الأقسام الرئيسية

أصحاب كفاءات.. لا أصحاب ولاءات

. . ليست هناك تعليقات:
الكاتب
Sun, 06/03/2011 - 08:00

فى آخر اتصال مع الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الجديد، قال لى «ادعيلى» .. كان صباح يوم الجمعة.. قبل أن نذهب إلى ميدان التحرير للصلاة مع الثوار، ثم يحدث بعد ذلك المشهد، الذى لم يكن يحلم به الدكتور شرف، ولا غيره من رؤساء الوزراء، على مستوى العالم حتى الآن.. فهو أول رئيس وزراء يحمله شعبه على الأعناق.. قبل أن يقدم أى شىء.. كان الاتصال سريعاً، كما هو شأن إيقاع الحياة الآن!

عرفت من رئيس الوزراء بعض أشياء، وأكد لى أيضاً أنه سيؤدى اليمين، أمام الشعب فى ميدان التحرير.. ومن هنا كتبت مقالى أمس، على هذا الأساس قبل الصلاة، خشية أن يمتد بنا الوقت، فلا أتمكن من الكتابة.. كنت أمام حقيقة مقررة، وليس مجرد ظن.. ولا أعرف لماذا قرر الدكتور شرف تغيير هذا الاتفاق؟ ولا أعرف لماذا قرر فجأة تعديل الصيغة؟.. ولا أعرف لماذا اكتفى بقوله «أستمد شرعيتى منكم»؟!

أكاد أقطع بأن شيئاً ما تغير، فى طريقة التعاطى، مع فكرة القسم فى ميدان التحرير.. مع أن هتافات الجماهير كانت تطالبه بأن يحلف.. لا أعرف إن كان مرجع ذلك أنه لم يؤد اليمين أصلاً أمام المجلس العسكرى؟.. ولا أعرف إن كان قد تلقى اتصالاً طالبه بألا يفعل الآن؟.. لكن مجرد ذهابه إلى الميدان كان كافياً، وربما ذكياً فى الوقت نفسه.. وأظن أنه يجب أن يستثمر هذه العلاقة العضوية بين الشعب والحكومة!

المطلوب الآن أن يقدم تشكيلاً وزارياً مختلفاً.. كماً ونوعاً.. فليس مطلوباً تشكيل وزارة قوامها 30 وزيراً أو أكثر كما كان.. أتصور أنه يجب أن يقوم بدمج عدة وزارات، فى بعضها على الأقل فى الوقت الحالى.. وأتصور أنه ينبغى أن يستبعد بجرأة شديدة كل القدامى.. المسألة لا تخضع لعوامل إنسانية.. فهو الذى سوف يسأل عن ذلك فى النهاية.. نريد أصحاب كفاءات لا أصحاب ولاءات!

لا أشك لحظة فى صدق نوايا الدكتور عصام شرف.. ولا أشك فى وطنيته مطلقاً.. لكننى أخشى عليه من شىء، قد لا يعرفه الكثيرون، وهو حياؤه.. هذا الحياء يمنعه من أن يتخذ مواقف حاسمة، فى كثير من الأوقات.. ولابد أن يعرف أنه يرأس حكومة ثورة.. تتطلب كثيراً من الحزم، وقليلاً من التهاون.. وفى هذا السياق ينبغى أن يبدأ من لحظة الاختيار ذاتها.. فليس كل واحد يصلح ليكون وزيراً!

يعرف رئيس الوزراء الجديد أننا سنراقب قراراته.. ويعرف أن كل شىء حالياً على الهواء مباشرة.. بالصوت والصورة.. ويعرف أن الحسم مطلوب فى هذه اللحظة التاريخية، ليعود الانضباط إلى جميع مرافق الدولة.. نحن أمام انفلات أمنى وسياسى واقتصادى.. وقدره أن يتولى فى هذه اللحظة.. فإن كان قد جاء محمولاً على الأعناق فى بداية تولى الوزارة.. أرجو ألا يكون العد التنازلى قد بدأ لحكومة شرف!

لست متشائماً أبداً.. فقط مشفق عليه بسبب توقيت تكليفه.. لا مانع أن يأخذ وقتاً.. فهناك من يهرب من الوزارة.. لكن هناك أيضاً من يرمى جتته.. والفارق كبير بين من يرمى جتته ومن يهرب.. زمان كان المارون فى قصر العينى، يعينون وزراء فى الحكومة.. تحت اسم وزراء المصادفة.. فكم واحداً من هؤلاء سيدخل حكومة شرف؟.. وإلى أى مدى يستطيع اختيار الوزراء دون تدخل فوقى؟!

لا أحد يستطيع التكهن بمن يبقى ولا من يرحل.. ولا أحد يمكنه أن يتوقع شكل القرارات الوزارية الجديدة.. لكن على الأقل نحن نعرف أنها يجب أن تبقى قرارات ثورية.. يمارسها رئيس وزراء يملك شجاعة اتخاذ القرار، ووزراء يؤمن بهم الشعب أولاً.. المهم أن نكون قد أعطينا شرعيتنا لحكومة تستحق فعلاً.. ندعو لها ولا ندعو عليها.. آناء الليل وأطراف النهار!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer