بعد أن خرج علينا الرئيس المخلوع بهذا الخطاب الذي "فور دمنا" بالأمس لا أعرف لماذا تذكرت ذلك المقال الذي كتبته منذ شهر تقريبا يعنوان "مبارك الرئيس القادم".. صحيح أن بعض الأمور تغيرت، وأن بعض رموز الفساد قد انضمت إلى كتيبة "طرة" وأن كثيرا من قيادات الإعلام والصحف القومية ذهبت غير مأسوف عليها، ولكني مازلت أخاف.. أخشى.. أتوجس.. ولهذا فقد قررت إعادة نشر هذا المقال ثانية، مع ملاحظة أنه كتب منذ شهر تقريبا..
"ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية لم بكن يتوقعه أحد، ولو ادعى أحد أن هذا سيحدث لاتهمه الجميع بالجنون، ولكن ما حدث قد حدث فعلا، وأعلم أنه حدث كبير وعظيم ويستحق منا أن نفرح ونسعد ونبتهج ونفخر ونزهو، وكل هذه المفردات التي تعرفونها، ولكن ماذا بعد؟
إن المدقق فيما حدث ويحدث يجد أن الثورة لم تكتمل، فالنظام لم يسقط، وإنما سقط رأسه فقط، فالوجوه هي نفس الوجوه، والفكر نفس الفكر!! سيقول البعض بأنني مخطئ في هذا، مستشهدا بسقوط العادلي وعز وجرانة والمغربي، وفتح التحقيقات مع العديد من الشخصيات، ولكني سأقول إنني حتى الآن لم أر ما يؤكد سقوط هذه الأسماء، ولو سلمنا بسقوطها فهذا ليس كافيا ولا دالا على سقوط النظام.. كما أن معظم هذه الأسماء، إن لم يكن كلها، من الحرس الجديد أو من جوقة جمال مبارك، أما الحرس القديم ورجال مبارك الأب فيرقدون الآن في الذرة ولا نعرف أين هم، وما مصيرهم، فأين الشريف وسرور وعزمي؟ أين هؤلاء.. لماذا نسمع عنهم كلمة سواء بالخير أو الشر؟
كما أن الحكومة هي ذات الحكومة، فمازال فهمي ومصيلحي وعائشة وهلال ومشيرة يسيطرون على مقاليد الأمور، وحتى لو سلمنا ببعض التغييرات التي يقال إنها ستحدث، فهل هذه التغييرات دالة على سقوط النظام؟
وها هي الصحف القومية مازالت تصدر حاملة الأسماء نفسها، وهاهم رموز النظام السابق -والحالي أيضا- في مختلف المجالات يجلسون على كراسيهم، وهم يخرجون ألسنتهم لنا، متلونين تارة، ومستهزئين تارة أخرى.. (أحمد لله أن هذا قد تغير الآن)..
إنني أشعر بأننا نعيش خدعة كبيرة تحاك حولنا.. أشعر بأنهم يلعبون على عامل الوقت، وأن الثورة ستهدأ وربما تخمد إن عاجلا أو آجلا، ثم تجرى الانتخابات بعد عدة أشهر، ومازال رموز الفساد يسيطرون ويحكمون ويحركون من خلف الكواليس أو من أمامها.. تجرى الانتخابات، ونجد مرشحا جديدا يمثل النظام السابق -الحالي- لنفاجأ به رئيسا للجمهورية سائرا على خطوات الرئيس السابق.. وهنا يصبح "أحمد زي الحاج أحمد"، أو إمعانا في الدقة "مبارك زي الحاج مبارك" و"كأنك يا أبو زيد ما غزيت"..
وربما نفاجأ بجمال مبارك مرشحا للرئاسة، أو ربما مبارك ذاته، وسط أصوات تعلو متسائلة: "أليس من حقهما الترشح؟ أليسا مصريين؟"، ثم نجد مبارك من جديد الرئيس القادم لمصر، مع اعترافي بقدراتهم العظيمة في فنون التزوير..
نعم قد أكون مبالغا كثيرا في وصف الصورة، لكنني أحب هذا الوطن، وأحب ألا تضيع دماء الشهداء هدرا، ولهذا فعلينا أن نحافظ على لهب الثورة مشتعلا.. نعم علينا أن نعمل ونجد ونجتهد، ولكن علينا كذلك أن نحمي ثروتنا من الالتفاف حولها، وأن نحافظ عليها مشتعلة في صدورنا، حتى لا نفجأ بخبر رئيس في الصحف القومية: "مبارك رئيسا للبلاد"!
وقتها لن يكون هذا البلد بلدنا.. وسنرحل جميعا بإرادتنا أو رغما عنا!!"
كان هذا هو المقال الذي نشرته منذ شهر تقريبا.. والآن ما رأيكم؟.. ملحوظة: انتشرت حملات عديدة على الفيس بوك تدعو لترشيح علاء مبارك وعمر سليمان وأحمد شفيق لمنصب رئيس الجمهورية؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات