولكن كانت خطوطى مقطوعة عنهم إلى أن وقعت حادثة المدمرة «كول» واعتقل بعض الأشخاص فى عدن ومنهم جمال البدوى وفهد، المتهمان الرئيسيان فى حادث المدمرة كول.. وأول سؤال سألوه الأمريكان لهما هو أين أبوجندل؟ فوصفنى جمال وصفاً دقيقاً، لأنه لم تكن لى أى صور، وكنت شخصية غامضة لدرجة أنهم لا يعرفون جنسيتى.. مصرى - سعودى - يمنى.. وجعلت الأجهزة الأمنية فى حيرة من أمرها.

وجاء الأمريكان برسامين يرسمون شكلاً تقريباً لى بعد أن وصفنى الشباب، وتحديداً جمال البدوى، وعندما وصلوا إلى رسم معين عرضوه عليهم، فقالوا ها هو «أبوجندل».

■ ماذا فعلوا بالصورة بعد ذلك؟

- قام الأمريكان بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بتعميم الصورة فى مصر والسعودية وإيران وأرسلوا إلى تلك الدول فمصر قالت ليس موجوداً عندنا وكذلك السعودية، ولكن اليمن قالت نعم هو مواطن يمنى بعد أن عرفوا من بطاقة الأحوال المدنية، ولكن هناك دائرة شك ثانية لأن اليمن فى هذه الأيام كانت مفتوحة «إدفع فلوس تحصل على بطاقة هوية» وأصبحوا فى قلق من جديد لأنهم يريدون الإجابة على السؤال هل هو يمنى يمنى، أم اشترى جنسية ودفع أموالاً وقام بالتزوير.

■ إذن من سيفصل فى هذه المسألة؟

- أبوجندل نفسه، وأخذوا يبحثون عنى فى كل مكان وشعرت بالتشديدات الأمنية وتضايقت وكنت قد جئت إلى اليمن حتى أكون آمناً مع زوجتى وابنى وقررت العودة إلى أفغانستان، وسألعن أبوالدول العربية دولة دولة.. وسأدرب أناساً يحرقون هذه الدول حرقاً ووضعت الدول العربية فى رأسى هم والأمريكان، خاصة أنهم خنقونا ولا مجال للتنفس، وبالتالى تحولت إلى قط يخربش من أمامه.

■ هل بدأت فى إجراءات الخروج؟

- نعم، واتصلت على أحد الإخوة لترتيب إجراءات الأمان فى مطار صنعاء، وعاد الأخ ليقول لنا: بحثنا عن اسمك على الكمبيوتر ولم نجده وكله تمام، واطلعنا على «البلاك ليست» - القائمة السوداء - واسمك غير موجود، ولكن الغبى لم يكن يعلم أن اسمى موجود فى قائمة سوداء سرية أخرى لا يطلع عليها أحد بخلاف المعلنة.

■ كيف عرفت أن اسمك فى هذه القائمة السوداء السرية؟

- أثناء خروجى، وهذه هى المرة الأولى التى أخرج فيها بجواز سفر مكتوب فيه اسمى الحقيقى ناصر أحمد ناصر البحرى، وكانت معى مجموعة مسافرة، ورفضت أن أسافر معهم، وقلت لهم اسبقونى حتى يكون السفر آمناً لهم ولى، وقلت لهم سافروا على الخطوط الجوية السورية، بحكم أننا نعرف نظام الترانزيت فيها إلى جدة ثم إلى دمشق.

■ رغم أن الأمن السورى قوى؟

- أعلم ذلك ولكننا نتحرك كأفراد عاديين، وتنظيم القاعدة لديه تكتيك جيد، وهو أن كل شخص فيه تنظيم منفرد حتى لو قُتل بن لادن.. الكل سيعمل أيضاً وقلت لهم: أنا سأخرج من مدينة «المكلا» فى حضرموت باتجاه سوريا، وسنخرج كلنا إلى إيران ثم ندخل بطريق البر إلى أفغانستان.

■ ولماذا لم تسافر على طيران أبوظبى الذى سافرت عليه من قبل؟

- لم آمن خط أبوظبى لأننى أعلم أن الأمن قوى جداً هناك، وقمت بحجز تذكرة صنعاء - دمشق على الخطوط اليمنية.

■ وفعلاً سافرت عبر الخطوط اليمنية إلى دمشق؟

- نعم، ولكن كانت هناك مفاجأة وهى أن الطائرة كانت ستهبط ترانزيت فى عمان بالأردن، ولم يخبرونا، وهناك الأمن الأردنى كان يبحث عنى بالصورة، وإذا قبضوا علىّ سيرسلوننى إلى «الموساد».

■ لماذا تعتقد أنهم إذا قبضوا عليك سيرسلونك إلى الموساد؟

- لأننا كجهاز أمنى عربى فى القاعدة كان الجهاز الأمنى الذى دخلنا فى مواجهة معه الأمن الأردنى، وكنا نقبض على جواسيس له فى القاعدة، وكنا دائماً نعتقلهم.

■ هل كنتم تستجوبون هؤلاء؟

- نعم، وكانوا يقولون لنا مطلوب معلومات عن ٨ أشخاص فلان وفلان وأبوجندل، وكنت أسخر منهم وأقول لهم «لم أكن أعرف أننى مهم إلى هذه الدرجة».. ولم أكن أعلم أن الموساد أيضاً يبحث عنى.

المهم وصلنا إلى مطار صنعاء، وكانت الرحلة الساعة ٦ صباحاً، وقلت لزوجتى بالحرف الواحد: سأصل إلى مطار دمشق الساعة ١٠ صباحاً وسأهاتفك الساعة ١٠.١٥ فإذا لم أكلمك احرقى كل الأوراق الموجودة معك واعرفى أنه تم اعتقالى.

■ ما هو المطلوب حرقه؟

- وثائق وجوازات كثيرة مزورة وقامت بحرق كل الأوراق وجاء فى ذهنها أنه تم القبض علىّ فى الأردن أو دمشق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer