الأقسام الرئيسية

الصحة والصلاحية فى التعديلات الدستورية

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

17 مارس 2011 10:07:14 ص بتوقيت القاهرة

كيف يفكر أنصار التصويت بـ«نعم»، وكيف يفكر أنصار التصويت بـ«لا».

معادلة التصويت بـ«نعم» = مخاوف من عدم عودة القوات المسلحة إلى ثكناتها بسرعة + مخاوف من استمرار عدم الاستقرار فترة أطول + مخاوف من عدم وضوح الرؤية بشأن ماذا بعد «لا» للتعديلات الدستورية.

إذن عند هؤلاء: الأولويات هى مدنية الدولة (فى مقابل الحكم العسكرى)، والرغبة فى عودة الحياة إلى طبيعتها اقتصاديا واجتماعيا حتى لا نفاجأ بمن يطالب بعودة «ديكتاتورية مستقرة» فى مقابل «ديمقراطية غير مستقرة،» إذن التعديلات خريطة طريق (ليست مثالية لكن كافية) لتغيير الدستور بالكامل بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية.

أما الفريق الرافض للتعديلات، فلهم معادلة تقوم على ما يلى:

معادلة التصويت بـ«لا» = مخاوف من سيطرة الإسلاميين على مجلس الشعب القادم + مخاوف من الصلاحيات الفرعونية للرئيس + مخاوف من أن شباب الثورة لم ينظموا أنفسهم فى أحزاب بعد.

إذن عند هؤلاء: الأولوية هى مدنية الدولة (فى مقابل حكم الإسلاميين)، وبالتالى هم يميلون إلى إعطاء أولوية لتأجيل الانتخابات التشريعية لأن الإسلاميين سيسيطرون على مجلس الشعب القادم سريعا مع الخوف من الصلاحيات الفرعونية للرئيس.

هذا كان وصفا مبسطا. يبقى التحليل.

لو أخذنا معيارى الصحة والصلاحية للحكم على ما نحن فيه، فسأجد أن لكل وجهة نظر وجاهتها، بل أزعم أن كلتيهما صحيحة (بمعيار النظر الفلسفى والمنطقى). ولكن أيهما أصلح لأحوال الناس اليوم (بمعيار الاقتصاد السياسى للمجتمع المصرى)؟ أعتقد أن التصويت بـ«نعم» أصلح. لماذا؟

تعالوا نناقش السيناريو الأسوأ فى الاحتمالين، حتى نحكم على صلاحية الفكرتين. بفرض أننا سنقول «نعم» يرى الرافضون أن هذا سيعنى أن مجلس شعب سيسيطر عليه الإسلاميون (وهذا مستحيل إلا إذا لم يصوت إلا خُمس المصريين)، تعالوا نناقش السيناريو الآخر، وهو ماذا لو رفضنا التعديلات الدستورية؟ ستعود الكرة فى ملعب القوات المسلحة. وقد صرح رئيس لجنة الاستفتاء بأن القوات المسلحة ستصدر «إعلانا دستوريا» إذا رفض الشعب التعديلات.

وسؤالى هو: إذا كان الإسلاميون بهذه القوة المفترضة بتضييق أمنى، ماذا سيكون عليه الحال بمزيد من الوقت وبدون تضييق أمنى؟

التصويت بـ«نعم» يبدو لى «أصلح» كمقدمة ضرورية لتغيير الدستور بالكامل بأقل الخسائر وبأقل مخاطرة ممكنة. أخشى أن التصويت بـ«لا» سيجعلنا نتكبد تكلفة هائلة وربما لا نصل حتى إلى ما قامت الثورة من أجله.

اختر قرارك، عزيزى القارئ، لكن أرجوك ألا تتهمنى يوما بأننى كتمت علما أو جبنت عن إبداء رأى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer