الأقسام الرئيسية

ما تدّيهم كلمتين يا أيمن

. . ليست هناك تعليقات:
الكاتب
Wed, 13/04/2011 - 08:00

تتعرض الثورة لكمية محترمة من الشتائم، لا أعرف إن كانت الناس اللى بتشتم فاهمة هيه بتقول إيه وتقصد الشتيمة أم أنها بتستسهل؟ يعنى إذا كان هناك شخص يسير فى الشارع واتشنكل وقع على وشه لا يقوم ليقول لنفسه «حصل خير» لكن يقف يقولها بصوت عالى «آدى يا عم اللى خدناه من الثورة»، على أساس إن الشوارع قبل الثورة كانت ناعمة حرير يمكن أن تمارس عليها رياضة التزلج؟

هاتجنن.. يوم ماتش الزمالك والأفريقى وأثناء خروجى من المقصورة كان السباب للثورة جماعياً «شوف الثورة عملت إيه؟.. منكم لله يا بتوع التحرير».. طبعا هذا بخلاف مخرج قناة مودرن سبورت، التى كانت تبث المباراة، وظهر صوته واضحاً بشدة وهو يحرّض المذيع قائلا «مش همّا دول شباب الثورة.. ما تدّيهم كلمتين بقى يا أيمن»، والصراحة أن أيمن المذيع ماكدّبش خبر وعمل اللى عليه، بعدها أذاع «شلبوكة» - فى عز مدحه للثورة - أكثر من عشر مرات كليباً قصيراً به شخص يهتف «ولا يوم من أيامك يا مبارك.. دى ثورة كلاب».. «شلبوكة» خاف على أكل عيشه وقال - رغم المشهد اللى شايفه - «لازم الدورى يرجع، لأنه لو مارجعش هيتخرب بيتنا» (وهى حقيقة مقارنة بأجره).. كنت أتوقع منه سبباً غير شخصى ولم يخذلنى فقال «لو الدورى مارجعش.. أى حد عايز يعمل أى حاجة هيعملها»، خوف «شلبوكة» على أجره جعله يهذى بكلام غير مفهوم.. يا إما حد يشرحلى الجملة اللى فاتت دى معناها إيه؟

المهم اصطدت عند خروجى واحدا من هؤلاء الذين سبوا الديانات كلها للثورة فسألته: «إيه العلاقة بين الثورة وبين الناس دى؟»، فقال: «مش دول شباب الثورة؟»، فقلت له: «إنت عايز تفهّمنى إن العيال اللى نزلت تتزحلق على النجيلة وتبوس عبدالواحد فى بُقه.. همّا الشباب اللى واجهوا الموت والبرد 18 يوم فى التحرير علشان البلد تنضف؟.. يعنى إزاى جت فى دماغ حضرتك الفكرة دى؟»، فقال لى: «أمال دول مين؟»، فقلت له: «دول بتوع التحرش الجماعى.. حضرتك سمعت عن أى تحرش جماعى فى أى مليونية؟»، فصمت الرجل تماما فقلت له: «على فكرة كان فيه.. كل بتوع التحرير اتحرشوا جماعياً بالنظام»، فضحك.

أرجوك لا تتورط فى هذا الربط الساذج بين الثورة وما تراه حولك من كركبة، لأن الثورة «تملك ولا تحكم»، صحيح أنه باسم الثورة تسلل بيننا من لا يعرف قيمتها، ويبدو نشازا موجعا يفسد اللحن الجميل فانطبق عليه المثل القائل «العيل الوحش بيجيب لأهله الشتيمة»، لكن الثورة أرقى من أن تكون عسكرى مرور دوره القبض على المغفلين الذين يسيرون عكسياً هذه الأيام أو مطاردة الـ«توك توك» الذى شاهدته فى مطار القاهرة منذ أيام، أو جمع تلال القمامة الموجودة بطول سور مجرى العيون أو حماية مستشفى عام من البلطجية ، هذه مسؤوليات من يمتلك أدوات فى يده (ومعروف الأدوات فى إيد مين)، الثورة تملك أن تفرض الأفكار وتقرب بين الأحلام والواقع وتضغط لمطاردة الفاسدين وتزمجر لتذكر الناس بحقوقها وتقدم شهداءها حتى يتغير وجه هذا البلد. الثورة مطر.. نزل على أرواح سليمة فـ(بلّ ريقها) ونزل على أرواح خربة فـ(طيّنها بطين).

omertaher@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer