الأقسام الرئيسية

نفوذ متزايد للجماعات السلفية في مصر بعد الثورة

. . ليست هناك تعليقات:
آخر تحديث: الخميس، 7 ابريل/ نيسان، 2011، 04:07 GMT

احتجاجات مصر

يخشى بعض المصريين من محاولة السلفيين تطبيق نظرتهم للعالم من خلال القوة

بينما تعبر الحكومات الغربية عن قلقها من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، يعبر المصريون عن قلق متزايد بشأن صعود المجموعات السلفية والتي حُملت مسؤولية سلسلة من الهجمات العنيفة في المناطق الريفية من مصر.

لكن السلفيين نفوا مسؤوليتهم عن تلك الهجمات.

للسلفيين تفسير صارم للقرآن، ويؤمنون بإقامة دولة إسلامية تحكمها قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية كما طبقها الرسول محمد وفرضها صحابته في القرن السابع الميلادي.

ويرى السلفيون أن جماعة الإخوان المسلمين ركزت أكثر مما يجب على العمل السياسي وذلك على حساب الدين.

وفي هذا الصدد، يقول عبد المنعم الشحات، وهو نجم صاعد في إحدى القنوات الفضائية التي يملكها السلفيون "حكومة إسلامية هي حكومة قائمة على الشريعة. لا يمكن تغيير الشريعة لأنها من أيام الرسول محمد".

وحافظت المجموعات السلفية التي بدأت في استقطاب أنصار كثر منذ الثمانينيات من القرن الماضي على حضور باهت في المجتمع المصري لكن صوتها أصبح أكثر بروزا منذ نجاح الثورة المصرية.

وأظهرت المجموعات السلفية ثقة جديدة بالنفس خلال تجمع بمسجد عمر بن العاص في القاهرة.

وحضر آلاف من الرجال اجتماعا بعد صلاة الجمعة، إذ جلسوا القرفصاء في المسجد وعبر علماء دين سلفيون بارزون عن رغبتهم في تشكيل حكومة إسلامية.

استطلاعات رأي

وفي غياب استطلاعات رأي بمصر، فمن المستحيل قياس قوة الحركة السلفية. ويقول البعض إن نسبة التأييد في صفوف الشعب المصري لهذه الحركة تقل عن نسبة عشرة في المئة في حين يعتقد آخرون أن الحركة السلفية تشكل قوة سياسية رئيسية في المجتمع المصري.

وتقول محررة مجلة الديمقراطية، هالة مصطفى، التي خصصت أحد أعدادها مؤخرا للسلفية في مصر إن "الحركة السلفية كبيرة جدا في مصر".

وأضافت قائلة إن "عددهم يفوق عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين".

وتابعت "فجأة أصبحوا أكثر استعدادا للعنف. يسعون لتحويل مصر إلى دولة إسلامية لأنهم يعتقدون أن هناك فراغا".

وتعتقد هالة مصطفى أن السلفيين مخطئون في الاعتقاد أن بإمكانهم سرقة الثورة من الشباب وفي حالات عديدة من متدينين معتدلين أي من أشخاص حاربوا من أجل نجاح الثورة.

نفوذ

صوفيون يتجمعون في مصر عند أحد الأضرحة

في غياب استطلاعات رأي بمصر، فمن المستحيل قياس قوة الحركة السلفية

أما الناشط في حركة الشباب، شادي الغزالي، فيتفق مع هالة مصطفى "للسلفيين نفوذ أكبر من جماعة الإخوان المسلمين في المناطق الريفية من مصر".

وأضاف قائلا إن "الإخوان المسلمين هيئة سياسية في حين يمثل السلفيون هيئة دينية".

في الحقيقة، طرأت على المنظور الديني البحت للسلفيين بعض التغييرات. ورغم أنهم التحقوا متأخرين بالثورة، فإن العديد من الحركات السلفية التي ابتعدت تقليديا عن النشاط السياسي، تقول الآن إنها تريد المشاركة في العملية السياسية.

وتقدم بعض القنوات التي تملكها مجموعات سلفية مؤشرات على تعاظم نفوذها.

وكانت قناة الخليجية التي أسسها رجل أعمال سعودي عام 2006 تبث في البداية أغاني شبابية ومقاطع فيديو راقصة، إلا أن صاحب القناة فكر في إمكانية جني أرباح سريعة بفضل بث أغاني إسلامية ومواعظ سلفية.

وتبث القناة اليوم صورا لشباب يتعلم القرآن وأخرى لعلماء مسلمين ملتحين يطالبون بتطبيق الشريعة. إن هذه القناة جزء من عشرات القنوات التلفزيونية التي تبث من مصر.

قوة

ويخشى بعض المصريين من محاولة السلفيين تطبيق نظرتهم للعالم من خلال استخدام القوة.

واتُهم السلفيون مؤخرا بقطع أذن رجل يقال إنه يعمل قوادا ومهاجمة محل لبيع المشروبات الكحولية وتدمير أضرحة صوفية على أساس أنها تمثل مقاربة خرافية للدين بشكل سافر، وبالتالي فهي غير إسلامية في نظرهم.

لكن السلفيين والعلمانيين منقسمون بشأن مستقبل مصر بحيث ليس من المستغرب أن ينظر كل فريق إلى الفريق الآخر نظرة ملؤها الازدراء وعدم الثقة والخوف.

وتعتقد منى مكرم عبيد التي درَّست في السابق في الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن الأغلبية تأثرت بشكل أو بآخر بالظهور المفاجئ للسلفيين.

وأضافت قائلة "خرج السلفيون من كهوفهم. الجميع خائفون. هناك الكثير من الخوف والكثير من القلق".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer